غزة/ الأناضول
ـ نازحون من مخيم في مدينة دير البلح وسط القطاع تحدثوا للأناضول عن معاناتهم اليومية في ظروف غاية في الصعوبة.
– أندومة سلامة: حياتنا أصبحت صعبة لا مياه ولا غذاء ولا سكن، والوضع المالي صعب للغاية، والأوساخ تحيط بنا من كل جهة.
– غادة سلامة: خيمتنا تفتقر لأدنى مقومات الحياة، لا يوجد لدينا غذاء ولا فراش.
– سعيد انشاصي: نضطر إلى تناول الخبز الجاف بعد رشه بالماء كوسيلة بديلة لتخفيف الجوع.
في خيام بدائية بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يعيش فلسطينيون بعدما اضطروا للنزوح من المناطق الشمالية للقطاع بما فيها مدينة غزة، هربا من القصف الإسرائيلي العنيف المتواصل منذ 5 أشهر.
أوضاعٌ مأساوية للغاية يواجهها هؤلاء النازحون جراء استمرار الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي تسببت في دمار واسع وشحّ في الغذاء والدواء يصل حد الانعدام خاصة شمال القطاع، ما أسفر عن تسجيل عدد من الوفيات جوعا، بينهم أطفال.
داخل خيمة صغيرة تفتقر لأدنى مقوّمات الحياة الإنسانية، تعيش المسنّة الفلسطينية أندومة علي سلامة (82 عاما)، التي نزحت من مدينة غزة شمالا، بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي منزلها.
تجد المسنّة نفسها عاجزة عن الحركة بسبب ضعفها، كما تواجه صعوبات شديدة لتأمين المال اللازم لشراء الطعام وتلبية احتياجاتها الأساسية.
وخارج خيمتها المكسوّة بالقماش المهترئ، والأرضية المغطاة بالرمال المتسخة، تجلس الفلسطينية رفقة أحفادها على الأرض، وجسدها الضعيف يعكس تعب السنوات ومرارة ما خلّفته الحرب جراء الظروف القاسية.
* محاطون بالقمامة.. بلا طعام أو مياه
تعيش السيدة الفلسطينية أندومة على معونات قليلة يجلبها أهل الخير من المنطقة، فهم أملها الوحيد للتغلب على صعوبات الحياة في ظل الحرب، بحسب قولها.
أندومة تتمنى بفارغ الصبر أن تنتهي الحرب بأسرع ما يمكن، وأن تعود يومًا ما لتقيم مرة أخرى على ركام منزلها، وتعيد بناء حياتها بكل هدوء وسلام.
وتقول الفلسطينية المسنّة لمراسل الأناضول: “حياتنا أصبحت صعبة، لا مياه ولا غذاء ولا سكن، والوضع المالي صعب للغاية”.
وتضيف: “القمامة تحيط بنا من كل جهة، وأنا غير قادرة على الحركة”.
وتتابع: “هدم الجيش الإسرائيلي منازلنا ومساجدنا، وخرجنا من تحت الركام”.
حال المسنّة أندومة الصعبة جراء ظروف الحرب المستمرة تنسحب على مئات الآلاف غيرها، منهم الفلسطينية غادة صبري سلامة (44 عامًا) التي تشاركها المعاناة.
تقول غادة لمراسل الأناضول: “خيمتنا تفتقر لأدنى مقومات الحياة، لا يوجد لدينا غذاء ولا فراش، الأوضاع صعبة جدًا”.
وتضيف: “نتمنى الحصول على أطعمة مثل الدجاج واللحوم، لأن أبناءنا يعانون مشاكل صحية بسبب نقص التغذية السليمة والصحية”.
وتشير غادة إلى أن “الأطفال يعانون من نقص الفيتامينات والإرهاق الشديد بسبب عدم تناول الطعام لفترات طويلة نتيجة نقصه، والاعتماد على المواد المعلّبة القليلة المتوفرة”.
* معلبات وخبز مبلل.. غذاء أولادنا الوحيد
الفلسطيني سعيد انشاصي (36 عامًا)، يتجوّل داخل مخيم النازحين في مدينة دير البلح بحثاً عن ما تيسر من طعام علّه يسد رمق أطفاله الأربعة.
كان سعيد قد نزح من مدينة غزة شمالا، بعد توغل الجيش الإسرائيلي في منطقة الشجاعية شرق المدينة، مضطرًا لمغادرة منزله ومدينته بحثًا عن الأمان لأسرته.
ولا يجد الفلسطيني النازح قسرا تحت وطأة القصف سوى المعلبات التي تعتبر الخيار الوحيد لتوفير طعام لأطفاله.
والآن، يعيش سعيد في خيمة مجاورة لخيمة أندومة سلامة، ويشاركها المعاناة ذاتها، حيث يتحتم عليه الاعتماد على المواد الغذائية المعلبة بسبب نقص الغذاء الطبيعي المتوفر.
وقال سعيد للأناضول: “الطعام المتاح لنا هو المعلبات فقط، ولا يوجد بديل، نضطر إلى تناول الخبز الجاف بعد رشه بالماء كوسيلة بديلة لتخفيف الجوع”.
* حياة بديلة بلا مقومات
ليواصلوا حياتهم في ظل الحرب، أنشأ الفلسطينيون النازحون مخيمات مؤقتة تضم خيامًا صنعت من أقمشة مهترئة ونايلون في أماكن متفرقة من قطاع غزة.
هذه المخيمات رغم افتقارها لأبسط مقومات الحياة، تمثل ملاذًا مؤقتًا للعديد من الأسر التي نزحت جراء القصف، حيث يعيش السكان في ظروف صعبة تحت ظلالها أملا في تجنّب ويلات القصف الذي يستهدف المباني والمنازل في كل الأرجاء.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة، لا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة عشرات آلاف الضحايا، معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية غير مسبوقة ودمارا هائلا في البنى التحتية والممتلكات، بحسب بيانات فلسطينية وأممية؛ مما استدعى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ عام 1948، أمام محكمة العدل الدولي؛ بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات