غزة/ حسني نديم/ الأناضول
– الطفل معتصم شكشك للأناضول: أتمنى أن تتوقف الحرب ونعود إلى بيتنا ومدرستنا
– الطفلة بيسان التعبان للأناضول: لا أريد أن أسمع عن الدماء والدمار فحياتنا أصبحت صعبة جدًا أتمنى أن يساعدنا العالم
ـ المسنة عائشة أبو حميد للأناضول: نحن بحاجة إلى الطعام والدواء والدفء فالحياة بالخيام لا تحتمل خاصة في برد الشتاء
الشاب أحمد حسن للأناضول: الناس هنا يريدون فقط أن يعيشوا بكرامة مثل أي مكان آخر في العالم.. غزة تستحق الحياة
يحلم الطفل الفلسطيني معتصم شكشك (8 أعوام)، بأن يحمل عام 2025 بصيص أمل وأمان لقطاع غزة، حيث ينشد حياة كريمة بعيدا عن الإبادة الإسرائيلية المستمرة التي عايشها على مدار أكثر من 15 شهرا.
معتصم، الذي اضطر للنزوح مع عائلته قسرا من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، يحلم بالأمن والتعليم ومنزل دافئ يحتضنه، بعيدا عن قسوة البرد في شتاء قارس، وعن ويلات الحرب التي طالت براءته.
ومن قلب خيام النزوح، يستقبل الفلسطينيون بغزة، ولا سيما الأطفال العام الجديد بآمال كبيرة في أن يكون مختلفا وأن يحمل معه بشائر توقف الإبادة ومعاناتهم التي لا تتوقف.
**طفولة مفقودة
معتصم، الذي نزح مع عائلته من مدينة رفح عقب العملية العسكرية في مايو/ أيار 2024، قال للأناضول: “أتمنى أن تتوقف الحرب ونعود إلى بيتنا ومدرستنا”.
وتابع: “اشتقت إلى أصدقائي ومعلمتي، أريد أن ألعب معهم كما كنت سابقا”.
وأضاف: “أخاف من أصوات الصواريخ والقصف. كل يوم نعيش على هذا الحال، لماذا لا نعيش مثل باقي أطفال العالم؟”
ويعيش معتصم، ظروفا قاسية داخل خيمة لا تقيه برد الشتاء القارس ولا حر الصيف الحارق، في ظل معاناة يومية من نقص حاد في الطعام والماء والدواء، ما يزيد من معاناته وأسرته في مواجهة الحياة الصعبة داخل مخيمات النزوح.
أما الطفلة بيسان التعبان (7 أعوام) فلا تختلف حياتها كثيرا عن حياة شكشك وبقية أطفال المخيمات الذين نزحوا قسرا بسبب الإبادة، حيث تعيش وسط معاناة يومية تسرق طفولتها وتحرمها من أبسط حقوقها الإنسانية.
وقالت بيسان للأناضول: “لا أريد أن أسمع عن الدماء والدمار، حياتنا أصبحت صعبة، أتمنى أن يساعدنا العالم”.
بيسان، التي سلبت طفولتها بسبب الإبادة، وجهت إلى العالم رسالة بقولها: “آمل من العالم أن يساعدنا، الحياة أصبحت صعبة جدا، غزة تحتاج إلى من ينقذها قبل نفقد كل شيء”.
والاثنين، أعلن المكتب الحكومي بغزة ارتفاع عدد الوفيات من النازحين داخل الخيام إلى 7 بينهم 6 أطفال بسبب موجات الصقيع، وسط تحذيرات أممية من زيادة عدد وفيات لذات السبب ولنقص المأوى في ظل استمرار التدمير الإسرائيلي للمنازل.
ومساء الثلاثاء، انحسر منخفض جوي ضرب الأراضي الفلسطينية مساء الأحد، وكان مصحوبا بأمطار غزيرة وكتلة هوائية باردة، فيما تبقى الأجواء باردة إلى شديدة البرودة.
**تفاقم الأوضاع
فيما المسنة عائشة أبو حميد، التي تعيش في خيمة تفتقر لأدنى مقومات الحياة وسط غزة، تروي لمراسل الأناضول عن معاناتها اليومية مع البرد والجوع.
وقالت عائشة: “أتمنى أن يتوقف شلال الدم ومعاناة الناس، نحن بحاجة إلى الطعام والدواء والدفء، الحياة في الخيام لا تحتمل، خاصة في برد الشتاء”.
وأضافت: “الأوضاع تزداد سوءا كل يوم نسمع عن مساعدات كثيرة تُرسل إلى غزة، لكننا هنا لا نرى شيئاً، النازحون يعانون من نقص كل شيء، وحتى الأمل بات شحيحا”.
وتبكي عائشة، بحرقة الحال الذي وصلت إليه عائلتها، بسبب النزوح والحصار ونقص الدقيق، وتستغرب صمت العالم أجمع على ما يرتكب من مجازر وجرائم بحق الأطفال والنساء.
من جانبه، يعبر الشاب أحمد حسن (32 عاما) عن أمله في عودة الحياة إلى طبيعتها: “نأمل أن تنجح المفاوضات بين حماس وإسرائيل بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة حتى تتوقف الحرب وتفتح المعابر لإدخال الدواء والطعام للمرضى والمحتاجين”.
وأضاف أحمد: “نحن بحاجة إلى دعم دولي لإعادة بناء ما دمرته الحرب، الناس هنا يريدون فقط أن يعيشوا بكرامة مثل أي مكان آخر في العالم. غزة تستحق الحياة”.
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصفه لمناطق مختلفة من قطاع غزة ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات