بيروت / ستيفاني راضي / الأناضول
تصدر تغطية الصحف اللبنانية، الصادرة السبت، المصير الغامض لأمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، عقب الغارة الإسرائيلية الضخمة التي استهدفت مساء الجمعة ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي للحزب.
ومساء الجمعة، شنت مقاتلات إسرائيلية من طراز “إف 35” غارة “عنيفة وغير مسبوقة” على هدف بمنطقة حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية.
وعقب ذلك بدقائق قليلة، خرج متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في بيان مصور، ليقول إنّ الطيران الحرب استهدف مقر القيادة المركزية لـ”حزب الله”.
فيما تحدثت وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت” والقناة الـ”12″، أن هدف الغارة كان نصر الله، وأن الجيش يحقق حاليا فيما إذا كان الأخير داخل المكان المستهدف أم لا، فيما لم يصدر عن “حزب الله” تعقيب بالخصوص حتى الساعة 07:30 ت.غ من صباح السبت.
وفي ظل هذا الصمت من حزب الله، قالت صحيفة “النهار” اللبنانية المقربة من تحالف قوى “14 آذار” الذي يقوده “تيار المستقبل”: “حتى فجر اليوم، ظل مصير الأمين العام الثالث لحزب الله الذي صار زعيما تاريخيا للحزب منذ عام 1992 معلقا ومجهولا”.
وأضافت أن “هذا الأمر الذي أثار تساؤلات ومخاوف كبيرة حول إمكانية أن تكون إسرائيل دفعت بالأمور إلى متاهة تفجير ضخم لن تبقى رقعته محددة بلبنان، بل ربما تتجاوزه إلى كامل المنطقة”.
وتابعت أنه “في حين مرت ساعات طويلة، ولم يصدر عن حزب الله أي بيان يميط اللثام عن مصير زعيمه، تصاعدت الترجيحات والمخاوف من أن يكون ذلك ناجما عن احتمال أن يكون مصير نصر الله قد صار في المرحلة الأشد خطرا من حقيقة الاغتيال”.
من جهتها، حذرت صحيفة “اللواء” اللبنانية المقربة من “تيار المستقبل” من أن “استهداف نصر الله يعني وضع منطقة الشرق الأوسط برمتها على فوهة بركان الحرب الشاملة”.
بينما قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من “حزب الله”، إن “الجميع تعامل مع الحدث (الغارة على الضاحية) على أنه الضربة التي فتحت الحرب على أبعد مما كان يعتقد كثيرون”.
واعتبرت الصحيفة أن “إسرائيل قفزت مرة واحدة إلى الحرب الشاملة؛ وبالتالي فإن لبنان والمنطقة دخلا في مرحلة جديدة من المواجهة التي ستقود فعلا إلى تغيير وجه المنطقة”.
أما صحيفة “الديار” اللبنانية فوصفت إقدام إسرائيل على قصف المقر العسكري لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت مستهدفة نصرالله بأنها “جريمة حرب”، مشيرة إلى ان مصير نصر الله “لا يزال مجهولا”.
واعتبرت الصحيفة أنه “بهذا العدوان الوحشي الإسرائيلي على الضاحية، نقل الكيان الصهيوني المواجهة إلى أقصى درجاتها، متخطيا كل الخطوط الحمراء عبر غارات جوية متتالية لاغتيال قائد المقاومة (تقصد: نصر الله)”.
أيضا تناولت صحيفة “الجمهورية” مصير نصرالله قائلة: “لم يتأكّد حتى ساعة فجر اليوم ما إذا كان نصر الله كان موجودا في المكان المستهدف بالغارة أم لا”.
ونقلت عن مصدر قيادي في “حزب الله” أن “موقف “حزب الله” معلوم وأبلغه إلى جميع الأطراف بأنّ جبهة الإسناد اللبنانية لقطاع غزة لن تتوقف، وستستمر في مواجهاتها وفي الدفاع عن لبنان والتصدّي للعدوان الاسرائيلي، وأي محاولة لوقف هذه الجبهة بمعزل عن غزة، مآلها الفشل الذريع”.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، أسفر حتى صباح الجمعة عن 726 قتيلا بينهم أطفال ونساء، و2173 جريحا، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.
وبلغ عدد النازحين المسجلين في مراكز الإيواء المعتمدة من قبل غرفة العمليات الوطنية في لبنان حتى مساء الجمعة، 86 ألفا و600 نازح، فيما بلغ عدد مراكز الإيواء 644، تشمل مدارس رسمية ومجمعات تربوية ومعاهد مهنية ومراكز زراعية وغيرها موزعة في مختلف المحافظات، وفق وحدة إدارة مخاطر الكوارث بالحكومة اللبنانية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات