حظرت هيئة حماية البيانات الإيطالية يوم الجمعة مؤقتًا برنامج الدردشة ChatGPT من شركة OpenAI، وأطلقت تحقيقًا بشأن انتهاك مشتبه به لقواعد جمع البيانات الخاصة بالتطبيق.
ونقلت رويترز أن الهيئة اتهمت شركة OpenAI المدعومة من مايكروسوفت بالفشل في التحقق من عمر مستخدميها الذين من المفترض أن تبلغ أعمارهم 13 عامًا على الأقل، وفقًا للقانون الإيطالي. وأضافت الهيئة أن ChatGPT ليس لديه أي أساس قانوني لجمع هذا الكم الهائل من البيانات الشخصية وتخزينها من أجل استخدامها في تدريب برنامج الدردشة. ومنحت الهيئة شركة OpenAI مهلة عشرين يومًا لاتخاذ الإجراءات المناسبة، أو ستواجه غرامةً تصل إلى 4% من مبيعاتها السنوية في جميع أنحاء العالم.
وفي الوقت الذي أثار فيه ChatGPT اهتمامًا غير مسبوق منذ إطلاقه، أثارت التقنية مخاوف بشأن جمعها لبيانات المستخدمين، واحتمال استخدامها لتأليف الأخبار المضللة، وانتهاك حقوق النشر، وكتابة البرمجيات الخبيثة.
ويأتي التطور الأخير بعد أيامٍ من رسالةٍ مفتوحة وقّعت عليها نخبة من أبرز العلماء والباحثين ورجال الأعمال والسياسيين، طالبوا فيها شركة OpenAI بإيقاف تطوير نموذج GPT-4 ريثما يتوصّل العالم إلى قوانين تُحجّم من الأخطار المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وجاء في الرسالة: «أصبحت أنظمة الذكاء الاصطناعي المعاصرة الآن قادرة على منافسة البشر في المهام العامة، وعلينا أن نسأل أنفسنا: هل يجب أن نسمح للآلات بإغراق قنوات المعلومات الخاصة بنا بالدعاية والكذب؟».
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
وجاء في الرسالة أيضًا: «هل يجب علينا أتمتة جميع الوظائف، ومن ذلك: الوظائف المُرضِيَة؟ هل يجب أن نطور عقولًا غير بشرية قد تفوقنا في النهاية عددًا، وذكاءً، وتقدمًا، وتحل محلنا؟ هل يجب أن نجازف بفقدان السيطرة على حضارتنا». وأضافت الرسالة: «يجب عدم تفويض مثل هذه القرارات لقادة تقنيين غير منتخبين».
وقد أذهل (شات جي بي تي) ChatGPT، روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي، الباحثين بقدرته على إنتاج استجابات شبيهة بالبشر لطلبات المستخدمين. وبحلول شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، جذب الروبوت مليون مستخدم نشط شهريًا، وذلك بعد أقل من شهرين من إطلاقه، مما يجعله التطبيق الأسرع نموًا للمستهلكين في التاريخ.
وتُدرَّب التقنية على كميات هائلة من البيانات من الإنترنت، وقد استُخدمت لإنشاء كل شيء؛ من الشعر بأسلوب (ويليام شكسبير) إلى صياغة الآراء القانونية في قضايا المحاكم.
ولكن علماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أثاروا أيضًا مخاوف بشأن الانتهاكات المحتملة للتقنية، مثل: الانتحال، والمعلومات المضللة.
يُذكر أن ChatGPT محظورٌ في عدد من الدول مثل روسيا والصين وإيران، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يُحظر فيها التطبيق في دولةٍ غربية.