القدس/ الأناضول
قال محلل إسرائيلي بارز، الاثنين، إن مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجهوا “سيل شتائم” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اغتيال رائد سعد، القيادي في “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس.
والأحد، أعلن القيادي في حركة “حماس” خليل الحية، في كلمة مصورة، مقتل سعد، في غارة إسرائيلية السبت، على مدينة غزة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الحركة وتل أبيب منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
والسبت، شن الجيش الإسرائيلي غارة على مركبة غربي مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين، قال الجيش في بيانه إن من بينهم “سعد”، باعتباره “قائد ركن التصنيع في حماس وأحد مهندسي (هجوم) السابع من أكتوبر”.
وقال المحلل في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية (يمينية وسط) ناحوم بارنياع: “بررت إسرائيل الضربة بذريعتين: أولاً، زرعت حماس عبوة ناسفة على جانب الطريق أسفرت عن إصابة جنديين في ذلك اليوم، وردت إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار”.
أما الذريعة الإسرائيلية الثانية وفق المحلل، فهي أن سعد “كان مدرجاً على قائمة أهداف إسرائيل منذ فترة طويلة، وعندما سنحت الفرصة انتهزتها، وهو منطق معتاد في زمن الحرب”.
لكن هذا “التفسير في دائرة دونالد ترامب لم يكن منطقيا”، وفق المحلل الذي قال: “أخبرني مصدر مطلع أن سيلاً من الشتائم وُجه لرئيس الوزراء الإسرائيلي عقب عملية الاغتيال”.
وأشار إلى “كلمات لا تليق بالنشر في أي وسيلة إعلامية محترمة، وربما وصل بعضها إلى نتنياهو مباشرة”.
وأضاف: “يعتقد مساعدو ترامب أن الضربة لم تكن جزءاً من مفاوضات إسرائيل مع حماس، بل جزءاً من حوارها مع ترامب”.
وكانت إسرائيل أعلنت أنها لم تنسق مسبقا مع الولايات المتحدة بشأن اغتيال سعد.
وأشار بارنياع إلى أن “ترامب يأمل في المضي قدمًا في المرحلة الثانية (من اتفاق وقف إطلاق النار) في غزة”.
وتابع المحلل: “في واشنطن، يدرك المسؤولون أنه لن يُخاطر أي جندي أوروبي أو آسيوي بحياته لنزع سلاح حماس (في إشارة إلى القوة الدولية المؤقتة)، وهناك شعبان فقط قادران على فعل ذلك: الإسرائيليون والفلسطينيون”.
كما اعتبر أن “تعطش ترامب لإنجاز سياسي في وقت يضع فيه نتنياهو العقبات أمامه قد يقود إلى الصدام”.
وعن اللقاء المقرر بين نتنياهو وترامب في 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال المحلل: “ينبغي على نتنياهو أن يحضر معطفاً دافئاً لرحلته إلى واشنطن، فالجو بارد هناك” في إشارة إلى أن الاجتماع لن يكون سهلا.
وبينما يصر ترامب على المضي قدما للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، يماطل نتنياهو ويطالب بنزع حركة حماس قبل ذلك، بينما أعلنت الحركة مرارا التزامها ببنود الاتفاق، ودعت الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل لاتخاذ خطوات مماثلة.
ومن المرتقب أن يتصدر الانتقال للمرحلة الثانية بغزة جدول المباحثات بين ترامب ونتنياهو.
وكان من المفترض أن ينهي الاتفاق حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في غزة في 8 أكتوبر 2023، وخلفت أكثر من 70 ألف قتيل فلسطيني، و171 مصاب آخرين، لكن تل أبيب خرقت الاتفاق مرارا، موقعة مئات المدنيين بين قتيل وجريح، فضلا عن خرقها البرتوكول الإنساني المتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المجوعين في القطاع.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات