إسطنبول / الأناضول
– منظمات تركية تواصل جهودها لتقديم مساعدات إغاثية لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية منذ 7 أكتوبر
– ألبير كوتشوك، مدير بالهلال الأحمر التركي: أكبر صعوبة تواجه إيصال المساعدات لغزة منعها من المرور عبر المعابر
– يحي هان غوناي، رئيس مجلس إدارة أطباء حول الأرض: المدينة تحت الحصار ويتم منع دخول جميع الإمدادات والخدمات
– امره قايا، عضو مجلس الإدارة في İHH: نواصل جهود الإغاثة بغزة في مجالات التعليم والصحة وفتح آبار مياه
– محمد أرسلان، مدير بجمعية “بشير”: ساهمنا بإرسال 9 سفن مساعدات إلى مصر ومنها تم إدخال المواد لغزة
– كمال أوزدال، رئيس مجلس إدارة صداقة تاش: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا وتفرض قيودا على دخول المساعدات
تواصل منظمات مدنية تركية جهودها لتقديم مساعدات إغاثية وإنسانية إلى قطاع غزة، في إطار سعيها للتخفيف من وطأة معاناة الفلسطينيين الذين يعيشون حرب إبادة إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتبذل تركيا جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر تنسيق من إدارة الطوارئ والكوارث “آفاد” وجمعية الهلال الأحمر التركي، في وقت تدعو فيه العديد من الدول إلى وقف الحرب المتواصلة من أجل تقديم الإغاثة.
تأتي هذه الجهود وسط صعوبات تواجه توصيل المساعدات تتمثل أبرزها في عدم السماح لها بالمرور عبر المعابر فضلا عن المماطلة الإسرائيلية في ذلك، بحسب مسؤولي منظمات مدنية تركية تحدثت إليهم الأناضول.
ويتسبب هذا المنع والمماطلة بانتظار آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات أمام معبر رفح الحدودي بين جنوب قطاع غزة ومصر، في ظل معاناة 2.3 مليون نسمة في القطاع من الوصول للإمدادات الأساسية، بحسب بيان سابق للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
ومنذ بداية الحرب، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة ومنعت دخول البضائع، بينما سمحت بدخول كميات محدودة جدا من المساعدات الإنسانية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، قبل أن تسيطر عليه في 7 مايو/أيار الفائت.
ومنذ سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر، ترفض القاهرة التنسيق مع تل أبيب بشأنه، بغية عدم شرعنة احتلاله.
ومنذ 24 مايو تدخل أعداد محددة من الشاحنات التجارية إلى جنوب القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، في وقت تقول فيه منظمات إغاثية إنها تواجه صعوبة كبيرة في إدخال المساعدات لغزة.
وصول رغم الصعوبات
ألبير كوتشوك، مدير الشؤون الدولية وخدمات الهجرة في الهلال الأحمر التركي، قال إن “أكبر صعوبة تواجه إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة تتمثل بعدم السماح لها بالمرور عبر المعابر الحدودية”.
وأضاف كوتشوك للأناضول، إنهم بذلوا جهودًا حثيثة منذ 7 أكتوبر من أجل تخفيف المعاناة في غزة.
وتابع: “أوصلنا أكثر من 50 ألف طن من المساعدات للمنطقة في إطار عملية المساعدات الإنسانية لفلسطين”.
وبيّن أنهم أرسلوا 11 سفينة مساعدات من ميناء مرسين التركي إلى مصر بالتنسيق مع “آفاد”، لافتا إلى أن نحو 70 بالمئة منها دخل إلى غزة؛ بما يعادل حمولة 849 شاحنة.
وذكر أن منظمته تأكدت من وصول المساعدات المرسلة إلى المحتاجين بشكل آمن عبر موظفيها على الأرض والصور الملتقطة من مصوري وكالة الأناضول.
انتظار لأشهر
وأوضح كوتشوك أن الآلاف من شاحنات المساعدات تنتظر منذ 3 أشهر لدخول قطاع غزة.
وتابع: “في أبريل/نيسان ومايو كان من الممكن إيصال ما بين 150 إلى 200 شاحنة من المساعدات الإنسانية يوميا إلى المنطقة، ولكن في الأيام العشرة الأولى من أغسطس/آب انخفض هذا العدد إلى ما متوسطة 19 شاحنة فقط”.
وأشار إلى أن تلبية الاحتياجات الأساسية “سيكون ممكناً من خلال فتح المعابر الحدودية وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار”، داعيا إلى وقف استهداف موظفي الإغاثة الإنسانية.
ولفت إلى أنه بات من غير الممكن تلبية الاحتياجات الأساسية مثل المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية في المنطقة.
وتطرق المسؤول إلى البيانات المتعلقة بالوضع في غزة، قائلا: “يعاني أكثر من 50 ألف طفل من مشاكل صحية بسبب سوء التغذية الحاد، بينما يحتاج نحو 346 ألف طفل تحت سن الخامسة و160 ألف امرأة حامل أو مرضعة لمكملات غذائية”.
وختم قائلا: “نزح 1.9 مليون شخص، أي ما يعادل 90 بالمئة من السكان، ويعيش جميع هؤلاء تقريبا بمخيمات مكتظة تفتقر للبنية التحتية، لذلك فإن العديد من الأمراض الوبائية، بما فيها شلل الأطفال، تهدد الصحة العامة بالمنطقة”.
مدينة تحت الحصار
بدوره، قال يحي هان غوناي، رئيس مجلس إدارة جمعية أطباء حول الأرض، إن غزة تخضع لحصار، ولا يسمح بدخول أي من الإمدادات والخدمات.
وتابع: “نعمل في العديد من المجالات في المنطقة مثل دعم نظام الرعاية الصحية، وتوفير الإمدادات الطبية وخدمات العلاج الطبيعي”.
وأوضح أن جمعيته شاركت في الجهود التي ترعاها “آفاد”، وإنها وأرسلت مواد طبية وغذائية ومنظفات بشكل كبير عبر معبر رفح.
واستدرك غوناي قائلا: “إسرائيل أغلقت معبر رفح ومساعداتنا تنتظر على الحدود”.
الوقود.. الأكثر طلبا
من جانبه، قال امره قايا، عضو مجلس الإدارة مسؤول العلاقات الخارجية بهيئة الإغاثة الإنسانية التركية İHH، إنهم يواصلون جهودهم الإغاثية بغزة في العديد من المجالات كالتعليم والصحة وفتح آبار مياه.
وأضاف: “المادة الأكثر طلبا بغزة هي الوقود حاليا، والتي يحتاجها الناس للوصول إلى المياه”.
وأردف: “إسرائيل قطعت المياه، فكل مكان في غزة تحت الحصار، والمواطنون بحاجة إلى المياه الجوفية وللوصول إليها يحتاجون إلى الوقود لتشغيل المولدات”.
وأوضح أهمية توفير الوقود من أجل “تأمين الكهرباء في المستشفيات وحتى تتمكن الأجهزة من العمل”.
وعن عمل مؤسسته بغزة، قال قايا إنهم يتحركون بالتعاون مع مؤسسات مثل “آفاد” والهلال الأحمر التركيين لتوصيل المساعدات.
وتابع: “يتم إيصال المساعدات من مصر إلى غزة عبر معبر رفح، كما يتم توزيعها عبر متطوعي الهيئة بالمنطقة حيث يوجد لدينا مكتب تمثيل رسمي في القطاع منذ 2009”.
وبيّن أن مؤسسته أرسلت الأسبوع الماضي سفينة محملة بنحو ألف و700 طن مساعدات إلى الأردن، فيما “يتم التخطيط لإدخالها إلى غزة”؛ دون أن يذكر المعبر الذي سيتم دخول المساعدات عبره.
ويشير قايا إلى أنه بعد إغلاق معبر رفح منذ 6 مايو، بدأت “المساعدات بدخول غزة بشكل محدود” عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.
إرسال سفن لغزة
من جهته، أوضح محمد أرسلان، مدير جنوب شرق الأناضول بجمعية “بشير”، أنهم ساهموا في تنظيم المساعدات وإرسال 9 سفن خير إلى مصر ومنها تم إدخال المواد لغزة.
وقال: “أسسنا مستودعا لوجستيا في مرسين حتى يمكن تنظيم المساعدات، حيث يتم جمعها من أنحاء تركيا في المستودع، وشاركنا في السفن المرسلة إلى مصر من ميناء مرسين”.
وأشار إلى أنهم شاركوا في الاجتماعات التي عقدت في أنقرة بتنظيم “آفاد” والهلال الأحمر منذ 7 أكتوبر؛ تاريخ اندلاع الحرب.
سلاح التجويع
من جهته قال كمال أوزدال، رئيس مجلس إدارة جمعية صداقة تاش، إن إسرائيل تستخدم “التجويع سلاحا، وفرضت قيودا شبه كاملة على دخول المساعدات الإنسانية لغزة”.
وأردف: “كانت المساعدات الإنسانية والتجارية تصل غزة ولو بكميات قليلة عبر المعبر مع مصر الذي كان مفتوحًا في بداية الحرب، وعندما لم تتمكن إسرائيل من تحقيق النتائج التي انتظرتها (من الحرب)، بدأت باستخدام التجويع سلاحا”.
وأشار إلى أن جمعيته توصل المساعدات إلى غزة بطريقتين “الأولى من خلال مؤسسات وسيطة عبر الأردن (دون توضيح)، والثانية عبر دخول مواد تجارية إلى غزة بشكل جزئي (دون ذكر تفاصيل عن دورهم هنا)”.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات