11:23 م
الإثنين 16 ديسمبر 2024
كتب- نهى خورشيد:
وضع نظام حكم بشار الأسد كل لاعب كرة قدم سوري أمام تحديات كبيرة، سواء لإثبات قدراته ومهاراته للاحتراف الخارجي، أو لمجرد الاستمرار في ممارسة اللعبة لتأمين احتياجات أسرته الأساسية.
هذه التحديات الكبيرة صنعت من العديد من نجوم كرة القدم السورية أبطالًا مميزين، ولكل منهم قصة تستحق أن تُروى لعشاق ومحبي الساحرة المستديرة.
وفتح محمد رضوان قلعجي نجم حطين وأهلي حلب قلبه لمصراوي، ليحكي جانب من معاناة اللاعبين السوريين تحت حكم بشار الأسد.
وفيما يلي نص الحوار..
كيف كانت بداية مسيرتك الكروية؟
بدأت مسيرتي مع كرة القدم في عمر 14 عامًا بنادي الاتحاد (المعروف حاليًا باسم نادي أهلي حلب)، لعبت في جميع الفئات العمرية للنادي، وتدرجت حتى وصلت إلى الفريق الأول لنادي الأهلي وكذلك المنتخب السوري. الشخص الذي كان له تأثير كبير في مسيرتي هو الكابتن محمد عفش، الذي أعتبره قدوة لي. من أبرز المحطات في حياتي كانت بطولة آسيا التي حققها نادي أهلي حلب عام 2010.
هذه البطولة كانت محطة كبيرة ومهمة بالنسبة لي؛ إذ كانت أول بطولة قارية يحققها النادي، وهي ذكرى لا تُنسى.
خلال مسيرتي، لعبت لنادي الأهلي، ونادي الجيش، ونادي حطين، ونادي عفرين في سوريا. كما خضت تجارب احترافية خارج البلاد، حيث لعبت لنادي المحرق ونادي المنامة في البحرين، بالإضافة إلى فريق السليمانية العراقي ونادي النجمة اللبناني.
أثناء احترافي في البحرين، حققت مع فريق المحرق كأس الملك، ومع نادي المنامة وصلت إلى وصافة الدوري لأول مرة في تاريخ النادي. في سوريا، حققت كأس الجمهورية ثلاث مرات، وفزت بالدوري السوري ثلاث مرات أيضًا، كما حققت مع فريق الأهلي كأس الاتحاد الآسيوي، بالإضافة إلى لقبين في كأس السوبر.
ماذا عن الدوري السوري وأوضاع الرياضة السورية تحت حكم بشار الأسد؟
أعتقد أن كل رياضي سوري، أو أي شخص عاش خارج البلاد، يدرك تمامًا أن الدوري السوري لم يكن يخص الرياضة وحدها، بل كان مسيسًا إلى حد كبير، وهذا أمر معروف في الوطن العربي.
اللاعب السوري يملك كل مقومات النجومية، ونتمنى من الله أن تعود الرياضة السورية إلى مكانتها الطبيعية التي كانت عليها قبل عام 2010.
ما الصعوبات التي تواجه الرياضة في سوريا؟
الصعوبات موجودة في كل مكان، لكننا بحاجة إلى قرارات تدعم اللاعب وتطور البنية التحتية للرياضة، مثل تحسين الملاعب وتوفير الإمكانيات الأساسية اللازمة.
ما هي عوائق احتراف اللاعب السوري؟
لا يوجد عائق يمنع اللاعب السوري من الاحتراف سوى ضعف الدوري المحلي.
من الصعب أن يتعاقد نادٍ خارجي مع لاعب يشارك في دوري ضعيف مثل الذي كان قائمًا في سوريا، هذا بالرغم من أن اللاعب السوري يتمتع بمواهب مميزة وإمكانيات كبيرة على جميع الأصعدة، لكن ضعف الدوري يشكل العائق الأكبر أمام الاحتراف الخارجي.
ماذا عن حياة لاعب كرة القدم في سوريا؟
حياتنا كلاعبين كانت تشبه حياة أي شخص يعمل في مجال آخر، وهذا أمر خاطئ. كرة القدم تعتمد بشكل كبير على العامل النفسي، حيث إن 70% من أداء أي لاعب يعتمد على حالته النفسية. عندما يعمل اللاعب فقط لتأمين متطلبات حياته، يصعب عليه تقديم أفضل ما لديه في الملعب.الرواتب في كرة القدم السورية تختلف حسب مستوى اللاعبين وإنجازاتهم، وهذا أمر طبيعي في أي مجال.
حدثنا عن تجربتك الاحترافية؟
الحمد لله، كانت تجربتي الاحترافية ناجحة، حيث لعبت خمسة مواسم أثمرت عن تحقيق العديد من الإنجازات.
ما المعايير التي تحدد نجاح اللاعب السوري؟
المعايير واضحة جدًا، وهي تبدأ وتنتهي بمستوى اللاعب وإمكانياته، قدرات اللاعب هي الفيصل في انضمامه للمنتخب الوطني أو انتقاله إلى أندية أخرى.
ما هي رسالتك للرياضيين في سوريا؟
أنا متفائل جدًا، وأتمنى أن تعود سوريا قوية في جميع المجالات، بما في ذلك الرياضة، بفضل جهود الشباب وعزيمتهم وروحهم العالية.