جنيف/ محمد إقبال أرسلان/ الأناضول
**ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان ماري هيلين فيرني للأناضول:
– الأمم المتحدة لا تملك إمكانية الوصول إلى الفاشر والمفوضية ووكالات أممية أخرى تعمل في مناطق تستقبل النازحين من المدينة
– الوضع في كردفان بات مثيرا لقلق بالغ ونبذل كل ما في وسعنا لمنع تكرار سيناريو دارفور (تقصد ما شهدته الفاشر)
– أعداد مَن غادروا الفاشر بعد سقوطها أقل من المتوقع دون وضوح الأسباب سواء بسبب موجات نزوح سابقة أو عمليات قتل واسعة أو انتظار السكان لتطورات جديدة
– الوضع الميداني لا يدعو إلى التفاؤل في المدى القريب خصوصا في دارفور وكردفان حيث القتال لا يزال محتدما
– الصراع تسبب منذ 2023 بنزوح ما بين 12 مليون و14 مليون شخص داخل السودان وخارجه ويُعتقد أن نحو مليونين عادوا إلى مناطقهم
– السودان ما يزال يشكل أكبر أزمة إنسانية بالعالم وعلى المجتمع الدولي الوفاء بتعهداته ودعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار حتى في ظل استمرار النزاع
اعتبرت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان ماري هيلين فيرني أن الوضع الميداني في البلد العربي “لا يدعو للتفاؤل في المدى القريب”، وقالت إن المنظمة تسعى لمنع تكرار ما حدث بدارفور في كردفان.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول على هامش مشاركتها في اجتماع “التقييم المرحلي الثاني للمنتدى العالمي للاجئين”، في جنيف بالشراكة بين الأمم المتحدة والحكومة السويسرية.
فيرني رأت أن الوضع العام في السودان “لم يشهد أي تحسن يُذكر”.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023 تحارب “قوات الدعم السريع” الجيش السوداني، بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب بمجاعة ومقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح نحو 13 مليونا.
وأعربت فيرني عن قلقها البالغ إزاء اشتداد المعارك خلال الشهرين الماضيين، ولا سيما في إقليمي دارفور (غرب) وكردفان (جنوب)، حيث تشهد مناطق واسعة موجات عنف جديدة وهجمات متزايدة.
ولفتت إلى أحداث وصفتها بـ”الدراماتيكية” وقعت بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتخللتها “انتهاكات جسيمة بحق المدنيين الفارين من المدينة”.
وفي 26 أكتوبر الماضي، استولت “قوات الدعم السريع” على الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
ووسط تلك الفظائع، أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث ما سماها “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وتابعت فيرني أن القتال لم يتوقف عند شمال دارفور، بل امتد إلى مناطق في كردفان، حيث سُجّلت خلال الأسبوعين الأخيرين هجمات بطائرات مسيّرة.
ومرارا أعلنت السلطات السودانية شن “قوات الدعم السريع” هجمات بطائرات مسيّرة، مما خلّف قتلى وجرحى مدنيين ودمر منشآت مدنية.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال، غرب، جنوب) منذ أسابيع اشتباكات ضارية بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، تسببت في نزوح عشرات آلاف السودانيين.
** قلق أممي
وبشأن الأوضاع في الفاشر، قالت فيرني إن الأمم المتحدة لا تملك إمكانية الوصول إلى المدينة، التي باتت تحت سيطرة “قوات الدعم السريع”.
وأشارت إلى أن المفوضية ووكالات أممية أخرى تعمل في مناطق تستقبل النازحين من الفاشر، مثل منطقة طويلة.
وأضافت: “تحظى الفاشر باهتمام واسع ومبرر، وبات الوضع في كردفان مثيرا لقلق بالغ، ونبذل كل ما في وسعنا لمنع تكرار سيناريو دارفور هناك”، في إشارة إلى ما شهدته الفاشر.
فيرني أفادت بأن تقديرات غير رسمية تشير إلى وجود نحو 700 ألف نازح في طويلة وحدها، في ظل غياب سجلات دقيقة وصعوبات كبيرة في الوصول الإنساني.
وذكرت أن أعداد مَن غادروا الفاشر بعد سقوطها أقل من المتوقع، دون وضوح الأسباب، سواء بسبب موجات نزوح سابقة أو عمليات قتل واسعة أو بقاء السكان في أماكنهم بانتظار تطورات جديدة.
والجمعة، وصفت الأمم المتحدة الوضع في الفاشر بأنه “مروع للغاية”، وقالت إن نحو 100 ألف شخص “لا يزالون محاصرين داخل المدينة”.
** ملايين النازحين
وبخصوص الأوضاع في السودان، اعتبرت فيرني أن الوضع الميداني لا يدعو إلى التفاؤل في المدى القريب، خصوصا في دارفور وكردفان، حيث القتال لا يزال محتدما.
وإجمالا، أفادت بأن الصراع المستمر منذ 2023 تسبب في نزوح ما بين 12 مليون و14 مليون شخص داخل السودان وخارجه.
وأضافت أن نحو مليوني شخص يُعتقد أنهم عادوا إلى مناطقهم، معظمهم إلى العاصمة الخرطوم، التي تعاني دمارا واسعا في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وشددت على أن عودة السكان إلى مناطقهم تتطلب دعما واسعا لإعادة تأهيل المدن المدمرة، التي تفتقر إلى المياه والكهرباء والخدمات الصحية.
** أكبر أزمة إنسانية
فيرني اعتبرت أن السودان تجاوز مرحلة الطوارئ الإنسانية البحتة، ودخل مرحلة تتطلب مقاربة تنموية شاملة.
وقالت إن السودان ما يزال يشكل أكبر أزمة إنسانية في العالم، داعية المجتمع الدولي إلى الوفاء بتعهداته، ودعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، حتى في ظل استمرار النزاع.
وتحتل “الدعم السريع” كل مراكز ولايات دارفور الخمس غربا من أصل 18 ولاية بعموم البلاد، بينما يسيطر الجيش على أغلب مناطق الولايات الـ13 المتبقية بالجنوب والشمال والشرق والوسط، وبينها العاصمة الخرطوم.
ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان البالغة أكثر من مليون و800 ألف كيلو متر مربع، غير أن غالبية السودانيين البالغ عددهم 50 مليونا يسكنون في مناطق سيطرة الجيش.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات