إسطنبول / الأناضول
– تضم المنظمة أيضا الصين وكازاخستان وقيرغيزيا وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان والهند وباكستان
– تتمتع منظمة شنغهاي بصفة “مراقب” في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2005
مع انضمامها رسميا إلى العضوية الدائمة في منظمة شنغهاي للتعاون، أصبحت إيران العضو التاسع في التكتل الإقليمي الذي يضم أيضا الصين وروسيا والهند، ويمثل أكثر من نصف سكان الأرض.
وجاء الإعلان عن عضوية إيران “الكاملة”، الثلاثاء، خلال القمة الـ23 للمنظمة التي انعقدت في الهند عبر تقنية الفيديو كونفراس.
وفي كلمة له أمام القمة، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: “إننا ننتهز الفرصة ونعرب عن ارتياحنا لانضمام إيران رسميًا لهذه المنظمة بصفتها العضو التاسع”.
وأضاف: “نأمل أن يوفر حضور إيران أرضية لضمان الأمن الجماعي والتوجه نحو التنمية المستدامة، وتوسيع العلاقات والتواصل وتعزيز الوحدة واحترام سيادة الدول أكثر من ذي قبل”.
بدوره، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إنه “سعيد لأن إيران ستصبح عضوا في مجموعة منظمة شنغهاي للتعاون”.
وأضاف أن “القمة ستمهد الطريق أيضا لبيلاروسيا لتصبح عضوا دائما في المنظمة”.
** نشأتها
وتعد منظمة شانغهاي للتعاون (SCO) تجمع دولي سياسي واقتصادي وأمني بين دول أوراسيا، تأسست عام 2001 بمدينة شانغهاي الصينية، على يد قادة ستة دول آسيوية؛ هي الصين وكازاخستان وقيرغيزيا وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان.
وتأسس التكتل بالفعل عام 1996 باسم “خماسية شنغهاي”، دون أوزبكستان التي انضمت للمجموعة لاحقا، ليتم في 2001 الإعلان رسميا عن تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون بشكلها الجديد.
وفي 2017، انضمت الهند وباكستان لعضوية المنظمة، بينما تحظى 4 دول فيها بصفة “مراقب”؛ وهي أفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا وإيران، قبل أن تحصل الأخيرة على عضوية كاملة بشكل رسمي في 4 يوليو/ تموز الجاري.
وتحمل ست دول صفة “شريك للحوار” في المنظمة؛ وهي أرمينيا وأذربيجان وتركيا وسريلانكا وكمبوديا ونيبال.
** أهدافها
تهدف منظمة شنغهاي للتعاون إلى “تعزيز سياسة حسن الجوار بين الدول الأعضاء، ودعم التعاون بينها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ومواجهة التكتلات الدولية بالعمل على إقامة نظام دولي ديمقراطي وعادل”، وفق أدبيات المنظمة.
ومنذ تأسيسها، كان التعاون الأمني أحد المهام الرئيسية للمنظمة، ولا يزال على قمة أولوياتها وهدفا رئيسيا لها في المستقبل.
وتقول المنظمة إنها “تعمل على مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والحركات الانفصالية والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات” في الدول الأعضاء.
** ثقلها الإقليمي
بعد انضمام باكستان والهند إليها، أصبحت المنظمة تمثل أكثر من نصف البشرية، ما يجعلها حجر الأساس في أي نظام عالمي تعددي جديد، بحسب محللين.
ووفق وسائل إعلام روسية، تعد منظمة شنغهاي أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث المساحة وعدد السكان، حيث تغطي دول المنظمة 60 في المئة من منطقة أوراسيا، بعدد سكان يقدر بـ3.2 مليارات نسمة، وبحجم اقتصادي يبلغ 20 تريليون دولار.
وخلال عام 2022، زاد حجم التجارة بين دول منظمة شنغهاي بنسبة 37 بالمئة، مسجلا رقما قياسيا بلغ 263 مليار دولار.
ويُنظر إلى المنظمة على نطاق واسع على أنها “جبهة صينية-روسية مشتركة في مواجهة النفوذ والتحالفات الغربية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
** ميثاقها
في يونيو/ حزيران 2002، وتحديدا في قمة المنظمة بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية، تم توقيع ميثاق المنظمة الذي يشرح أهدافها ومبادئها وهياكلها وأشكال عملها، تمهيدا للاعتراف بها في القانون الدولي، وفي 19 سبتمبر/ أيلول 2003 دخل ميثاق المنظمة حيز التنفيذ.
ووفقا لميثاق المنظمة، تُعقد قمم مجلس رؤساء الدول سنويا في أماكن محددة بالتناوب، حسب الترتيب الأبجدي لاسم الدولة العضو باللغة الروسية.
وينص الميثاق أيضًا على أن يجتمع أعضاء مجلس رؤساء الحكومات (رؤساء الوزراء) سنويا في مكان يقرره أعضاء المجلس.
ويعقد مجلس وزراء الخارجية بالمنظمة قمة قبل شهر من انعقاد مؤتمر القمة السنوي لرؤساء الدول، ويمكن لأي عضوين أن يدعوا إلى عقد اجتماعات “غير اعتيادية” لمجلس وزراء الخارجية.
** شركاء الحوار
شهد عام 2008 استحداث منصب “شريك الحوار” وفقًا للمادة 14 من ميثاق المنظمة، وتسمح المادة بإضفاء صفة “شريك الحوار” على أي دولة أو منظمة تتشارك أهداف ومبادئ مع منظمة شنغهاي للتعاون، وترغب في إقامة علاقات شراكة معها.
وبالفعل، حصلت كمبوديا ونيبال وسريلانكا على صفة “شريك الحوار”، في حين تقدمت إسرائيل والعراق وجزر المالديف وأوكرانيا وفيتنام بطلب للحصول على الصفة ذاتها، لكنها لم تحصل عليها بعد.
وفي عام 2012، منحت المنظمة تركيا، العضو بحلف الناتو، صفة شريك الحوار خلال قمة المجموعة التي عُقدت في بكين.
وفي 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، مُنحت أنقرة رئاسة نادي الطاقة لمنظمة شنغهاي للتعاون لعام 2017، ما جعل تركيا أول دولة ترأس ناديا في المنظمة دون حصولها على العضوية الكاملة.
وعلى هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية المنظمة الذي عُقد بمدينة باناجي بولاية غوا غربي الهند يومي 4 و5 مايو/ أيار 2023، انضمت الكويت والإمارات بصفة “شريك حوار” إلى المنظمة.
وفي 29 مارس/ آذار الماضي، أقرت السعودية الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون بصفة “شريك حوار” تمهيدًا للعضوية الكاملة، وذلك بعد أشهر من اتخاذ الدوحة والقاهرة في سبتمبر/ أيلول 2022 خطوات مماثلة.
** شراكات مع منظمات أممية
وتتمتع منظمة شنغهاي بصفة “مراقب” في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2005، ليتم في 2010 توقيع الأمانة العامة للأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون إعلانًا مشتركًا بشأن التعاون بينهما.
كما أقامت الأمانة العامة للمنظمة شراكات مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ومنظمة السياحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى تعاونها المستمر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بمكافحة المخدرات والجريمة ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وتحافظ إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة، وكذلك مركز الأمم المتحدة للدبلوماسية الوقائية لآسيا الوسطى، على اتصالات منتظمة مع مسؤولي منظمة شنغهاي للتعاون.
وتركز أنشطة التعاون مع منظمة شنغهاي على التطورات الأمنية في المنطقة والقضايا الرئيسية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والوقاية من التطرف المسلح.
وفي عام 2017، أقامت إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام مكتب اتصال لها مع المنظمة في العاصمة الصينية بكين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات