لا يحمل أي من لاعبي التشكيلة الحالية لمنتخب السودان ذكرى التتويج الوحيد لـ”صقور الجديان” بلقب كأس أمم أفريقيا قبل 55 عامًا، لكن الفريق يدخل نسخة 2025 بطموح محاولة استعادة ذلك المجد، رغم الظروف القاسية التي تمر بها البلاد. يواجه منتخب السودان تحديات كبيرة في المشاركة القارية، ليس فقط بسبب قوة المنافسين، بل أيضًا بسبب الأزمة الداخلية المستمرة.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023، نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، تعيش البلاد أزمة إنسانية غير مسبوقة، تسببت في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا ونزوح الملايين. هذه الأزمة أثرت بشكل مباشر على استعدادات الفريق للمشاركة في كأس أمم أفريقيا.
مجموعة صعبة وطموح مشروع لمنتخب السودان
يخوض المنتخب السوداني منافسات المجموعة الخامسة، إلى جانب الجزائر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية، آملاً في اقتناص أحد المركزين الأولين المؤهلين مباشرة إلى دور الـ16، أو على الأقل احتلال المركز الثالث الذي قد يمنحه بطاقة عبور ضمن أفضل 4 منتخبات ثالثة. تعتبر هذه المجموعة من أصعب المجموعات في البطولة، مما يزيد من صعوبة مهمة السودان.
ويستهل السودان مشواره بمواجهة الجزائر يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في إعادة لمواجهة افتتاح كأس العرب 2021 في قطر، التي انتهت بالتعادل السلبي. هذه المباراة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرات الفريق ومدى استعداده للمنافسة.
الرهان على خبرة أبياه في قيادة صقور الجديان
ورغم صعوبة المهمة، فإن المنتخب السوداني يعوّل على خبرة مدربه الغاني جيمس كواسي أبياه، الذي سبق له التتويج باللقب القاري مع غانا لاعباً عام 1982، كما قاد منتخب “النجوم السوداء” إلى المشاركة في كأس العالم 2014. يعتبر أبياه مدربًا ذو خبرة واسعة في كرة القدم الأفريقية.
وقال أبياه -في مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)- معلقا على المجموعة: “نحترم جميع المنتخبات، لكننا لا نهاب أحدا. إذا فكرت في الأسماء الكبيرة قبل المباراة، تكون قد خسرت ذهنيا”. هذا التصريح يعكس ثقة المدرب في قدرات فريقه.
وأضاف: “رسالتي للاعبين واضحة: آمنوا بأنفسكم، والعبوا لإظهار ما يستطيع السودان تقديمه. نحن هنا للكفاح، لا لمجرد المشاركة”. التركيز على الروح القتالية واللعب الجماعي هو ما يراهن عليه أبياه.
عبد الرحمن الغربال.. الورقة الرابحة في الهجوم
ورغم أن المدرب تجنب تسليط الضوء على أسماء بعينها، مفضلاً التأكيد على أن “قوة السودان في المجموعة”، فإن الأنظار ستتجه إلى قائد المنتخب محمد عبد الرحمن “الغربال”. يعتبر الغربال من أبرز اللاعبين في المنتخب السوداني.
ويقترب مهاجم الهلال السوداني من معادلة الرقم القياسي لهداف المنتخب والمسجل باسم نصر الدين عباس. ومع ذلك، شدد الغربال -في تصريحات سابقة لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)- على أن الألقاب الجماعية تبقى أولوية مطلقة. هذا يعكس روحه الرياضية العالية.
وقال: “لا أشغل نفسي كثيرا بالأمجاد الفردية، لأن ملاحقتها قد تنعكس سلبا. تركيزي الدائم ينصب على الأهداف الجماعية، لكنني في الوقت ذاته فخور بموقعي ضمن قائمة تضم أسماء بارزة في تاريخ الكرة السودانية”. الهدف الأسمى بالنسبة له هو تحقيق الفوز للمنتخب.
ويمثل الغربال حلقة وصل بين جيلين، إذ قد يجد نفسه في سباق رمزي مع عباس، أحد أبطال التتويج القاري الوحيد للسودان. هذا يضيف بعدًا تاريخيًا لمشاركته في البطولة.
كما أشاد قائد المنتخب بمدربه أبياه، مؤكدا أن وجوده أسهم في تطوير مستوى اللاعبين. التحضيرات الفنية والبدنية التي قام بها الفريق تحت قيادة أبياه كانت جيدة.
بطاقة تعريف منتخب السودان
- التصفيات: وصيف المجموعة السادسة.
- النتائج: أنغولا 0-0 على أرضه و1-2 خارجها، النيجر 1-0 و0-4، غانا 2-0 و0-0.
- القائد: المدافع بخيت خميس.
- المدرب: كويسي أبياه (غانا).
- التصنيف: 31 أفريقيًا، 118 عالميًا.
- المشاركات السابقة: 9 مرات.
- أفضل إنجاز: بطل عام 1970.
- أكبر فوز: على نيجيريا 4-0 (1963).
- أثقل هزيمة: أمام الكونغو برازافيل 2-4 (1972).
- لقب المنتخب: “صقور الجديان”.
من المتوقع أن تشهد البطولة منافسة قوية بين المنتخبات المشاركة، وسيكون منتخب السودان حريصًا على تقديم أداء جيد وتحقيق نتائج إيجابية. ستكون المباريات القادمة حاسمة لتحديد مصير الفريق في البطولة. يبقى التحدي الأكبر هو تجاوز الظروف الصعبة التي يعيشها السودان، والتركيز على تحقيق الحلم بالعودة إلى منصة التتويج. سيراقب المراقبون عن كثب أداء الفريق في المباريات القادمة، خاصةً في ظل الأوضاع السياسية والإنسانية الراهنة في البلاد.