الرباط / الأناضول
– المواضيع المطروحة عبر المنصات الاجتماعية تعتبر قضايا الساعة ولها تأثير على المجتمع والطبقة السياسية
– القضايا المناقشة تشمل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الحياة الخاصة للشخصيات العامة
– باحث اجتماعي: عدد من الاحتجاجات الشعبية يكون مصدرها دعوات عبر “فيسبوك”
تشكل منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب أحد فضاءات النقاش العام، حيث تعتبر المواضيع المطروحة فيها قضايا الساعة، ولها تأثير على المجتمع والطبقة السياسية.
وتستأثر المنصات الاجتماعية بالنقاشات حول مختلف القضايا في المملكة، مثلما وقع مطلع يناير/ كانون الثاني المنصرم، عقب نشر لوائح الناجحين في امتحانات المحاماة.
وثار النقاش حول نجاح مرشحين أبناء مسؤولين، ما جعل وزير العدل عبد اللطيف وهبي، يرفض التشكيك في نتائج امتحانات الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة.
وتعليقا على ذلك قال وهبي لقناة “الأولى” (حكومية) في 3 يناير: “بإمكان كل من اجتاز هذه الامتحانات أن يطلع على أوراق إجاباته، وفقا لما ينص القانون، أو بناء على طلب المعني”.
وأفاد الوزير، بأن ملفات الترشح للامتحانات بلغت 75 ألفا، واجتازها 48 ألفا، ونجح منهم 2000، مردفا “كان من الطبيعي أن تكون هناك ردود فعل”.
كما برزت مؤخرا، عدة قضايا بمنصات التواصل الاجتماعي بالمغرب، ترتبط بالحياة الشخصية للاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، وسط مطالب بالابتعاد عن نشرها.
وعقب انتهاء مونديال قطر، انتقد بعض لاعبي المنتخب استهداف حياتهم الخاصة، بينهم القائد غانم سايس، الذي دعا في بيان آنذاك، إلى التوقف عن نشر إشاعات حول حياته الخاصة.
فيما دعا لاعب المنتخب أنس الزروري، لاحترام حياته الخاصة، مطالبا عبر منصة “إنستغرام” بالتوقف عن نشر الشائعات التي تلاحقه بالمنصات الاجتماعية.
** بديل لغياب نقاش مؤسسي
وفي حديث للأناضول، قال علي الشعباني، الباحث في علم الاجتماع، إن عددا من التظاهرات والاحتجاجات بالمغرب يكون مصدرها دعوات عبر “فيسبوك”.
وأضاف أن المنصات الاجتماعية تؤثر على المجتمع سلبا أو إيجابا، موضحا أنه “عندما يكون النقاش صحيحا ويثير قضايا مجتمعية حقيقية يؤثر ذلك إيجابا”.
وأردف: “بالمقابل عندما يتم نشر الإشاعات يكون وقعها سلبيا، حيث يتم استهداف مسؤولين أو أشخاص أو وزارات من طرف بعض الحملات بهذه المواقع (المنصات الاجتماعية)”.
ويرى الشعباني أن توظيف المواقع بشكل جيد، مثل الكشف عن الاختلالات، يؤثر إيجابا، خصوصا إذا تم التحرك لتجاوزها.
وبخصوص النقاش الأخير حول نتائج امتحانات المحاماة، قال الشعباني: “قضايا عدم تكافؤ الفرص تطغى بالمنصات الاجتماعية بسبب ارتفاع هذه الظواهر بالمجتمعات النامية أو المتخلفة”.
وأبرز أن “النقاش الغائب في الواقع وفي مؤسسات الوساطة، دفع المواطن للجوء إلى مواقع التواصل”.
وذكر أنه “في بعض الحالات لا تعبر هذه المواقع (الاجتماعية) عن النقاش الحقيقي في المجتمع، والذي يستأثر باهتمام المواطنين”.
وأشار إلى أن اعتماد حزب “التجمع الوطني للأحرار” (قائد الائتلاف الحكومي)، في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، على شبكات التواصل الاجتماعي وعدد من المؤثرين (صناع المحتوى)، ساهم في تصدره للانتخابات.
** أرقام
ووفق دراسة حديثة لمجموعة “سينيرجيا” (خاصة)، فقد ارتفع استخدام المنصات الاجتماعية بالمغرب في السنوات الأخيرة.
وفي عام 2021 استخدم “فيسبوك” بشكل منتظم 3 من أصل 4 مغاربة من مختلف شرائح المجتمع، بحسب الدراسة.
وكشفت الدراسة أنه في 2021، استخدم 84 بالمئة من المغاربة واتساب، و42 بالمئة إنستغرام، و14 بالمئة تيك توك، و5 بالمئة تويتر، دون الإشارة إلى عدد مستخدمي فيسبوك.
وفاق عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في المغرب 36 مليون شخص، حتى سبتمبر/ أيلول 2022، بارتفاع 39.7 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من 2021، وفق الدراسة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات