تترقب الجماهير الأفريقية انطلاق النسخة الخامسة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية في المغرب، لكن الأنظار لن تنصب فقط على المنتخبات المرشحة للقب، بل أيضًا على أربعة منتخبات تسعى لتحقيق إنجاز تاريخي: كسر حاجز أول فوز لها في تاريخ مشاركاتها في البطولة. موزامبيق وبنين وتنزانيا وبوتسوانا تدخل البطولة وهي تحمل عبء سنوات من المحاولات التي لم تثمر عن الفوز.
هذه المنتخبات الأربعة، على الرغم من مشاركاتها المتكررة في النهائيات، لم تتمكن حتى الآن من تسجيل فوز واحد في تاريخها. يمثل تحقيق هذا الفوز هدفًا رئيسيًا لهذه الفرق، ويتجاوز الطموح في التأهل للأدوار المتقدمة من البطولة. الضغط كبير على اللاعبين والمدربين لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي أمام جماهيرهم وفي قارة أفريقيا بأكملها.
تحدي “اللافوز”: نظرة على مسيرة المنتخبات الأربعة
تعتبر مشاركات هذه المنتخبات في كأس الأمم الأفريقية بمثابة اختبار للصبر والإصرار. ففي حين أن البعض قد يرى في هذه المشاركات فرصة لاكتساب الخبرة، إلا أن تحقيق الفوز يظل هو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الجميع. سنستعرض الآن تاريخ مشاركات كل منتخب من هذه المنتخبات الأربعة، مع التركيز على أبرز المحطات والتحديات التي واجهتهم.
موزمبيق: 15 مباراة بلا فوز
تشارك موزمبيق في البطولة للمرة السادسة، لكن سجلها حتى الآن مخيب للآمال. فخلال 15 مباراة خاضتها في النهائيات، لم تتمكن من تحقيق أي فوز، مكتفيةً بأربعة تعادلات و11 هزيمة. سجل “أفاعي المامبا” 8 أهداف فقط في هذه المباريات، مما يعكس ضعفًا في الخط الأمامي وعدم القدرة على ترجمة الفرص إلى أهداف.
كانت مشاركتهم الأولى في عام 1986 خالية من أي بصمة، حيث تلقوا ثلاث هزائم متتالية أمام كوت ديفوار والسنغال ومصر. انتظر المنتخب الموزمبيقي 10 سنوات أخرى ليتمكن من تسجيل هدفه الأول في البطولة، وذلك في التعادل مع تونس عام 1996. وفي النسخة الأخيرة من البطولة، تمكنوا من تحقيق تعادلين ثمينين أمام مصر وغانا، مما يشير إلى تحسن في مستوى الفريق.
بنين: أفضل نتيجة بلا انتصار
تخوض بنين النهائيات للمرة الخامسة في تاريخها، بعد أن حققت أفضل نتيجة لها في عام 2019 بمصر، حيث بلغت الدور ربع النهائي. لكن اللافت في هذا الإنجاز أنه تحقق دون تحقيق أي فوز في دور المجموعات أو دور الثمانية. فقد تعادلوا في جميع مبارياتهم الثلاث في دور المجموعات، ثم فازوا على المغرب بركلات الترجيح في دور الثمانية قبل الخروج أمام السنغال.
تاريخيًا، عانت بنين من سلسلة من الهزائم في مشاركاتها الأولى، لكنها بدأت في إظهار بعض التحسن في السنوات الأخيرة. ففي عام 2010، تمكنوا من تحقيق تعادل ثمين أمام موزمبيق، مما يمثل نقطة تحول في مسيرتهم في البطولة.
تنزانيا: بحث مستمر عن الفوز الأول
شارك منتخب تنزانيا في البطولة ثلاث مرات فقط، وفشل في تحقيق أي فوز خلال هذه المشاركات. سجل “نجوم الأمة” 6 أهداف في تاريخهم في البطولة، نصفها جاء في المشاركة الأولى عام 1980.
في نسخة 2019، سجلوا هدفًا واحدًا أمام كينيا، لكنهم خسروا جميع مبارياتهم. أما في النسخة الأخيرة، فقد تمكنوا من تحقيق تعادلين أمام زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مما يشير إلى أنهم يقتربون من تحقيق الفوز الأول في تاريخهم.
بوتسوانا: عودة إلى المسرح الأفريقي
تشارك بوتسوانا في البطولة للمرة الثانية في تاريخها بعد ظهورها الأول عام 2012. في مشاركتهم الأولى، تلقوا ثلاث هزائم متتالية أمام غانا وغينيا ومالي.
على الرغم من هذه الهزائم، إلا أن المنتخب البوتسواني أظهر بعض الروح القتالية في بعض المباريات، وتمكن من تسجيل هدف في مباراة واحدة. يدخل المنتخب هذه النسخة وهو يطمح إلى تحقيق نتيجة أفضل وتقديم أداء يليق بتمثيل بلاده.
تعتبر هذه النسخة من كأس الأمم الأفريقية فرصة ذهبية لهذه المنتخبات الأربعة لتحقيق حلمها في الفوز بأول مباراة لها في تاريخ البطولة. التحضيرات جارية على قدم وساق، واللاعبون عازمون على تقديم أفضل ما لديهم. يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه المنتخبات ستتمكن من كسر عقدة “اللافوز” وتحقيق إنجاز تاريخي في البطولة.
من المتوقع أن تشهد النسخة الحالية من البطولة منافسة قوية ومثيرة، وأن تكون هناك العديد من المفاجآت. ستكون الأنظار موجهة نحو أداء هذه المنتخبات الأربعة، ومحاولاتها لتحقيق الفوز الأول في تاريخها.