09:30 م | الإثنين 27 فبراير 2023
محمد حازم
يصاب الإسماعيلى فى مواهبه، فقد طارد الموت زهرة شباب لاعبيه الأفذاذ الذين خطفوا الأضواء من نجوم الأهلى والزمالك، من «رضا» إلى محمد حازم، والعديد من النجوم، الذين سقطوا وهم يرتدون قميص الدراويش، ولم تكتمل مسيرتهم نحو المجد.
أبرز فاجعة للكرة المصرية ولنادى الإسماعيلى كانت رحيل زهرة شبابه رضا، الذى شكل وجدان الجماهير وعلقهم بكرة الإسماعيلى، خاصة فى ظل المهارة التى امتلكها، ولم يمهله القدر ليرحل صاحب 26 عاماً وهو فى أوج تألقه مع فريقه الإسماعيلى والمنتخب المصرى.
الاسم الحقيقى لرضا هو محمد مرسى حسانين، ولد فى الإسماعيلية فى 8 أبريل 1939، وانضم للدراويش فى عام 1954، ليخطف الأنظار ويتم تصعيده للفريق الأول ومنه للمنتخب المصرى، إلا أن هبوط الدراويش للدرجة الثانية عقب موسم 1957/1958 عطل من فوران اللاعب الذى أصر على البقاء فى ناديه وعدم الرحيل لنادى القناة، ليعود مع الفريق بعد 4 مواسم، وسط رفضه التخلى عن الفريق.
فى موسم 1962/1963 بعد عودته بالفريق للدورى، قدم أداءً استثنائياً وكاد يصل للقب، لكن المواجهات المباشرة حرمته من هذا، وكان قريباً من البطولتين التاليتين، ولم يمهله القدر فى حمل لقب الدورى موسم 1966/1967.
وافت المنية «رضا» يوم 28 سبتمبر 1965، فى حادث سير فى طريق عودته من الإسكندرية للإسماعيلية بعد انتهائه من مباراة اعتزال نجم المنتخب المصرى وناديى الاتحاد والزمالك رأفت عطية، حينما انحرفت السيارة قرب مدينة إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، لتنقلب معلنة موت رائد من رواد سيرك الدراويش.
نجم آخر، كان التألق هو طريقه، هو أحد أفراد عائلة درويش، الذى حمل الإسماعيلى لقبهم «الدراويش»، هو حسن درويش، فهو شقيق بيجو درويش وميمى درويش، نجمى الإسماعيلى، والذى دفع حياته ثمناً لإنقاذ هدف.
علي درويش توفي نتيجة حماية مرماه من هدف
أُطلق على حسن درويش، الذى ولد فى 5 أغسطس 1951، السيف البتار، وهو لقب تم تكنيته بواسطة الناقد الرياضى الراحل نجيب المستكاوى، فلعب فى مركز الظهير الأيسر وانضم للمنتخب فى سن 22 عاماً، وكان المستقبل يفتح ذراعيه له، إلا أن فدائيته الكروية أنهت حياته.
فى لقاء الأسبوع 32 من الدورى المصرى موسم 1974/1975، التقى الإسماعيلى مع الترسانة، وصوب حسن الشاذلى تصويبة قوية قام حسن درويش بفدائية باعتراضها وأنقذ الهدف، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا فشعر اللاعب بآلام فى رأسه وفقد الوعى لينقل إلى المستشفى ويظل فى غيبوبة حتى وفاته فى 24 أبريل 1975 وهو لم يكمل عامه الـ24، ويصاب الإسماعيلى بمصاب جلل من جديد.
محمد حازم زهرة جديدة تقطف من بستان الدراويش
وكأن الوفاة فى منتصف العشرينات تخطف زهرة شباب الإسماعيلى، بعدما انضمت موهبة جديدة لمصائب الدراويش فى لاعبيه وهو محمد حازم، الذى ولد 7 يونيو 1960، والذى انضم للإسماعيلى أثناء وجود الفريق بالقاهرة لظروف النكسة والتهجير، رافضاً كل المحاولات من أجل لعبه للأهلى أو الزمالك، متعلقاً قلبه بحب الإسماعيلى.
تم تصعيد ساحر الدراويش للفريق الأول عام 1977، ليواصل مع الفريق تألقه ويرتدى شارة القيادة فى عام 1981، كأصغر من ارتدى الشارة فى تاريخ النادى، وحصد لقب هداف الدورى مرتين متتاليتين نسختى 1984/1985، 1985/1986، لتتعلق قلوب الجماهير به وتهتف له: «يلا يا حازم صحى النايم وحط الكرة جوه الجون».
انضم «حازم» للمنتخب فى سن 20 عاماً وذلك عام 1980 وشارك فى بطولتى أمم أفريقيا عام 1984 واستمر حتى التتويج بلقبها عام 1986 التى أقيمت فى مصر.
فى 11 نوفمبر غيّب الموت محمد حازم، أثناء عودته للقاهرة بعد انتهاء مباراة الإسماعيلى مع غزل المحلة، ليستقل سيارته مع محمود جابر، زميله بالفريق، ومدرب منتخب الشباب الحالى، وفاروق حسانين، الإدارى، وعلى أغا، أخطبوط حراسة المرمى، كما أطلق عليه جمهور الإسماعيلى، الذى فضل الجلوس بجوار «حازم».
السيارة واجهت سيارة مقطورة، تسببت فى انقلابها عدة مرات، ليتوفى على الفور محمد حازم، بينما نجا محمود جابر وفاروق حسانين، بينما تلقى على أغا العلاج حتى وافته المنية بسبب الجروح والكدمات فى الأول من ديسمبر عن عمر يناهز الـ29 عاماً، ليفقد الدراويش درتين من تاجه الذى كان يسعى لتتويجه بالبطولات.