الرباط/ الأناضول
** خبير الهجرة وعضو مجلس الجالية المغربية بالخارج (حكومي) عمر المرابط:
– لم يجد ماكرون من يخاطبه أثناء اندلاع الاحتجاجات بسبب تفكيكه تمثيلية المسلمين في فرنسا.
– كان للمسلمين ورؤساء المساجد في فرنسا دور كبير في جهود تهدئة الاحتجاجات خلال خطب الجمعة وعيد الأضحى.
– تأثيرات الاحتجاجات الحالية والمستقبلية ستدفع بمزيد من العنصرية في فرنسا.
– الاحتجاجات نتجت عن تراكمات اجتماعية وأزمة كبيرة تشير لفشل مقاربات الحكومة الفرنسية.
– فرنسا التي تحارب المتدينين تدفع الثمن عبر قيام غير المتدينين بأعمال الشغب خلال الاحتجاجات.
وسط مخاوف من تفاقم أحداث العنف في فرنسا لتطال المهاجرين في أوربا، قال عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج (حكومي) عمر المرابط إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خسر جهود المسلمين في تهدئة الاحتجاجات بسبب فقدان التواصل مع الجالية المسلمة عبر تفكيك تمثيلية المسلمين في البلاد.
وأشار المرابط إلى أن ماكرون خلال الاحتجاجات الأخيرة فقد مخاطبة الجالية المسلمة لأنه “وضع منتدى للمسلمين في فرنسا، غير معترف به وسط الجالية المسلمة بصفة عامة لأنه معين”.
وتشهد فرنسا منذ أسبوع غضبا واسعا واحتجاجات تخللتها أعمال شغب ومواجهات مع الشرطة، تنديدا بمقتل الشاب نائل (17 عامًا، من أصول جزائرية) برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة، بذريعة عدم امتثاله لدورية مرورية في ضاحية نانتير غرب العاصمة باريس.
وأبدى الخبير المغربي، تخوفه من التأثيرات الحالية والمستقبلية للاحتجاجات الحالية على أوضاع المهاجرين في فرنسا، قائلا إنها ستدفع بـ”المزيد من العنصرية”.
ويواجه المسلمون في فرنسا تحديات عدة تجعل حياتهم أكثر صعوبة يوما بعد آخر، حيث يعد التمييز والعنصرية والعنف أبرز العقبات اليومية في حياتهم، حيث صنف “تقرير الإسلاموفوبيا في أوروبا لعام 2022″، فرنسا واحدة من أكثر الدول معاداة للإسلام.
وفي يوليو/ تموز 2021، تبنت الجمعية الوطنية في فرنسا (البرلمان) مشروع قانون “مبادئ تعزيز احترام قيم الجمهورية” الذي يرى خبراء أنه “يعيق بشكل منهجي الحرية الدينية والممارسات الإسلامية”.
مزيد من العنصرية
قال الخبير المغربي في شؤون الهجرة عمر المرابط، إن التأثير الحالي والمستقبلي للاحتجاجات المستمرة في فرنسا على وضع المهاجرين هو “المزيد من العنصرية”.
وذكر المرابط، وهو أيضا عضو مجلس الجالية المغربية بالخارج (حكومي): “أتوقع أن يذهب الكثيرون إلى القول بأننا سنذهب إلى حرب أهلية وحرب داخل المجتمع الفرنسي، وبأن ما وقع بداية أو إرهاصات لوضع قد يكون أسوأ في المستقبل”.
وزاد: “سنرى من سيعتقد بأن ما حدث سيدفع الفرنسيين للانزواء، وإلى القول بأنهم إن أرادوا المهاجرين فمن الأفضل أن يكونوا من أصول أوروبية أو من المهاجرين ذوي الثقافة المسيحية”.
وتابع: “البعض يقول بأن هؤلاء المهاجرين لم يندمجوا داخل المجتمع الفرنسي، نظرا لانتماءاتهم وهويتهم المزدوجة، الفرنسية، ثم العربية والإسلامية”.
وذهب المسؤول المغربي إلى القول، بأن “الجالية المغربية جزء من الجالية العربية والمسلمة، وإذا كان الشباب من أصول جزائرية فلا يمكن الجزم بأن ما وقع من أحداث شاركت فيه الجالية الجزائرية فقط”.
ويعيش في فرنسا نحو 5 ملايين مسلم بحسب الإحصاءات الرسمية، وتشكل الجالية المغربية النسبة الأكبر بنحو مليونين.
تراكمات اجتماعية
قال الخبير المغربي، إن الوضع الحالي في فرنسا “يتجه نحو الهدوء، بعد 6 أيام على الاحتجاج ضد السلطات الفرنسية عقب مقتل شاب على يد شرطي، بطريقة عنصرية”.
ويرى المرابط، أنه “لو لم يكن ذلك الشاب ذا سحنة عربية وإفريقية لما قتل بتلك الطريقة”.
وأشار إلى أن ما وقع “دليل على أن الاحتجاجات نتيجة تراكمات اجتماعية وأزمة كبيرة مفادها أن المقاربة التي انتهجتها الحكومة الفرنسية حتى الآن، ومنذ ثمانينات القرن الماضي، لم تنجح في الارتقاء بالمستوى المعيشي لهؤلاء الشباب”.
ووفق المرابط، فإن أحداث العنف في فرنسا “تدل على أزمة تربية وسط الشباب المحتجين، بدليل اعتداء بعض القاصرين على ممتلكات الغير، وهذا يدل أيضا على أن هؤلاء الشباب في حاجة إلى العودة إلى المدارس”.
جهود تهدئة إسلامية
قال عمر المرابط إن “أكبر خطأ ارتكبه الرئيس ماكرون، هو تفكيك تمثيلية المسلمين في فرنسا، وبالتالي لم يجد من يخاطب عندما تفاقمت الاحتجاجات”.
وتابع: “الرئيس الفرنسي وضع منتدى للمسلمين في فرنسا، لكنه معين، وليس ممن يعترف بهم وسط الجالية المسلمة بصفة عامة”.
وفي فبراير/ شباط 2022، تأسس “منتدى الإسلام في فرنسا”، ليطوي صفحة “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” الذي كان ممثلا رسميا لمسلمي فرنسا في تواصلهم مع مؤسسات الدولة منذ عام 2003.
وتأسس “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” في عهد وزير الداخلية آنذاك نيكولا ساركوزي، وكان مكونا من نحو 10 اتحادات مساجد غالبيتها قريبة من الدول الأصلية للمصلين فيها مثل الجزائر والمغرب وتركيا.
وحول دور مسلمي فرنسا في تهدئة الاحتجاجات الحالية، قال المرابط: “هناك تدخلات عبر المساجد ومن خلال سياسيين عرب ومسلمين، كان لهم دور كبير في التهدئة والحديث مع أولياء أمور الشباب”.
وذكر المسؤول المغربي: “كان لرؤساء المساجد في فرنسا دور كبير في جهود معالجة الأوضاع، حيث طالبوا بالتهدئة في خطبتي الجمعة وعيد الأضحى الذي تزامن مع بدايات اندلاع الاحتجاجات في 28 يونيو/ حزيران الماضي”.
وأشار المرابط إلى أن “الذين قاموا بأعمال الشغب هم من غير المتدينين، ففرنسا التي تحارب المتدينين تدفع الثمن بهذا الشكل”.
ويعتقد المرابط، أن “ما حدث سيدفع الحكومة الفرنسية نحو تغيير نظرتها نحو هذه الفئة بمقاربتين، المزيد من الحزم وأيضا دعوة اليمين المتطرف إلى المعاملة بالقوة”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات