غزة/ الأناضول
– في طوابير طويلة، ينتظر المئات من النازحين للحصول على قطرات المياه
– ندرة المياه تعود إلى عدم توفر الكهرباء والوقود اللازمين لتشغيل محطات ضخ المياه بشكل مستمر
في مخيم النزوح بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون نقصا حادا في إمدادات المياه، ما يفاقهم من معاناتهم في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر.
وفي طابور طويل يصطف فيه المئات من النازحين ينتظر سعد الترابين (45 عاما) ممسكا بيده بعبوات فارغة، ينتظر بصبر دوره لملئها.
ومنذ يومين، لم يحصل الترابين وعائلته، التي تتألف من 9 أفراد، على ما يحتاجونه من المياه، على الرغم من حاجتهم الملحة لها.
ويرجع عدم تمكن الفلسطيني من الحصول على المياه إلى ندرة توفرها، وذلك نتيجة لعدم توفر الكهرباء والوقود اللازمين لتشغيل محطات ضخ المياه بشكل مستمر.
الفلسطيني الترابين، كحال المئات من الأسر النازحة في رفح، يعيش في ظروف مأساوية وصعبة بسبب نقص المياه، التي تعتبر ركيزة أساسية للحياة.
وأقام الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة في مدينة رفح، التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون و300 ألف نسمة، وذلك نتيجة للأوضاع الصعبة التي يواجهونها جراء الحرب، وفقًا لمسؤولين حكوميين في غزة.
وتفتقر هذه المخيمات الى أبسط مقومات الحياة، وتمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها.
يقول الترابين لوكالة الأناضول: “منذ الأمس وحتى الآن، لم أحصل على أي قطرة من المياه، ومع دخول فصل الصيف، تزداد حاجتنا للمياه بشكل أكبر”.
ويضيف: “أصغر مخيم في مدينة رفح يحتوي على 80 إلى 90 عائلة، وتصل إمدادات المياه إليه لساعتين فقط، وليس بشكل يومي، وهذا لا يكفي لتلك العائلات”.
ويتابع: “المياه هي أساس الحياة، فعدم توفرها يعني عدم وجود للحياة”.
ولفت إلى أن الشخص يحتاج يوميًا من 40 لـ50 لتر مياه بالمعدل الطبيعي، ولكننا لا نستطيع الحصول حتى على 2 لتر مياه يوميًا.
وأوضح أن الأوضاع في مخيمات النزوح وقطاع غزة تتفاقم يومًا بعد يوم بسبب استمرار الحرب والحصار.
ويتطلع الفلسطيني إلى أن يتلقى العالم بعين الرحمة والشفقة ما يحصل في قطاع غزة
ويأمل في أن تقدم دول العالم المساعدة والدعم، ويسعون جاهدين لتحقيق السلام وإنهاء الحرب.
بدورها، تنتظر أم صهيب ياسين، البالغة من العمر 40 عامًا، على طرف خيمتها، أطفالها على أحر من الجمر لتعبئة جالون المياه لإعداد طعام إفطار رمضان.
وعندما عاد أطفالها، ابتسمت أم صهيب واستقبلتهم بحرارة شديدة، بسبب ما يحملونه من كنز ثمين لها.
وتقول لمراسل الأناضول: “في مخيمات النزوح نواجه العديد من المشاكل، ومن أهمها مشكلة المياه؛ فنادرًا ما تأتي يوميًا لفترة تتراوح بين ساعتين إلى 3 ساعات، مما يجعل من الصعب علينا تلبية احتياجاتنا، نظرًا لكثرة عدد النازحين”.
وتضيف: “نقضي يومنا كله في البحث عن المياه، خاصةً خلال شهر رمضان”.
وتمنت أن تنتهي الحرب ويعود السلام، وأن تتوفر المياه بشكل كافٍ في قطاع غزة، وأن لا تشهد مدينة رفح أي عملية عسكرية.
ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ اجتياح بري لرفح؛ بزعم أنه ضروري للقضاء على ما تبقى من حركة “حماس”.
ومنذ أسابيع، تتصاعد تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات الاجتياح المحتمل؛ في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم الجيش الإسرائيلي إليها بزعم أنها آمنة ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن قتلى وجرحى.
ويأتي ذلك بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات