زين خليل/ الأناضول
ظهر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، مكبلا بالأصفاد في يديه وقدميه، في أول ظهور له منذ اعتقاله في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبثت وسائل إعلام عبرية، مساء الأربعاء، مقطع فيديو يُظهر أبو صفية، في حالة من الإرهاق والضعف، أثناء اقتياده من قبل حراس السجن.
**وسط الدمار والآليات
واشتهر أبو صفية، بدوره الإنساني خلال الإبادة على غزة، حيث كان أحد أبرز الأطباء الذين واصلوا العمل تحت القصف لإنقاذ الجرحى والمصابين.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول، اعتقلته القوات الإسرائيلية عقب اقتحامها مستشفى كمال عدوان، حيث أخرجته تحت تهديد السلاح بعد تدمير المستشفى وإخراجه من الخدمة.
وأثارت لحظة اعتقاله استنكارا واسعا، خصوصا بعد انتشار صورة له مرتديا معطفه الطبي، يسير وحيدا وسط الدمار محاطا بالآليات العسكرية الإسرائيلية، في مشهد صار أيقونة للصمود الفلسطيني.
وحسب عائلة أبو صفية، فقد تعرض الطبيب الفلسطيني للتعذيب الشديد والتجويع داخل السجون الإسرائيلية، وهو ما أكده محام تمكن من زيارته مؤخرا.
والجمعة، كشف مركز الميزان لحقوق الإنسان، أن قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي اللواء يارون فينكلمان، أصدر أمرا بتحويل حسام أبو صفية مدير مستشفى “كمال عدوان” شمالي قطاع غزة، للاعتقال بموجب “قانون المقاتل غير الشرعي”.
وقال المركز الفلسطيني غير الحكومي: “أصدر قائد المنطقة الجنوبية في قوات الاحتلال بـ 12 فبراير/شباط الجاري، أمرا بتحويل أبو صفية (52 عاما) للاعتقال بناء على قانون المقاتل غير الشرعي، بدلا من المحاكمة العادية”.
**أول ظهور
الصحفي الإسرائيلي يوسي إيلي، مراسل القناة 13 العبرية، نشر الفيديو عبر حسابه على منصة إكس، لأبو صفية، لأول مرة من “سجن عوفر” المُقام على أراضي بلدة بيتونيا، غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وزعم إيلي، أن أبو صفية، لم يتعرض للتعذيب، قائلا: “التقينا به في سجن عوفر، وهو في حالة ممتازة”.
وأضاف الصحفي الإسرائيلي، أن أبو صفية، أبلغه أنه كان هناك أسرى إسرائيليون في مستشفاه “وكان يعتني بهم”.
وظهر أبو صفية، في الفيديو، وقد اقتاده حراس السجن وهو مكبل اليدين والقدمين.
وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أبو صفية، بمحافظة الشمال.
وقبلها بيوم واحد، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى “كمال عدوان” وأضرم النار فيه وأخرجه من الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصا كانوا داخله، بينهم أبو صفية، الذي لقيت صورته بردائه الطبي الأبيض وحيدا وسط الدمار موجة استنكار عربية ودولية.
**ثمن باهظ
ومع اشتداد الإبادة الإسرائيلية، دفع أبو صفية، ثمنا شخصيا باهظا عندما فقد نجله إبراهيم، في اقتحام الجيش الإسرائيلي للمستشفى في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، تعرض أبو صفية لإصابة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف المستشفى، لكنه رفض مغادرة مكانه وواصل علاج المرضى والجرحى.
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، استهدف الجيش الإسرائيلي القطاع الصحي في غزة، وقصف وحاصر المستشفيات وأنذر بإخلائها، ومنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات