القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
كشف محلل عسكري إسرائيلي بارز، الجمعة، عن تزايد تأثير أجندة اليمين المتطرف على الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب.
وأشار عاموس هارئيل، المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، إلى أن هذه الأجندة أثرت على قرارات نتنياهو المتعلقة بغزة ولبنان.
وقال هارئيل: “هناك ضباط في الجيش الإسرائيلي، وخصوصا في القيادة الشمالية، يرون أن احتلال المنطقة (جنوب لبنان) حتى نهر الليطاني وإعادة إنشاء المنطقة الأمنية التي تم التخلي عنها في مايو/أيار 2000، يشكلان الحد الأدنى لإنهاء الحرب”.
وبعد احتلال دام نحو عقدين، انسحب الجيش الإسرائيلي في 25 مايو 2000 من لبنان، وفي يونيو/حزيران من العام ذاته، رسمت الأمم المتحدة ما عرف بالخط الأزرق أو خط الانسحاب الإسرائيلي (وهمي لا يمثل الحدود الدولية بل يمثل 282 نقطة حدودية، يعترض الجيش اللبناني على 13 نقطة منها).
لكن آخرين، وفق هارئيل، حذروا من خطورة التورط المزدوج؛ أولًا في المعارك ثم في الاحتفاظ بتلك المناطق.
وأشاروا إلى أن إنشاء شبكة من المواقع العسكرية سيكلف إسرائيل غاليًا ولن يمنع إطلاق الصواريخ على هذه المواقع وعلى المستوطنات الحدودية.
كما كشف هارئيل أن اللواء (احتياط) يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، أصبح أحد أكثر المستشارين نفوذًا حول نتنياهو رغم عدم شغله منصبًا رسميًا. وإلى جانبه، هناك إيفي إيتام ويعقوب ناحل، وكلاهما من جنرالات الاحتياط.
وأضاف هارئيل أن تصريحات عميدرور الأخيرة تعكس نوايا نتنياهو، حيث يبدو أنه يستعد لاحتمال نشوب حرب طويلة الأمد في غزة ولبنان، واضعًا لبنان في مقدمة أولوياته بعد أن تقلص تهديد “حماس” في غزة.
وبالنسبة للعملية البرية في لبنان، أشار عميدرور إلى أنها ليست أمرا لا بد منه بأي ثمن، موضحًا أنه إذا دفع اقتراح الوساطة “حزب الله” إلى شمال الليطاني، فلن تكون هناك حاجة لإرسال قوات برية. وفي غيابه، لن يكون هناك خيار آخر.
وفيما يتعلق بتأثير أحزاب اليمين المتطرف، لفت هارئيل إلى أن وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش (الصهيونية الدينية) و الأمن القومي إيتمار بن غفير (القوة اليهودية) هاجما بقوة احتمال إعلان وقف إطلاق النار في لبنان.
وقال: “كانت ردود أفعالهما متشددة ومنفصلة عن الواقع الميداني، حيث يواجه الجيش الإسرائيلي ضغوطًا كبيرة”.
وأضاف: “ولكن منذ البداية، كان لبنان أقل أهمية بالنسبة لليمين المتطرف، وما يشغلهم حقاً هو الرغبة في نسف صفقة الرهائن وضمان استمرار القتال في غزة من أجل تحقيق أهدافهم: الاستيلاء على القطاع الشمالي (لغزة)، وطرد السكان الفلسطينيين من هناك إلى الجنوب، والاستمرار في السيطرة على ممر فيلادلفيا على الحدود المصرية، وإعادة تأسيس الحكم العسكري والسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية”.
وتابع: “هناك طموحات أكبر في الأمد البعيد: إلغاء الانسحاب من غزة، وإعادة المستوطنات على الأقل إلى شمال القطاع، وانتظار اللحظة المناسبة لطرد بقية السكان من الجزء الجنوبي من غزة أيضاً، بعضهم بالقوة إلى شبه جزيرة سيناء، وبعضهم الآخر بالهجرة إلى دول غربية بعيدة”.
وأشار هارئيل إلى أن “بعض هذه الأفكار تتوافق أيضاً مع الخطة المزعجة التي يروج لها اللواء (احتياط) غيؤرا إيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، للسيطرة على شمال غزة وطرد السكان منه”.
وأضاف: “فيما يتصل بإفشال الصفقة ــ ووفقاً لتصريحات يصدرها نتنياهو من حين لآخر، فإنه اتخذ القرار بالفعل ــ فإن رئيس الوزراء هو سجين سموتريتش وبن غفير، وبسبب خوفه الشديد من تفكيك الحكومة وفشله في التهرب من الإجراءات الجنائية في محاكمته، فقد تخلى عن تحرير الرهائن في إطار اتفاق”.
وتابع هارئيل: “ولكنه (نتنياهو) منخرط بشكل متزايد في موقف أيديولوجي متوسع، يشمل أفكاراً مثل إلغاء الانسحاب” من غزة.
ومنذ الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، في ظل مخاوف من اجتياح تل أبيب لبنان بريا، رغم الحديث عن مقترح دولي بقيادة واشنطن لهدنة مؤقتة بين حزب الله وإسرائيل.
و أسفر الهجوم الإسرائيلي منذ الإثنين حتى الخميس عن أكثر من 700 قتيل و2173 جريحا وأكثر من 77 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية الرسمية.
وبموازاة ذلك، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، خلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات