إسطنبول / الأناضول
رجح ممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي، الجمعة، أن تكون عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران نُفذت بصاروخ أو مقذوف من الخارج ضرب مكان إقامته.
يأتي ذلك بينما تحدثت تقارير صحفية أمريكية نقلا عن مصادر لم تسمها، أن الاغتيال جرى عبر زرع قنبلة بغرفة هنية.
وقال القدومي في تصريحات للأناضول: “نظرا لتدمير جدران الغرفة المطلة على الخارج وتدمير سقفها (جراء الانفجار)؛ لذلك على الأرجح تم ضرب المكان من الخارج بصاروخ أو مقذوف، وهذا يُترك للتقارير الفنية”.
وتابع: “حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من الجهات المعنية في إيران (بشأن طريقة الاغتيال)، والفريق الفني يعمل جاهدا للوصول إلى الحقائق في هذا السياق، ولم يصل إلى جديد بعد”.
ولفت إلى أن “دماء هنية لم تجف بعد، وجسد الشهيد دفن قبل ساعات؛ لذا من المبكر إصدار أي تقدير علمي في هذا الشأن، ونحن ننتظر أشقاءنا في إيران، الذين يحرصون على المقاومة والحقيقة، لنرى ما سيقولونه”.
وعن زيارة هنية ومكان إقامته في طهران قال القدومي: “عدنا من حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مساء الثلاثاء)، وبعد ذلك كان هنية مدعوًا على عشاء رئاسي مع رئيس الجمهورية، هو وكل من حضر حفل التنصيب بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني (البرلمان)”.
وأضاف: “بعد ذلك توجه هنية إلى محل إقامته الذي يقيم فيه كثيرا من الأحيان عندما يأتي إلى طهران”.
وأشار إلى أن المكان مخصص رسميا لاستقبال كبار ضيوف الدولة، مثل رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية.
وتابع: “أقام هنية في الطابق الرابع من المبنى، وسكن في هذا الطابق مع غيره”، لافتا إلى أن “المكان ليس مخصصا لإقامة هنية بل هو مكان تابع للدولة تتم استضافتنا فيه”.
وشكك القدومي في صحة ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن أن اغتيال هنية تم عبر قنبلة زرعت سابقا بغرفته.
وتساءل مستنكرا: “هل مراسل نيويورك تايمز مثلا هو من زرع القنبلة؟ أو هل لديهم تقارير رسمية مصورة للمكان (المستهدف)؟”.
وأضاف: “الكلام غير منطقي ولا يستند إلى أي معطيات علمية في هذا السياق”.
وتابع: “القصة التي وضعوها مهزلة، كان الشهيد ضيفا في ذلك المكان عندما استشهد الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، فلماذا اغتالوه الآن؟ هل لأن هذا القرار جاء بعد حصولهم على الضوء الأخضر من أمريكا، أم كانوا حريصين على ألا يقتلوه بذلك الوقت؟”.
ولفت القدومي إلى أن “المطلوب هو أن ننشغل بكيفية محاسبة إسرائيل على المستوى الدولي، وكيفية التوحد بالميدان لمواجهة عنتريات ومغامرات الكيان الصهيوني التي لا تنتهي، والتي تتمتع بغطاء أمريكي”.
والخميس، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن هنية قُتل جراء انفجار قنبلة وضعت سراً قبل أشهر في المقر الذي أقام فيه ليلة الاغتيال.
وأسندت “نيويورك تايمز” ادعاءها إلى مسؤولين في المنطقة بينهم إيرانيان، ومسؤول آخر من الولايات المتحدة.
وادعت الصحيفة أن القنبلة التي قتلت هنية تم تهريبها سراً إلى المنزل الذي يحميه الحرس الثوري الإيراني ويستضيف فيه ضيوفاً رفيعي المستوى.
وأضافت الصحيفة أنه تم وضع القنبلة في الغرفة التي كان يقيم فيها هنية، قبل نحو شهرين.
وذكرت أيضا أن القنبلة تم تفجيرها بالتحكّم عن بُعد، عقب التأكد من وجود هنية في الغرفة بحدود الساعة الثانية فجرا.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن الاغتيال، لكن مسؤولي استخباراتها أبلغوا الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى بتفاصيل العملية فور الاغتيال.
والأربعاء، أعلنت حماس وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان، فيما لم تتبن تل أبيب ذلك حتى الساعة.
وتوعدت كل من حماس وإيران بالرد على اغتيال هنية، فيما تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة خشية توسع الصراع بالمنطقة.
وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات