زين خليل/ الأناضول
صرح وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، الثلاثاء، بأنه يجب على تل أبيب إنهاء الاعتماد على الأسلحة الأمريكية بطريقة تسمح لها بالقتال لفترة طويلة دون الحاجة لدعم الولايات المتحدة، معتبرا أن المواجهة مع واشنطن “حتمية”.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها إلياهو من حزب “عوتسما يهوديت” (قوة يهودية)، الثلاثاء، لإذاعة “103 fm” التابعة لصحيفة “معاريف” العبرية، وسط توتر العلاقات بين تل أبيب وواشنطن على خلفية الحرب في غزة.
وقال إلياهو: “أعتقد أن هناك بالتأكيد أشياء كثيرة في هذه الحكومة لا أتفق معها، ومن بينها بالتأكيد تبعيتنا للولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه أنا سعيد لأن إسرائيل اليوم تبذل جهودًا للحفاظ على العلاقة (مع واشنطن)”.
وتابع: “من المهم أن نفهم جميعًا أن شراكتنا مع الولايات المتحدة أمر يجب الحفاظ عليه، لكن لا يمكننا الاستمرار بهذه الصيغة التي بمجرد أن يكون لدينا نزاع مع الولايات المتحدة، يتم إيقاف شحنات الأسلحة والدعم الأمريكي”.
ومضى الوزير الإسرائيلي: “لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة التي تقدم لنا الأسلحة، نحن بحاجة إلى إنتاج الأسلحة بأنفسنا بطريقة تسمح لدولة إسرائيل بالقتال لفترة طويلة دون أن نكون بالفعل بحاجة لأنبوب الأكسجين الأمريكي الذي يسمح لنا بالقتال”.
وأردف: “على مدى العقود الثلاثة الماضية، نقلت إسرائيل بوعي- لا أعرف من اتخذ القرار ولماذا- الكتلة الحرجة من إنتاجنا الدفاعي إلى أيدي الفيتو الأمريكي، وهو ما أدى إلى الواقع الذي نعيشه اليوم، وهو أننا نعتمد على التسلح الأمريكي، بدلاً من تطوير ترسانتنا من الأسلحة”.
والجمعة، قال مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة ABC الأمريكية، إن الولايات المتحدة بدأت في إبطاء المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وبحسب المصدر فإن شحنات الأسلحة الأمريكية وصلت إلى إسرائيل في بداية الحرب بوتيرة سريعة للغاية، لكنها تباطأت لسبب غير معروف.
وقال المصدر أيضًا إن إسرائيل تدرك الإحباط الأمريكي بشأن الحرب وضرورة بذل إسرائيل المزيد من الجهد لتقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وفي نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، ذكرت شبكة NBC الأمريكية أن إدارة بايدن ناقشت استخدام بيع الأسلحة لإسرائيل كوسيلة ضغط لإقناع حكومة نتنياهو بالاستجابة لدعواتها لتقليل نطاق الهجوم العسكري في قطاع غزة.
وحول الهجوم الإسرائيلي البري المحتمل في رفح جنوبي قطاع غزة، قال إلياهو: “على المدى القصير، لدينا اليوم ما يكفي من الأسلحة للدخول إلى رفح”.
وأضاف: “أجد صعوبة في تصديق أن الولايات المتحدة ستوقف المساعدات (العسكرية لإسرائيل)”، مضيفا: “المواجهة مع الأمريكيين غير سارة، لكنها حتمية”.
واستدرك بقوله: “المواجهة مع الأمريكيين، بقدر ما هي غير سارة، لكنها أفضل من واقع نُمحى فيه، من أن تنمو بجوارنا دولة نازية (يقصد إقامة دولة فلسطينية)، وأن نفشل في هزيمة حماس”.
وكانت العديد من الدول بما فيها الولايات المتحدة، طلبت من إسرائيل عدم القيام بأي عمل عسكري في رفح دون ضمان إخلاء آمن لأكثر من مليون مدني فلسطيني.
وأكدت الولايات المتحدة مرارا في الأسابيع الأخيرة، أن إسرائيل لم تقدم أي خطة موثوقة بشأن إخلاء المدنيين من رفح.
وفي وقت سابق الثلاثاء، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مسؤولين في البلاد (لم يذكرهم) بالتعاون مع الولايات المتحدة لمنع اجتياح مدينة رفح.
والاثنين، جرى اتصال هاتفي بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، بعد أكثر من شهر من انقطاع التواصل المباشر، اتفقا خلاله على إرسال فريق تفاوض إسرائيلي إلى واشنطن لبحث بديل للعملية العسكرية في رفح المكتظة بمئات آلاف النازحين.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا وكارثة إنسانية غير مسبوقة، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى منذ قيامها في 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات