إسطنبول / الأناضول
** دينا شحاتة المحامية في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) للأناضول:
– مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI زاد من مراقبته للمسلمين وخاصة الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة
– تلقينا شكاوى عديدة تظهر أن مكتب التحقيقات يجمع معلومات عن المسلمين وأنشطتهم ومواقفهم من إسرائيل وحماس
– مكتب التحقيقات الفيدرالي يسيء استخدام سلطاته باستهدافه المسلمين بسبب دينهم أو أصلهم وليس للاشتباه بارتكابهم جريمة
قالت دينا شحاتة، المحامية في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، للأناضول، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI زاد من مراقبته للمسلمين وخاصة الفلسطينيين في الولايات المتحدة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضحت شحاتة المسؤولة عن الحقوق المدنية في “كير” بمدينة لوس أنجلوس، أن “المسلمين في الولايات المتحدة يعرفون أنهم ملاحقون من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي منذ سنوات طويلة، لكن منذ الحرب الإسرائيلية على غزة، زادت الشكاوى من ملاحقتهم”.
وأضافت أنها تلقت شكاوى عديدة من الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة جنوب ولاية كاليفورنيا، تفيد بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي استهدفهم في “أمور تتعلق بالإرهاب”.
وذكرت أن عملاء مكتب التحقيقات كانوا يتصلون هاتفيا بأبناء الجاليات العربية والمسلمة أو يذهبون إلى منازلهم، ويطرحون عليهم أسئلة بشأن وجهات نظرهم تجاه كل من إسرائيل وحركة “حماس”.
وشددت على أن المجتمع العربي والإسلامي في الولايات المتحدة يعلن أنه “يتعرض للمراقبة بشكل مكثف”.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، تقدم واشنطن لتل أبيب أقوى دعم عسكري واستخباري ودبلوماسي ممكن، حتى في ظل ما تبدو أنها خلافات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن العدد الضخم من الضحايا المدنيين، وقيود تل أبيب على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فضلا عن مستقبل غزة بعد الحرب.
جمع معلومات
وبحسب دينا، فقد أصدر “كير” تحذيرا للجاليات العربية والمسلمة ليكونوا على علم بأن مكتب التحقيقات يستجوب الفلسطينيين منذ أسبوعين.
وأفادت بأن “ضغط مكتب التحقيقات الفيدرالي والوحدات الأمنية الأخرى على المسلمين يهدف إلى جمع المعلومات ورسم خريطة للمجتمع”.
وبيَّنت أن معظم الشكاوى تظهر أن التحقيقات تحث مسلمين ولاسيما فلسطينيين على تقديم معلومات تخص حياتهم وأنشطتهم وممارساتهم الدينية.
شحاتة شددت على أن “مكتب التحقيقات الفيدرالي يسيء استخدام سلطاته بشكل متكرر في سياق الأمن القومي”.
وأردفت: “عندما تحدث أزمات أو أحداث جيوسياسية في بلدان بها عدد كبير من المسلمين، فمن الشائع أن يقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بالاستجواب للحصول على معلومات حول المسلمين في الولايات المتحدة”.
وتابعت: “نحن (في كير) قلقون بشأن قيام مكتب التحقيقات باستجواب مجتمعنا، بالنظر إلى تاريخه الطويل في المراقبة المسيئة”.
وتأسس “كير” عام 1994، وهو مؤسسة متخصصة بالدفاع عن حقوق المسلمين الأمريكيين، ومناهضة التمييز العنصري والديني، والعمل على تحسين صورة الإسلام في المجتمع الأمريكي عبر تشجيع الحوار وبناء الثقة المتبادلة مع المؤسسات الأمريكية ونشر قيم العدالة، وفق المجلس.
وضع مقلق
كما أعربت دينا عن قلق من حدوث تجريم بسبب الدين والعرق في ظل المناخ الحالي، إذ تتم “معاقبة وتشويه كل من يناصر ويدعم فلسطين”.
وأضافت أن هذا “الوضع مثير للقلق حقا؛ لأنه يظهر أن مكتب التحقيقات يراقب أفراد مجتمعنا بسبب دينهم أو أصلهم، وليس بسبب الاشتباه في ارتكابهم جريمة”.
وأوضحت أن “كير” يمثل بشكل فعال الأفراد الذين تم استجوابهم أو مضايقتهم، ويدعو كل شخص إلى الاتصال بالمجلس لتمثيله في حال اضطر للتعامل مباشرة مع مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأكدت أنهم يسعون جاهدين إلى حماية الجاليات العربية والإسلامية من أي ممارسات مسيئة واستجوابات وتدخلات غير قانونية، لاسيما على خلفية الحرب على غزة.
وخلَّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة مستمرة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وعلى الرغم من مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”، تواصل إسرائيل حربها على القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاما.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات