أنقرة/ الأناضول
تحدثت نداء السلوط، أخت نادي السلوط، موظف المطبخ المركزي العالمي، الذي قُتل في هجوم إسرائيلي، عن صعوبة التأقلم مع حقيقة مقتل أخيها، قائلة: “من حقنا أن نعيش. العالم لا يرى ذلك، ولا أعرف لماذا؟”
في حديثها للأناضول، أوضحت نداء، التي تكبر أخاها بعامين، والذي قُتل في 8 أغسطس/ آب الجاري، بالقرب من دير البلح، تفاصيل الهجوم الذي أودى بحياته ومعاناتهم المستمرة.
وقالت: “لا تستطيع الكلمات أن تعبر عما في داخلنا. لم يكن أخا لي فقط، بل أخا لكل مَن عرفه. كانت وفاته صدمة كبيرة”.
وأضافت: “كل يوم أبحث في ما يشاركه أصدقاؤه على أمل رؤية تفاصيل صغيرة عنه. لم نستطع تقبل خبر استشهاده بعد”.
وأشارت نداء، إلى أن نادي كان كريما حتى إنه كان يجلب الطعام يوميا من عمله ويوزعه على الجيران، وكان يرغب في إسعاد الأطفال الذين ينتظرونه في المخيم.
وأوضحت أن أخاها بدأ العمل في منطقة رفح، ثم انتقل للعمل في المخازن بدير البلح.
وتصف نداء، لحظة مقتل شقيقها: “بينما كان نادي، يقود السيارة، كان هناك قصف على الطريق. كان الطريق الرئيسي الوحيد المؤدي إلى منطقة خان يونس. عندما انتهى القصف ومرت سيارة أخي، استؤنف القصف”.
وأردفت: “في تلك اللحظة، حاول نادي الرجوع بالسيارة، لكنه تعرض لشظية أصابت تحت أذنه من الجانب الأيمن، فنُقل إلى مستشفى شهداء الأقصى، وهناك استشهد، نسأل الله أن يتقبل شهادته”.
نجا في أبريل وقتل بأغسطس
ذكَّرت نداء، بالهجوم الذي وقع في 1 أبريل/ نيسان الماضي، في منطقة دير البلح بقطاع غزة، حيث قُتل 7 موظفين من المطبخ المركزي العالمي.
وقالت: “كان من المفترض أن يكون نادي، في السيارة التي تعرضت للهجوم في أبريل، لكنه تأخر لبضع دقائق. اعتذر إليهم وقال إنه سيأتي بسيارة أخرى. كان على بُعد ثوانٍ من الموت”.
وأضافت نداء، أن أخاها كان يقول عن زملائه الذين قتلوا: “إنهم يشعرون بآلامنا ويواسوننا، كانوا لطفاء جدا”.
ـ تهجير الأسرة
وتابعت نداء: “دُمر منزل أخي في 2014، لكنه استطاع إعادة بنائه في 2021. عندما بدأ القصف في بداية الحرب، قال لي: ‘قلبي يحترق، لقد دُمِّر منزلي، ولم أتمكن حتى من الفرحة به”.
وأكملت: “كان يرغب بشدة في أن أزور غزة لأرى منزله. لم يكن يعلم أنه سيلحق بمنزله”.
وأشارت نداء، إلى أن أهلها اضطروا للانتقال 7 مرات إلى مناطق مختلفة، وأن الظروف في رفح لم تلبِّ الاحتياجات الإنسانية.
وأوضحت أن أخاها كان يشعر بالحزن لرؤية أهله في تلك الظروف، وقالت: “أخبرني أنه لا يستطيع أن يرى أهلنا يموتون أمام عينيه”.
وأضافت: “حصل آنذاك على فرصة للعمل في منظمة المطبخ المركزي العالمي. كان سعيدا جدا لأن ابنه يزَن، وُلد في الشهر نفسه. كان لدى نادي، 3 بنات وولد”.
ـ “من حق أخي أن يرى أطفاله”
ذكرت نداء، أن أخاها أصيب في وجهه في بداية الحرب بسبب شظية، وقالت: “لم يكن يتحمل رؤية بناته يتألمون، وكان يخشى أن يصيبهم مكروه”.
وقالت “نادي لم يكن يفكر في الموت، كان يحب الحياة وكان متعلقا بأطفاله”.
وأشارت نداء، إلى أن حالة الأطفال النفسية ساءت بعد وفاة والدهم.
وتابعت أنه في يوم دفن أخيها، لم يُسمح للأسرة بالدخول، ولم تسمح لهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بالحزن على ابنهم.
وأكدت أن ما عاشوه لا يمكن وصفه بالكلمات، وقالت: “منذ حوالي عام، هناك جميع أشكال التعذيب والإبادة الجماعية في غزة”.
وأردفت: “كان من حق أخي أن يرى أطفاله، وأن يفرح بولده. من حقنا أن نعيش. العالم لا يرى ذلك، ولا أعرف لماذا. لا أحد يفهمنا. نحن نشعر ونبكي مثل الجميع. أطفالنا يعانون.”
و في 8 أغسطس، أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، عن مقتل موظفها الفلسطيني نادي السلوط، بالقرب من دير البلح، وسط قطاع غزة.
وفي 1 أبريل، قُتل 7 موظفين آخرين من المنظمة في هجوم إسرائيلي على منطقة دير البلح بقطاع غزة.
وقالت المنظمة إن الموظفين الذين قُتلوا كانوا من جنسيات أسترالية، بولندية، بريطانية، أمريكية-كندية، وفلسطينية.
وأوضحت المنظمة أن الفريق كان في منطقة نزاع يحمل شعار المنظمة على سيارتين مدرعتين خلال الهجوم.
وسبق أن أعلنت ياسمينا غيردا، المسؤولة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن مقتل أكثر من 200 عامل إنساني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في غزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات