إسطنبول/ الأناضول
توقعت مصادر فلسطينية، الخميس، أن يبقى التصعيد بين الفصائل في قطاع غزة وإسرائيل في إطار محدود، دون أن يتوسع إلى مواجهة شاملة إلا في حال حدث تطور مفصلي يغير مجريات الأحداث.
وقالت مصادر مطلعة، للأناضول، إن “التصعيد العسكري الحالي لن يتطور إلى مواجهة شاملة وسيبقى في إطار محدود فلا أحد سواء من الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي يرغب بالحرب الواسعة”.
وذكرت أن الحالة الراهنة “تتمثل بمعادلة القصف المحدود من الجانبين فالفصائل الفلسطينية لم تلجأ إلى تكثيف النيران أو توسيع بقعة المدن الإسرائيلية المستهدفة”.
كما أن إسرائيل “مازالت تقصف أهدافا محددة دون التوجه إلى غارات كثيفة وواسعة مثلما حدث بالمواجهات السابقة منذ العام 2008 حتى 2021، وهو ما يدل على أن تل أبيب لا تريد توسيع المواجهة، حسب المصادر نفسها”.
إلا أن هذه المعادلة، وفق المصادر، “ستبقى محكومة بعدم حدوث تغير مفصلي يقلب مجريات الأحداث لتنتقل من الإطار المحدود للمواجهة الواسعة”.
وهذا التطور “يرتبط عادة بتنفيذ عملية كبرى من أحد الجانبين تؤدي إلى وقوع أضرار بالغة وسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى” وفق ذات المصادر.
وأشارت، إلى أن “رد الفصائل الفلسطينية على عملية الاغتيال الإسرائيلية لقادة عسكريين بارزين بحركة الجهاد الإسلامي تميز هذه المرة بأنه موحد ومنسق تحت راية الغرفة المشتركة للفصائل المسلحة”.
ورأت أن “تأخر الرد والتنسيق في التنفيذ بين جميع الفصائل أربك صناع القرار بإسرائيل الذين كانوا يتوقعون رداً سريعاً ومن طرف واحد فقط”.
ولفتت المصادر، إلى أن “تصريحات الفصائل الفلسطينية وإسرائيل يفهم منها بشكل واضح أنه لا أحد معني بالمواجهة المسلحة الشاملة وتفضيلهم التوجه نحو التهدئة، لكن الجانب الفلسطيني يريد فرض شروط توقف سياسة الاغتيالات التي أعادت تل أبيب تفعيلها بعد توقفها منذ سنوات طويلة”.
وفي وقت سابق الخميس، أكدت حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، على “ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاغتيالات” من أجل التوصل إلى التهدئة.
وأضاف داود شهاب المتحدث باسم الحركة في تصريح للأناضول، أنه لم يطرأ أي جديد بجهود التوصل إلى وقف إطلاق نار بين الفصائل المسلحة في قطاع غزة وإسرائيل.
وأردف شهاب، أن “الجانب المصري يواصل جهوده مع الفصائل الفلسطينية لوقف إطلاق النار في غزة”.
وعلى الجانب الإسرائيلي، نقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول أمني بتل أبيب، صباح الخميس، أن “الهدوء سيقابل بهدوء وإذا لم يردوا (الفصائل الفلسطينية) لن نقصف”.
كما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، في تصريحات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إنه في “حال توقف إطلاق الصواريخ (من قطاع غزة) فليس لنا مصلحة في استمرار الجولة”.
وأوردت قناة “كان” العبرية الرسمية، عن زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد، قوله إن “العملية العسكرية في غزة حققت نتائج جيدة لكن لا فائدة من إطالتها ويجب وقفها الآن”.
في السياق نفسه، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان الأربعاء، إن “العملية العسكرية في قطاع غزة حققت هدفها بالكامل”.
وحسب المصادر الفلسطينية، فإن هذه التصريحات من فلسطين وإسرائيل والتطورات الميدانية على الأرض “تؤكد أن الأوضاع متجهة نحو التهدئة، وقد تتسارع وتيرة مباحثاتها بعد وصول وفد من حركة الجهاد الإسلامي بقيادة رئيس الدائرة السياسية للحركة محمد الهندي، إلى القاهرة بوقت لاحق من اليوم الخميس”.
وكان المتحدث باسم “الجهاد الإسلامي” داود شهاب قد أبلغ الأناضول، أن الهندي “يتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم الخميس، لبحث تطورات الوضع ووقف العدوان على غزة”.
وجدد شهاب التأكيد على “ضرورة إلزام إسرائيل بوقف الاغتيالات”، للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة.
ومساء الأربعاء، تعثرت جهود التهدئة بين بعد اقترابها من النجاح، بسبب إصرار الفصائل على إلزام إسرائيل بوقف سياسة الاغتيالات، وفق قول مصدر فلسطيني (رفض الكشف عن هويته) للأناضول.
وكانت حركة “حماس” الفلسطينية، قد قالت الأربعاء، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، تلقى اتصالات من مصر وقطر والأمم المتحدة لبحث “العدوان” على قطاع غزة.
ومنذ فجر الثلاثاء، تنفذ طائرات إسرائيلية هجمات على غزة، أسفرت عن مقتل 25 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال و4 من قادة “سرايا القدس”، فيما بدأت الفصائل الفلسطينية الأربعاء بالرد برشقات صاروخية وصلت تل أبيب ومدن وسط البلاد.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات