غزة/محمد ماجد/ الأناضول
بعيدا عن القاعات الفاخرة ذات الإضاءات المميزة، بدأ في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، الأحد، معرض فني يجسد مأساة الفلسطينيين ويوثق الإبادة الإسرائيلية.
ففي هذا المعرض استخدم فنانون فلسطينيون ملابس مستخرجة من تحت أنقاض منازل مدمرة، لتروي قصة قطاع غزة الذي يشهد إبادة جماعية إسرائيلية مستمرة منذ أكثر من 14 شهرا.
ومعظم هذه الملابس ممزقة ورسمت عليها رسومات مختلفة، وعُرضت على ألواح من صفيح وحجارة إسمنتية، لتكون شاهدة على هذه الكارثة اللاإنسانية.
وأُطلق على المعرض، الذي يستمر عدة أيام، اسم “معرض ملابس عم تتنفس”، وشهد حضور فلسطينيين، بينهم أطفال فقدوا أشقاءهم وأمهات فقدن أبناءهن، حسب مراسل الأناضول.
وتجسد رسومات الفنانين على الملابس المأساة الإنسانية الناتجة عن الإبادة، موثقةً مشاهد مؤلمة لأطفال تحت الأنقاض، وأمهات يحملن أطفالهن أثناء النزوح قسريا تحت وطأة قصف دموي وتجويع متعمد.
وبرزت بين الأعمال الفنية قمصان ممزقة رسمت عليها مشاهد تحاكي أما تصرخ وسط ركام منزلها، وأخرى تحمل كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (1941-2008): “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.
**الطفلة تالا وحذائها
وعُلقت على الحجارة ملابس أطفال فقدوا حياتهم في الغارات الإسرائيلية، ومن بين هذه الشهادات المؤلمة كان هناك حذاء الطفلة “تالا أبو عجوة”، التي فقدت حياتها في قصف إسرائيلي استهدف حيّها بمدينة غزة في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتالا (9 سنوات) كانت ترتدي حذاء تزلج زهري اللون أثناء استعدادها للعب مع صديقاتها، قبل أن تتحول حياتها إلى ذكرى تحت ركام القصف ولم يبق غير حذائها.
وحسب القائمين على المعرض لمراسل الأناضول فإنه يُظهر أن الفن يمكن أن يكون صوتا للمكلومين في غزة وأداة لتوثيق الإبادة الإسرائيلية ومعاناة أجيال بأكملها.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات