في سابقة غير مسبوقة، توقفت منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم يوم الخميس 25 ديسمبر/كانون الأول، بشكل مؤقت لمدة 24 ساعة، قبل أن تشهد الجولة القادمة من المباريات إقبالاً كبيراً. هذا التوقف، الذي أثار فضول المتابعين، يأتي في إطار احتفالات عيد الميلاد التي نظمتها اللجنة المنظمة للبطولة والاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، مع مشاركة العديد من الدول الأفريقية في هذه المناسبة.
ما سر توقف كأس أفريقيا يوم الخميس؟
السبب وراء هذا التوقف الاستثنائي هو احتفالات عيد الميلاد التي حرصت اللجنة المنظمة والاتحاد الأفريقي لكرة القدم على رعايتها. تعتبر هذه الاحتفالات جزءًا من التقاليد العالمية، وتحظى باهتمام كبير في العديد من الدول الأفريقية المشاركة في البطولة.
انطلقت البطولة في المغرب يوم الأحد الماضي، وشهدت الأيام الأربعة الأولى نتائج متوقعة إلى حد كبير. أظهرت الفرق المرشحة قدراتها في مبارياتها الافتتاحية، مما يعكس مستوى التنافس العالي في هذه النسخة من البطولة.
حقق منتخب المغرب، الدولة المضيفة، فوزًا مريحًا على جزر القمر بنتيجة 2-0 في المباراة الافتتاحية. هذا الانتصار منح الفريق ثقة إضافية، خاصةً وأنه كان تحت ضغط كبير قبل بداية البطولة.
لقد استثمر المغرب بشكل كبير في تطوير البنية التحتية لكرة القدم استعدادًا لاستضافة البطولة. بالإضافة إلى ذلك، يتطلع المغرب إلى استضافة نهائيات كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، مما يزيد من أهمية تحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية.
المغرب مرشح قوي للقب
يُعتبر منتخب المغرب من أبرز المرشحين للفوز بلقب البطولة، نظرًا لقدراته الفنية والبدنية العالية، بالإضافة إلى الدعم الجماهيري الكبير الذي يحظى به على أرضه. ومع ذلك، يدرك الفريق جيدًا تاريخه الطويل من الإخفاق في البطولات القارية، حيث لم يتمكن سوى من الفوز بالكأس مرة واحدة في الماضي.
من المتوقع أن يعود المنتخب المغربي للمنافسة بقوة غدًا الجمعة، عندما يواجه نظيره المالي في العاصمة الرباط. يركز الجهاز الفني للفريق على إمكانية عودة القائد أشرف حكيمي للمشاركة في المباراة.
وكانت مشاركة النجم المتوج حديثًا بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا محل شك بسبب إصابته في الكاحل. إلا أنه عاد للتدريبات الأسبوع الماضي، وقد يحصل على بعض الدقائق في مباراة الغد.

بالإضافة إلى المغرب، يتركز الاهتمام أيضًا على محمد صلاح، نجم منتخب مصر، بعد جلوسه على مقاعد البدلاء في آخر مباراة لفريقه ليفربول، والانتقادات التي وجهت لمدربه أرنه سلوت. تمثل البطولة فرصة لصلاح للتركيز على أدائه مع المنتخب الوطني، خاصةً بعد أن سجل هدف الفوز القاتل في مباراة مصر أمام زيمبابوي.
تأمل مصر في استعادة بريقها في البطولة القارية، عندما تواجه جنوب أفريقيا في أغادير غدًا الجمعة. وتعتبر هذه المباراة اختبارًا حقيقيًا لقدرات الفريق، ومدى استعداده للمنافسة على اللقب.
حتى الآن، قدمت الجزائر والسنغال أداءً قويًا في البطولة، بالإضافة إلى حامل اللقب كوت ديفوار، والأبطال السابقون الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وتونس. يشير هذا إلى أن البطولة ستكون مليئة بالمفاجآت والإثارة.
من المقرر أن تختتم منافسات دور المجموعات في 31 ديسمبر/كانون الأول، على أن تنطلق منافسات دور 16 في الثالث من يناير/كانون الثاني. وستقام المباراة النهائية في 18 يناير/كانون الثاني. يبقى الترقب كبيرًا لمعرفة الفرق التي ستتأهل إلى الأدوار المتقدمة من البطولة، وما إذا كان منتخب المغرب سيتمكن من تحقيق حلمه بالفوز باللقب على أرضه.
