عكار/ فاروق خاندار/ الأناضول
– علي حسن العلي انتشرت صورته بعد تحريره من السجن من قبل عناصر المعارضة السورية بعد سيطرتها على حماة لتكتشف عائلته أنه ما زال على قيد الحياة
**عمر شقيق علي حسن العلي:
– انفطر قلبي عندما رأيته على شاشات وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي، غمرتني الدموع وبدأت أجهش بالبكاء
– فورًا ذهبت وأخرجت صورًا قديمة له وقارنتها بالصورة التي ظهرت على الشاشة
**محمد شقيقه الأكبر:
– نتطلع إلى تدخلٍ تركي لمساعدة شقيقنا من أجل الوصول إلى تركيا، ومنها إلى لبنان
– نحن نثق بتركيا فقد وقفت دائمًا إلى جانب اللبنانيين والرئيس رجب طيب أردوغان يعلن دائمًا في كل فرصة أنه إلى جانب لبنان
تنتظر عائلة اللبناني علي حسن العلي بفارغ الصبر احتضانه بعد قرابة 40 عاما من الاختفاء القسري في سجون النظام السوري، إثر تحريره من السجن مؤخرا بعد دخول القوات المناهضة للنظام مدينة حماة.
وقبل نحو 40 عامًا، وبينما كان علي في طريقه إلى العاصمة بيروت من شمال لبنان في منطقة عكار للالتحاق بالخدمة العسكرية، تم احتجازه على يد جنود من القوات السورية، التي بقيت في لبنان حتى عام 2005، وذلك بالقرب من بلدة البترون بين طرابلس وبيروت، ليجري بعدها نقله إلى سوريا، التي بقي في سجون نظامها لعقود.
وعلى الرغم من محاولات عائلته المتكررة الحصول على أية معلومات حول مصيره، لم تتمكن من معرفة مكانه طوال تلك السنوات، لكن مع نشر صور لمعتقلين تم إطلاق سراحهم من سجون حماة من قبل الفصائل المناهضة للنظام، قبل أيام، اكتشفت العائلة أن علي ما زال على قيد الحياة.
وتمكن مراسل وكالة الأناضول من التواصل مع عائلة علي حسن العلي، التي لم تتلق أي نبأ حول مصير ابنها منذ سنوات طويلة، حيث تحدث أفراد العائلة عن مشاعرهم بعد أن اكتشفوا أن علي لا يزال حيًا، وتوقعاتهم لعودته قريبًا.
– انفطر قلبي عندما رأيته على الشاشة
وقال شقيقه، عمر حسن العلي، إن قلبه قد انفطر عندما رأى صورة أخيه على شاشات وسائل الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع: “غمرتني الدموع. شعرت أن قلبي قد انفطر وبدأت أجهش بالبكاء. فورًا ذهبت وأخرجت صورًا قديمة له وقارنتها بالصورة التي ظهرت على الشاشة”.
وأضاف عمر أنه فور رؤيتهم للصورة على الشاشة، شعروا بحالة من الفرح والارتباك في آن واحد، وقال: “على الفور بدأنا بالبحث عن أي شخص في سوريا قد يكون قريبًا من أخي في محاولة للوصول إليه”.
وأردف عمر مظهرًا صورة قديمة لأخيه : “هذه هي صورته، تعود لفترة الاحتجاز. وهذه صورة أخرى قمنا بإعادة طباعتها في عام 2004 حينما قدمنا طلبًا للصليب الأحمر للوصول إليه. وفي عام 2010، قدمنا طلبًا جديدًا للعثور عليه، لكننا لم نحصل على أي نتيجة”.
– وصلنا إلى مرحلة فقدنا فيها الأمل
وقال عمر، إنه كان في السادسة من عمره عندما تم احتجاز شقيقه، وأنه رغم تغير ملامحه إلا أن جميع الأقارب قد تمكنوا من التعرف إليه بمجرد رؤيته على الشاشات.
وتابع: (قبل احتجازه قسريًا) كان قد كشف لأمي رغبته بالانضمام للجيش. قال وقتها، سأذهب إلى الجيش وإذا لم يقبلوني سأبحث عن عمل في بيروت، ولكن بعد مرور شهر ونصف إلى شهرين، لم يصلنا أي خبر عنه. أمي خافت جدًا وبدأت بالبحث عنه. بحثنا عنه في جميع أنحاء لبنان، لكن للأسف لم نجد أي أثر له، سألنا جهاز المخابرات السوري الذي كان يحتل لبنان في ذلك الوقت، ولكنهم نفوا وجوده لديهم”.
وأضاف عمر، أنه بعد عامين، أي في عام 1987، تلقوا خبرًا عنه، وقال: “أخبرنا شخص خرج من سجن المزة في دمشق أن علي كان هناك. ذهبت أمي إلى دمشق للتحقق من النبأ، بحثت عنه، وسألت في السجن، لكنهم قالوا لها إنه تم الإفراج عن أخي قبل ثلاثة أشهر، لقد فقدنا أي أثر له لمدة عشرين عامًا”.
ثم أشار عمر إلى أنهم تلقوا نفس الخبر مرة أخرى في عام 2007، وقال: “أخبرنا أحد المفرج عنهم من الفلسطينيين، والذي جاء إلى لبنان من سوريا، أن علي لا يزال في سجن المزة. بدأنا في البحث من جديد. التقينا مع مسؤولين من حزب البعث وأعضاء من البرلمان وأشخاص رفيعي المستوى في سوريا، ولكننا تلقينا نفس الرد السلبي الذي حصلنا عليه منذ سنوات. قالوا لأمي: ليس لديكم ابن هنا”.
وأردف أته “بعد بداية الثورة في سوريا عام 2011، قال لاجئون سوريون لجأوا إلى لبنان إن النظام السوري قد أعدم جميع السجناء في السجون بعد الثورة، ووضع مكانهم المعتقلين الذين شاركوا في الثورة”، وأضاف “عندما سمعنا ذلك فقدنا الأمل تمامًا، قبل أن نعود ونرى صورته في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”.
– محمد يمتلك ملامح مشابهة لشقيقه
بدوره، قال الأخ محمد حسن العلي، الذي لفت انتباه الجميع بتشابه ملامحه مع ملامح شقيقه علي الذي عانى في سجون النظام السوري لمدة تقارب الأربعين عامًا، إن تشابهه مع شقيقه سهّل على جميع أفراد العائلة التعرف عليه.
وأضاف محمد بصوت مليء بالأسى: “لقد بحثنا في جميع السجون السورية تقريبًا، لكننا لم نتمكن من العثور عليه. كانوا دائمًا يماطلوننا، كانوا يرسلوننا من سجن إلى آخر، لم يكن اسمه موجودًا في أي سجن، فقدنا أثره وفقدنا الأمل أيضًا”.
ولفت الأخ محمد أنه عندما تم بث صور السجناء الذين جرى إطلاق سراحهم من سجون حماة على التلفزيون، تعرف على شقيقه على الفور رغم مرور كل تلك السنوات، مؤكدا أن شقيقه لم يرتكب أي جريمة.
وتابع القول: “شقيقي لم يكن الوحيد، فقد تم احتجاز مئات اللبنانيين في السجون السورية. منذ أوائل الثمانينات، تم احتجاز عدد كبير من اللبنانيين وأُرسلوا إلى السجون السورية، كنّا ننتظر أن تتحرك الحكومة اللبنانية لمتابعة هذه القضية المهمة”.
– لم يتمكنوا من السفر إلى سوريا لاستقبال ابنهم بسبب الأوضاع الأمنية
وأوضح محمد أن أفراد العائلة لا يستطيعون الذهاب إلى سوريا لاستقبال علي، بسبب المعارك التي تدور رحاها بين المجموعات المسلحة المعارضة وقوات النظام.
وأشار إلى أنهم يتوقعون مساعدة من تركيا في هذا الشأن، قائلاً: “نتطلع إلى تدخلٍ تركي لمساعدة شقيقنا من أجل الوصول إلى تركيا، ومنها إلى لبنان. نحن نثق بتركيا. تركيا وقفت دائمًا إلى جانب اللبنانيين، ونحن نعتقد أنها ستظل على هذا النهج. الرئيس رجب طيب أردوغان يعلن دائمًا في كل فرصة أنه إلى جانب لبنان. نحن نثق بأن تركيا ستساعدنا في إعادة ابننا إلينا”.
– ذرفت الدموع من أجل عمها الذي لم تلتقِ به أبدًا
من جهتها، لم تتمكن هدى عمر العلي (ابنة شقيق المعتقل اللبناني السابق)، من حبس دموعها وهي تصف اللحظة التي شاهد فيها والدها عمها لأول مرة على الشاشات.
ورغم أنها لم ترَ عمها من قبل، أكدت هدى أنها “تعرفه جيدًا”، قائلة: “لم أره قط. عائلتي كانت دائمًا تتحدث عنه منذ طفولتي. أمس عندما رأيناه على الشاشات شعرنا بسعادة كبيرة، عودة عمي إلينا سوف تتوج فرحتنا”.
– أسرى لبنانيين آخرين بين المفرج عنهم
من جهة أخرى، أصدرت لجنة أهالي المفقودين والمخطوفين في لبنان بيانًا بشأن القضية، جاء فيه: “حتّى الآن لا نملك سبيلا للتأكد من هويّات الأشخاص المفرج عنهم بشكل دقيق باستثناء شخص واحد منهم هو السيد علي حسن العلي من عكار المدرج اسمه على لوائحنا آملين التأكد من صحة هذه المعلومة، وهذا لا يلغي ان يكون هناك المزيد”.
– لبنان 29 عاما في ظل الوجود العسكري السوري
وشهد لبنان، الذي يتميز بتنوعه الديني الكبير، اندلاع حرب أهلية عام 1975، ومن ثم رزح تحت وطأة الوجود العسكري السوري والاحتلال الإسرائيلي.
وفي الفترة من 1976 إلى 2005، اعتقل النظام السوري عددًا كبيرًا من اللبنانيين بتهمة الانتماء إلى مجموعات تعارض الوجود العسكري السوري في لبنان أو التعاون مع مجموعات مناهضة للنظام السوري.
وقد تم نقل العديد من هؤلاء المعتقلين إلى السجون السورية، ولم تتوفر أي أخبار عن مصيرهم لسنوات طويلة، ويعتقد بتحرير البعض منهم خلال التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية.
وتشهد سوريا منذ 27 نوفمبر / تشرين الثاني الماضي معارك بين المعارضة وقوات النظام السوري، تمكنت فصائل المعارضة خلالها من بسط سيطرتها على محافظات حلب وإدلب (شمال) وحماة، وأجزاء من محافظة حمص (وسط) ومركز محافظة درعا (جنوب) التي تعتبر مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2011.
والسبت، سيطرت فصائل المعارضة على مدينة السويداء جنوبي سوريا، ومدينة القنيطرة الواقعة جنوب غربي البلاد، قرب الحدود مع إسرائيل.
وتزامن ذلك مع عملية “فجر الحرية” التي أطلقها الجيش الوطني السوري مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بهدف إجهاض محاولات إنشاء ممر إرهابي بين تل رفعت بمحافظة حلب، وشمال شرق سوريا، وتمكن من تحرير تل رفعت من إرهابيي تنظيم “بي كي كي/ واي بي جي”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات