رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
** رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس للأناضول:
ـ قبل 7 أكتوبر بلغ عدد الأسرى في السجون نحو 5 آلاف، اليوم نتوقع أن يصل الرقم إلى 12 ألفا إذا ما أخذنا بالحسبان أسرى قطاع غزة
ـ شهادات أسرى أفرج عنهم تشير إلى “جرائم ترتكب بشكل يومي وممنهج داخل السجون وسط صمت دولي وحقوقي”
ـ نريد أن يكون يوم الأسير الفلسطيني منعطفا في قضية الأسرى من خلال مواجهة إسرائيل والضغط عليها لوقف انتهاكاتها بحقهم
وصف مسؤول فلسطيني أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية بأنها “كارثية وخطيرة للغاية”، مبينا أن عددهم ارتفع 130 بالمئة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي مقابلة مع الأناضول، قال قدورة فارس رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن السلطات الإسرائيلية صادرت كافة ممتلكات الأسرى، وتمنعهم من العلاج والزيارة.
وأضاف: “يتعرض الأسرى للتعذيب واعتداءات ممنهجة، وتبدأ رحلة العذاب منذ اللحظات الأولى لاقتحام المنازل والتنكيل بالأسير وعائلته، والاعتداء عليه وعلى أفراد أسرهم وتدمير الممتلكات”.
ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية تتعمد إلحاق الضرر بعائلات الأسرى، عبر مصادرة ممتلكات ومركبات وأموال.
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الأسرى يتعرضون للتعذيب والتجويع، وعدم توفير الأغطية.
وقال: “الشتاء الماضي هو أصعب شتاء يمر على الأسرى منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، حيث جرد الأسرى من الملابس والأغطية، منعوا من أبسط حقوقهم”.
واتهم فارس إسرائيل بـ”تعمد” التنكيل والتعذيب ما أسفر عن مقتل 16 أسيرا معروفين بالاسم، بالإضافة إلى 27 أسيرا من قطاع غزة قتلوا في السجون بعد 7 أكتوبر، بحسب تقارير إعلامية عبرية.
وندد المسؤول الفلسطيني بجريمة الإخفاء القسري التي تنتهجها إسرائيل بحق أسرى غزة، معربا عن مخاوفه من تعرض المئات من معتقلي القطاع للقتل.
وكشف أنه منذ 7 أكتوبر الماضي ارتفع عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية إلى 130 بالمئة.
وأضاف: “قبل 7 أكتوبر بلغ عدد الأسرى في السجون نحو 5 آلاف، اليوم نتوقع أن يصل الرقم إلى 12 ألفا إذا ما أخذنا بالحسبان أسرى قطاع غزة”.
وأوضح أن السلطات الإسرائيلية أبقت السجون على حالها وزجت الأسرى فيها، الأمر الذي أسفر عن اكتظاظ كبير داخلها.
واستدرك: “لا أحد يعلم عدد أسرى غزة وهذه الأرقام هي توقعات، ولكن ما هو موثق من معتقلين في السجون الإسرائيلية يصل إلى 9500 أسير”.
ومن بين الأسرى بحسب فارس، نحو 80 سيدة وأكثر من 200 طفل، ونحو 4 آلاف أسير إداري (دون تهمة).
وقال إن “الأرقام تشير إلى انتهاج إسرائيل سياسة الاعتقال التعسفية لفلسطينيين دون تهمة لهم وتحولهم للاعتقال الإداري، هدفها الانتقام منهم، بالإضافة إلى اعتقال عدد كبير من الفلسطينيين على خلفية ما يسمى التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وطالب المسؤول الفلسطيني بالعمل على ضغط كبير شعبيا ورسميا لتحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية.
وقال: “قبل تحرير الأسرى مطلوب توفير حياة كريمة لهم، وعلى المؤسسات الدولية والعالم الضغط على إسرائيل وإلزامها بالضوابط القانونية ومعاملة الأسرى معاملة إنسانية”.
ولفت إلى أن شهادات أسرى أفرج عنهم تشير إلى “جرائم ترتكب بشكل يومي وممنهج داخل السجون، وسط صمت دولي وحقوقي”.
ولفت فارس إلى أن الفلسطينيين يحيون يوم الأسير الفلسطيني هذا العام في ظروف استثنائية.
وقال: “نريد أن نسلط الضوء اليوم على معاناة الأسرى، وأن يكون يوم الأسير منعطفا في قضية الأسرى من خلال مواجهة إسرائيل والضغط عليها لوقف انتهاكاتها بحقهم”.
ويأتي يوم الأسير الفلسطيني هذا العام على وقع حرب مدمرة في غزة اعتقلت خلالها القوات الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية، وتواجه تل أبيب اتهامات من جهات فلسطينية ومنظمات حقوقية محلية ودولية بتنفيذ عمليات تعذيب وإعدام لأسرى ميدانيا وفي معتقلاتها.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”.
وبالتوازي مع الحرب يصعد الجيش عمليات الدهم والاعتقالات بالضفة، ما أسفر عن مقتل 468 فلسطينيا وإصابة نحو 4 آلاف و800، حسب مصادر فلسطينية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات