10:53 م | الخميس 29 ديسمبر 2022
بيليه
رحل أسطورة كرة القدم العالمية بيليه، اليوم الخميس، عن عمر ناهز الـ82 عاما، وذلك بعد صراع طويل ومرير مع المرض، وبعد مسيرة تاريخية في عالم الكرة المستديرة نجح خلالها «الجوهرة السمراء» في قيادة المنتخب البرازيلي للتتويج ببطولة كأس العالم في 3 مناسبات في إنجاز تاريخي لم يحققه أي لاعب من قبل.
ولا شك في أن عشاق المستديرة تساءلوا ولازالوا يتساءلون بالطبع عن سر عدم خوض لاعب أسطوري بحجم بيليه تجربة الاحتراف في الملاعب الأوروبية، لاسيما وأن هذا الأمر أثار اندهاش واستغراب العديد من جماهير كرة القدم حول العالم.
لكن الإجابة جاءت من بيليه نفسه، عندما كشف سر عدم احترافه الأوروبي في تصريحات سابقة له، قائلا: «كانت كرة القدم قائمة على الشغف أكثر من المال، كنت ألعب جيداً، وسانتوس كان بشكل رائع، وكنت أكسب جيداً، وبالتالي لم يكن هناك أي سبب للرحيل».
كما أكد بيليه أنه كان قد تلقى العديد من العروض للاحتراف من أوروبا، وعلى رأسها ريال مدريد، ميلان، ومانسشتر يونايتد، كما أغراه مالك يوفنتوس وقتها للانضمام إلى السيدة العجوز بالحصول على أسهم في شركة فيات للسيارات، لكنه رفض كل تلك العروض.
ثاني الأسباب كانت تكمن في المسيرة الرائعة التي قدمها «بيليه» في البرازيل والتي توجها بكبرى البطولات مع المنتخب البرازيلي وقيادته السامبا للتتويج بالمونديال 3 مرات، جعله بمثابه ثروة قومية في بلده، وبالتالي كان خروجه من البرازيل بمثابة الكابوس لملايين البرازيليين الذين تعودوا على الاستمتاع بالساحر الأسمر وهو يستعرض مهاراته الفنية وسرعته الفائقة أمام خصومه في الملاعب المحلية.
فيما كانت السبب الثالث الأبرز هو تدخل الرئيس البرازيلي حينها، جانيو كوادروس الذي استثمر في تلك القضية بكل قوته من أجل زيادة شعبيته ودفع البرلمان لسن قانون يعتبر «بيليه» كنزا وطنيا ومن الأصول السيادية لمدة تصل إلى 10 سنوات على الأقل، وهو ما يعني منع بيع اللاعب لأي ناد خارج البرازيل، وعلى الرغم من هذا القرار، إلا أن بيليه ظل وقتها أعلى لاعبي العالم دخلا.
ليس هذا فحسب بل أنه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وحتى منتصف السبعينات، لم تكن كرة القدم الأوروبية عبر بطولاتها المحلية متفوقة على نظيرتها في كبرى دول أمريكا الجنوبية وعلى الأخص في الأرجنتين والبرازيل، سواء من حيث القوة أو من حيث الشهرة، إذ كانت كبرى الأندية الأوروبية تعامل أندية أمريكا الجنوبية معاملة الند للند.