02:58 م | الأربعاء 07 ديسمبر 2022
وليد الركراكي مدرب المغرب
«لن نتوقف هنا، ولمَ لا نحلم بالفوز بكأس العالم»، جملة قالها المدرب الوطني التاريخي للمغرب، وليد الركراكي، عقب قيادته أسود الأطلس، للتأهل إلى دور ثمن النهائي من مونديال قطر، لكن التصريح لاقى سخرية كبيرة من البعض، فيما لم يحلم أشد المتفائلين من الجماهير العربية والمغربية، أن تتجاوز كتيبة أشرف حكيمي وحكيم زياش، من الأساس عقبة منتخب إسبانيا بدور الـ16، بل توقع كثيرون انتهاء حلم المغاربة، بهزيمة قاسية أمام الماتادور.
الركراكي يصنع المعجزات مع المغرب
لكن يبدو أن تصريح المدرب المغربي الطموح، صاحب الـ47 ربيعا، بات بمثابة السيناريو الذي أصبح قريبا للتطبيق على أرض الواقع، بعد الإنجاز الإعجازي التاريخي لأولاد المغرب عقب إقصاء المنتخب الإسباني، بطل مونديال 2010 من دور الـ16، وسط ذهول الجماهير وخبراء كرة القدم حول العالم، الذين لم يصدقوا ما حدث، خاصة أن كل التوقعات قبل تلك المواجهة النارية، كانت تصب في مصلحة الماتادور في المقام الأول.
وبالرجوع إلى الوراء قليلا، نجد أن المنتخب المغربي تواجد في مجموعة ضمت المنتخب الكرواتي «وصيف مونديال روسيا 20218»، والمنتخب البلجيكي «ثالث المونديال ذاته»، إلى جانب المنتخب الكندي، وكانت وقتها التوقعات تصب في مصلحة كرواتيا وبلجيكا، في التأهل عن تلك المجموعة السادسة، إلى ثمن نهائي المونديال، لكن لم يعلموا وقتها، أن المستحيل ليس مغربيا.
كسر أسود الأطلسي القاعدة وخالف كل التوقعات ليفاجؤا الجميع بالتأهل إلى دور الـ16، متصدرين مجموعتهم، بعد تعادل في الجولة الأولى مع كرواتيا، قبل الانتصار التاريخي على بلجيكا في الجولة الثانية، وأخيرا الانتصار على الكنديين في الجولة الثالثة، ليفجر المغاربة كبرى مفاجآت المونديال القطري على الإطلاق، بعبور تاريخي غير متوقع على حساب الإسبان إلى ثمن النهائي.
وما لا يعمله البعض أن وليد الركراكي، على الرغم من ظهوره الدولي مع المنتخب المغربي في العديد من المحافل الدولية كلاعب في السابق، إلا أنه كان يحلم دوما باللعب في كأس العالم، لكنه فشل في تحقيق هذا الحلم، الذي لا طالما طارده، حيث انضم للمرة الأولى لقائمة أسود الأطلس في عام 2001، واستمر يدافع عن قميص بلاده لمدة 8 أعوام، دون أن يحتفل بالتأهل للمونديال.
واستهل الركراكي مشواره مع المنتخب المغربي، في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2002، بمبارة خارج الديار أمام المنتخب المصري، وانتهت المحاولة المغربية بالغياب عن العرس العالمي، الذي استضافته كوريا الجنوبية واليابان، وبعد 4 أعوام لم يستطع المنتخب المغربي الوصول إلى كأس العالم الذي أقيم في ألمانيا، ومن ثم انتهى مشواره الدولي بتعادل مع توجو في تصفيات كأس العالم 2010، التي لم ينجح «المغاربة» في الوصول إلى نهائياتها.
الركراكي يحقق حلم المونديال مدربا
مع نهاية شهر أغسطس الماضي، أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم، تعيين الركراكي، مديرا فنيا لأسود الأطلس، خلفاً للبوسني وحيد خليوزيتش، وبدأ فترته مع المنتخب بإعادة النجوم المستبعدين من قبل المدرب السابق، وعلى رأسهم حكيم زياش نجم تشيلسي، ونصير مزراوي ظهير بايرن ميونخ الألماني.
لينجح في قيادة منتخب بلاده إلى الدور الثاني من كأس العالم، للمرة الأولى منذ 36 عاما، بعدما تصدر مجموعته، قبل تحقيق المفاجأة الأكبر بالانتصار التاريخي على الإسبان، في واحدة من المباريات التاريخية، ليصبح بذلك أول مدرب أفريقي يقود منتخب للتأهل إلى الدور ربع النهائي بالمونديال، كما بات المغرب أول منتخب عربي على الإطلاق يتأهل إلى هذا الدور المتقدم من البطولة العالمية.
جدير بالذكر أن المنتخب المغربي بات رابع منتخب أفريقي يتأهل لربع نهائي المونديال، بعد الكاميرون في مونديال (1990)، والسنغال (2002)، وغانا (2010).