حكاية 60 دقيقة غيرت حياة رمضان صبحي من المجد إلى المنشطات والحبس

تمثل القرارات المصيرية والحاسمة نقطة فاصلة بين النجاح والفشل، فأوقات صنع القرار لحظاتٍ حاسمة في حياة الفرد، قد تَقوده إلى النَّجاح حسب ما يصدق حدسه بالمستقبل، وتُصيب استنتاجاته طريقها، أو تكون بمثابة فشل يؤثر بالسلب على حياته، فالعقل قد يقودك إلى الجنة أو قد يهوى بك إلى الجحيم.

تألق وانتقال إلى الدوري الإنجليزي

في صيف 2020، كان رمضان صبحي لاعب فريق بيراميدز، بصدد اتخاذ قرار مصيري في مسيرته الكروية، فاللاعب أحد أهم المواهب المصرية في كرة القدم، وأحد نجومها الذين صعنوا شعبية كبيرة والتفت حولهم الجماهير رغم صغر سنهم بسبب امتلاكه موهبة فرضت نفسها على الجميع.

رمضان صبحي أحد ناشئي النادي الأهلي، الذي انتقل إلى الدوري الإنجليزي في موسم 2016، في عمر 18 سنة، كأحد أفضل المواهب في القارة الأفريقية في صفقة وصلت لـ6 ملايين دولار، حصل عليها الأهلي من نادي ستوك سيتي الإنجليزي.

بعد فترة انتقل رمضان صبحي من ستوك سيتي إلى نادي هيدرسفيلد الإنجليزي، ثم عاد على سبيل الإعارة إلى ناديه السابق الأهلي في 2018، الذي كان يمر في تلك الفترة بتراجع كبير في النتائج واهتزاز مستوى لاعبيه، وتزامن هذه الفترة أيضا بتراجع مستوى اللاعب فكانت الظروف متشابهة إلى حد كبير.

عاد رمضان صبحي واستعاد رونقه مرة أخرى، وقبل نهاية الإعارة فتحت إدارة الأهلي ملف شراء عقد اللاعب من ناديه الإنجليزي هيدرسفيلد للعودة مرة أخرى لقلعة الجزيرة، مع تفاؤل كبير بصناعة نجم أهلاوي كبير داخل غرف الملابس يمكن قيادة الأحمر لمنصات التتويج في السنوات المقبلة.

شد وجذب بين رمضان صبحي وإدارة الأهلي

شهدت المفاوضات شدا وجذبا بين إدارة الأهلي ورمضان صبحي، وتزامن خلال هذه الفترة وجود إدارة جديدة في نادي بيراميدز لبناء فريق جديد بنجوم بارزة بقوة شرائية غير مسبوقة في الدوري المصري.

كان رمضان صبحي هدفا قويا لنادي بيراميدز، خاصة وأنه الموهبة الأهم في الكرة المصرية في ذلك الوقت والتعاقد معه سيحدث ضجة كبيرة في الوسط الرياضي، فكان هدف مسؤولي النادي السماوي إحداث ثورة في الكرة المصرية بضم نجم لامع وإعلان الدخول في مصاف الكبار.

إدارة الأهلي تمنح رمضان صبحي «ساعة» لحسم مصيره

وصلت المفاوضات بين رمضان صبحي وإدارة الأهلي في 2020 لمراحل غير متوقعة فوجئ بها مسؤولو الأحمر بشكل كبير؛ حيث كان اللاعب الشاب يرفض العودة ويلوح بعرض مُغر من نادِ آخر، ليجد الرد قاسيا من إدارة القلعة الحمراء في ذلك الوقت التي أمهلته ساعة واحدة لحسم الموقف.

أمير توفيق مدير التعاقدات في ذلك الوقت قام بالاتصال برمضان صبحي في أغسطس 2020 وقاله نصًا، «أمامك ساعة واحدة للرد بالتوقيع أو عدم التوقيع»، ليتجاهل اللاعب طلب إدارة ناديه السابق ويوقع لبيراميدز في صفقة هزت الشارع الرياضي في مصر.

قدم رمضان مستويات طيبة مع بيراميدز في بدايته بالدوري المصري، وساهم رمضان في تتويج بيراميدز ببطولة ببطولة كأس مصر 2024، وبطولة دوري أبطال أفريقيا، والسوبر الأفريقي، وبطولة إنتر كونتيننتال، بعدها دخل اللاعب حبيسا لدكة البدلاء، وغاب عن صفوف منتخب مصر؛ ثم توالت الإصابات للاعب لتنتهي بسفر لألمانيا لتلقي العلاج.

رمضان صبحي في مفترق طرق

لم يقف الأمر عند هذا الحد، حيث تعرض لأزمة تسببت في إيقافه بإيجابية عينة المنشطات، أُسدل الستار عليها بالإيقاف لمدة 4 سنوات بتهمة التلاعب في عينة المنشطات.

رمضان صبحي صاحب الـ28 عاما، يقبع حاليا في محبسه، متهما بالتزوير بمحررات رسمية بأحد معاهد السياحة والفنادق بمنطقة أبو النمرس بالجيزة؛ وقررت المحكمة تأجيل جلسته إلى يوم 30 ديسمبر للجكم.

رمضان صبحي الذي اختير في نهاية عام 2017 ضمن أفضل 25 موهبة على مستوى إفريقيا بعد مساهمته الرائعة رفقة منتخب مصر في التأهل لكأس العالم 2018 مع زملائه، واحترافه في الدوري الإنجليزي، أصبح بين مستقبل غامض في الملاعب للكرة المصرية، وقاده قرار العودة إلى في مصر وعدم الاستمرار في أفضل دوري بالعالم إلى تعاطي المنشطات والحبس.