عادل عبد الرحيم / الأناضول
** وزير الزراعة أبوبكر محمد البشري:
– المجاعة والسودان لا يمكن أن يرتبطان مع بعضهما
– السودان بلد زراعي غني بالموارد كالأرض والمياه
** مفوضة العون الإنساني سلمى آدم بنية: لا مجاعة بالسودان
استغرب وزير الزراعة السوداني أبو بكر محمد البشرى، من تقارير أممية تحدثت عن مجاعة في بلاده، بسبب تصاعد التوترات الأمنية التي تشهدها منذ قرابة عامين.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال الوزير البشرى إن “الحديث عن المجاعة والسودان غريب، ما كنت لأتوقع أن ترتبط الكلمتان ببعضهما، فالسودان بلد زراعي بالدرجة الأولى”.
وإلى جانب البشرى، تواصلت ردود الفعل من مسؤولين حكوميين بشأن الأمن الغذائي في السودان، مع استمرار التحذيرات الدولية من المجاعة في مناطق عدة بالبلاد، جراء الحرب المتواصلة منذ أبريل/ نيسان 2023.
وطغت لغة الرفض والتشكيك الحكومي على تقرير لجنة التفصيل المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، والذي يضم مؤسسات تتبع الأمم المتحدة، صدر الأسبوع الماضي بشأن السودان.
والأحد، أعلنت الحكومة السودانية رفضها تقريرا أمميا يصف وضع الأمن الغذائي في البلاد بالمجاعة، معتبرة إياها “ادعاءات لخدمة أجندة سياسية”.
وفي 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، نشرت لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرها عن السودان، وهي بمثابة مرصد عالمي للجوع يضم وكالات الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة.
وأشار التقرير إلى أن السودان يشهد أزمة مجاعة غير مسبوقة، وأن 24.6 مليون شخص (نحو نصف سكان البلاد) يعانون انعدام الأمن الغذائي.
ولفت إلى رصد مجاعة في 5 مناطق بالسودان، وتوقع أن تكون هناك مجاعة في 5 مناطق أخرى بحلول مايو/ أيار 2025.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما يؤكد بحث لجامعات أمريكية أن الإجمالي يصل إلى نحو 130 ألف قتيل.
** لا ارتباط بين السودان والمجاعة
وقال الوزير السوداني إن بلاده تتضمن “ما يقرب من 75 مليون هكتار (الهكتار يساوي 10 آلاف متر مربع) صالحة للزراعة، وهذه مساحة دول.. هذه المساحات الصالحة للزارعة تأتيها الأمطار أيضا ويمكن زراعتها”.
وأضاف: “لدينا حصة استهلاك في مياه النيل تبلغ 18 مليار متر مكعب، وهناك اكتر من 5 أنهر موسمية تصب في السودان.. بجانب معدلات أمطار عالية والمياه الجوفية”.
ووصف الموقع الجغرافي للسودان بأنه “فريد”، فهو يرتبط بإفريقيا، وعبر البحر الأحمر يرتبط بآسيا والدول العربية، وبأوروبا من خلال قناة السويس.
وأردف: “كل هذا يجعل الموقع مميزا من حيث التجارة وتبادل السلع ومدخلات الإنتاج.. وبالنهاية يتم نشر تقارير تتحدث عن مجاعة.. كل هذه المقومات وغيرها لا يمكن أن ترتبط بكلمة مجاعة بالسودان”.
وكشف أن الموسم الصيفي الماضي “شهد زراعة 16 مليون هكتار من المحاصيل الأساسية مثل الذرة والدخن، اللذين يعتبران غالب قوت أهل السودان”.
وزاد: “المنظمات التي تدعي الآن أن هناك مجاعة، فإنها في الموسم السابق ادعت أن السودان ستحدث فيه مجاعة بحلول سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول 2023.. ولم يحدث شيء”.
وأوضح الوزير السوداني أن الاختلاف مع تقرير لجنة التصنيف المرحلي للأمن الغذائي يتمثل في “منهجية التقرير” .
وذكر أن وزارة الزراعة لديها فريق عامل في هذه اللجنة، وهذا الفريق العامل هو الذي يشترك معهم في إعداد التقارير.
وقال: “اللجنة لم تعمل بالتقرير المشترك الذي صدر، وجاءت بتقرير جديد معدل تجاهلت فيه أن البلاد تحصد الإنتاج في موسمين صيفي وشتوي”.
وتابع: “لدينا خلاف مع هذه اللجنة، فهي بدلا من أن ترسل لنا التقرير لنوافق على محتواه، نشرته وسربته إلى وكالات الأنباء، وهذا أمر معيب”.
وفي 24 ديسمبر الماضي، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، من تهديد المجاعة لحياة الملايين في السودان بسبب الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
** غير منطقي
في المقابل، وصفت مفوضة مفوضية العون الإنساني بالسودان سلمى آدم بنية “تقرير لجنة التفصيل المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” بأنه “غير منطقي ولا واقعي”.
وأرجعت ذلك في مقابلة مع الأناضول “لأسباب كثيرة، بينها عدم توفر العناصر الأساسية لإعلان المجاعة في السودان، وكذلك المسح الذي يتم عمله يجب أن يكون عن طريق لجنة مشتركة”.
وأضافت: “تبدأ هذه اللجنة عملها من القاعدة إلى الأعلى، بدءا من القرية مرورا بالمحلية (المحافظة) وصولا إلى مستوى الولاية وأخيرا المركز الاتحادي.. وهذا الترتيب في الصعود لأعلى لم يتم”.
وزادت بنية: “السودان لا يعاني مجاعة.. يجب التحدث عن طريقة التجويع الممنهجة من قبل المليشيا (الدعم السريع) ومحاصرة الولايات ومنع توصيل المساعدات الإنسانية”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات