07:30 م | الثلاثاء 10 يناير 2023
زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد السابق
بعض المعارك تحسم قبل بدايتها، لا تحتاج لنزول قائدها إلى أرض المعركة لتوجيه جنوده، أشبه بالهدف الذي يستقر في شباك الخصم بالدقيقة الأولى من المباراة ليحسمها مبكراً، قبل أن يقف المدرب على الخط لوضع تعليماته، وهي «معركة زيدان» التي أعلن بدايتها ونهايتها في أقل من 48 ساعة، دون أن يشارك بها.
حرب زيدان تخمد قبل بدايتها
في مدة زمنية لم تتخطى الـ48 ساعة، اشتعلت الحرب على أشدها بسبب زيدان الذي لم يحرك ساكناً، بعد تصريحات لو جراي رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، التي اعتبرها البعض مهينة في حق أسطورة فرنسا، وذلك بعد تأكيده على عدم مبالاته بأمر زيدان الذي ارتبط اسمه بخلافة توتي وتولي مهمة تدريب البرازيل: «زيدان قد يدرب البرازيل؟ لا أكترث بمشواره التدريبي أبدا، لو اتصل بي لن أرفع السماعة».
التزم زين الدين زيدان، الصمت التام رغم التصريحات الاستفزازية التي جاءت في حقه، وكأنه يعلم جيداً أن خلفه كتيبة ستنهي الأزمة بدون إصدار كلمة منه أو بيان للرد على الإهانات، ليأتي مواطنه الفرنسي كيليان مبابي أول المدافعين، مؤكداً أن زيدان بالنسبة له يعني فرنسا: «ليست طريقة لاحترام الأساطير»، ليمنح الجميع إشارة بالتحرك من أجل الدفاع عن أحد أفضل أساطير فرنسا على مر التاريخ.
فرنسا تنتفض بسبب زيدان
وزارة الرياضة الفرنسية انتفضت للدفاع عن زيدان، إذ قالت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا، أن التصريحات التي خرج بها رئيس الاتحاد افتقرت بشكل مخز للاحترام تجاه أسطورة فرنسا، وطالبته بالاعتذار الفوري عما بدر منه.
أما ريال مدريد فلم يقف في مصاف المتفرجين على الأزمة، وأصدر بياناً رسمياً، مفاده: «نعتذر عن التصريحات المخزية التي خرج بها رئيس أكبر اتحاد كرة في فرنسا، ضد أسطورة رياضية ورمز لجماهير العالم، زيدان هو بطل العالم وأوروبا بقميص بلاده، يجسد قيم الرياضة وقد أثبت ذلك طوال مسيرته الاحترافية كلاعب وكمدرب».
لم يعاند رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم كثيراً أمام الضغوطات التي وضعت عليه من قبل نجوم ومسؤولي الرياضة حول العالم وليس فرنسا فحسب، ليخرج باعتذار رسمي عن التصريحات التي أدلاها في حق زين الدين زيدان، بالتأكيد على أن التصريحات أسيء فهمها بشكل كبير، ولم يقصد الإساءة لرمز الكرة الفرنسية: «خلفت التصريحات غير اللائقة التي خرجت بها مؤخراً سوء فهم كبير من قبل البعض، أود أن أقدم اعتذاري الشخصي عن هذه التصريحات، وأؤكد أنها لا تعكس إطلاقا ما بداخلي من احترام وتقدير للاعب الذي قدم الكثير لنا كلاعب ومدرب».
الجميع ينتظر رد زيدان على التصريحات أو قبول الاعتذار، الأمر الذي حدث ولكن خلف الأبواب المغلقة، مثلما قال كريستوف دوجاري، زميل زيدان السابق في منتخب فرنسا: «تواصلت مع زيدان وتحدثنا سوياً عن الواقعة، لقد أعطاني الرد على تلك الأزمة لكن لن أفصح عنه»