دمشق / أحمد قره أحمد – محمد شيخ يوسف / الأناضول
** محافظ دمشق المعين من قبل الإدارة السورية الجديدة ماهر مروان في مقابلة مع الأناضول:
– يجب تعزيز الثقة بين الشعب والمؤسسات الحكومية عبر رفع كفاءة أداء المؤسسات والرقابة على عملها
– نعمل عبر المؤسسات المعنية على حل مشاكل الكهرباء وإصلاح الطرق وتحسين خدمات النظافة وصيانة الحدائق
– يجب العمل على جذب الاستثمارات المحلية والخارجية بما يشمل جلب أصحاب الأعمال وتقديم التسهيلات لهم
– نريد من المستثمرين أن يأتوا إلى سوريا حيث سنوفر لهم بيئة آمنة للاستثمار تعود بالنفع على المواطنين
– يتم حاليا العمل على وضع سلم رواتب جديد وقد نشهد زيادة في الرواتب تصل إلى 400 بالمئة الشهر المقبل
– سوريا كانت فسيفساء جميلة عمل النظام السابق على تمزيقها إلى طوائف ونسعى حاليا لاستعادة البلد ككيان موحد
– الجميع الآن في سوريا متساو في الحقوق وما يجمعنا هو القانون الذي ينظم حياتنا
– الشعب التركي قدم الكثير من الدعم للشعب السوري منذ بداية الثورة ولا ننسى فضل أهل الفضل وسنبقى متحابين
أعلن محافظ دمشق المعين ماهر مروان، أن أولويات الإدارة السورية الجديدة تشمل تعزيز الوحدة الوطنية وثقة الشعب بمؤسساته، إلى جانب التركيز على جذب الاستثمارات إلى البلاد لإعادة بناء الاقتصاد.
وأشاد مروان خلال مقابلة مع الأناضول في دمشق عقب تكليفه بمهام منصبه الجديد، بالعلاقات الأخوية بين الشعبين السوري والتركي، مؤكدا أن تركيا دولة حليفة وشريكة لبلاده.
وفجر 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بسطت الفصائل السورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها بأيام على مدن أخرى، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي و53 سنة من نظام عائلة الأسد.
** التحديات الراهنة
في بداية المقابلة، تحدث مروان عن أبرز التحديات التي تواجه سوريا في المرحلة الانتقالية، والحلول المقترحة لمواجهتها.
وذكر من هذه التحديات وجود فجوة كبيرة في الثقة بين عامة الشعب والمؤسسات الحكومية التي كان يُنظر إليها على أنها تخدم مصالحها الخاصة.
وأكد على ضرورة العمل على بناء هذه الثقة عبر حلول عدة تشمل تعزيز كفاءة أداء المؤسسات الحكومية والرقابة على عملها.
كما لفت إلى ضرورة تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين بطريقة حديثة، بما في ذلك تعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية في عمل المؤسسات.
وشدد على ضرورة العمل على زيادة رواتب الموظفين، وتحسين المستوى المعيشي للسكان بالعموم.
وأشار إلى ضرورة العمل على جذب الاستثمارات المحلية والخارجية، بما يشمل جلب أصحاب الأعمال والصناعات وتقديم تسهيلات لهم.
أيضا، تحدث محافظ دمشق عن أهمية العمل على خلق فرص عمل للشباب والفتيات في دمشق وباقي المحافظات، والسعي لحل أزمة المحروقات في المدى القريب.
** تحسين الخدمات المقدمة
وحول الجهود المبذولة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، قال مروان إنهم يعملون عبر المؤسسات المعنية على حل مشاكل الكهرباء وإصلاح الطرق وتحسين خدمات النظافة وصيانة الحدائق، مشددا على ضرورة تعزيز هذه الخدمات ورفع كفاءتها.
وذكر أنه سيُعمل بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة على تسويق مشاريع للبنية التحتية ومشاريع استثمارية أخرى بـ”نظام المشاركة” القائم على التعاون بين القطاعين العام والخاص.
ولفت بهذا الصدد إلى وجود صناعات محلية اضطرت لمغادرة دمشق وسوريا بسبب سياسات النظام السابق، وأنهم يسعون حاليا لإعادتها.
وقال: “نريد من المستثمرين أن يأتوا إلى دمشق وسوريا، حيث سنوفر لهم بيئة آمنة للاستثمار تعود بالنفع على المواطنين، مما يساهم في بناء مستقبل سوريا”.
وأشار مروان كذلك إلى أهمية الدور الاجتماعي والمهني لفئة الشباب والفتيات في المشاريع المجتمعية، “وهو ما يتطلب وضع برامج تأهيل اجتماعي ومهني لهم، فهم صناع المستقبل، وسيكون لهم دور حيوي في بناء سوريا جديدة ومتقدمة”.
** تحسين رواتب الموظفين
وتطرق مروان إلى بعض أولويات عمل الإدارة الجديدة، قائلا: “منذ اللحظة الأولى (لتولي المهام) كانت أولوياتنا عودة العاملين في السلك الحكومي والمؤسسات الخدمية إلى أعمالهم ووظائفهم”، مبينا أن نحو 95 بالمئة منهم عادوا بالفعل.
وأضاف: “تتمثل الأولوية الأخرى في زيادة رواتب العاملين”، فالرواتب الحالية ضعيفة ولا تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة، وهذا كان سببا رئيسيا في تفشي الفساد داخل المؤسسات الحكومية في أغلب المحافظات.
وأشار إلى الوضع الصعب الذي يعيشه الموظفون، حيث تتراوح رواتبهم حاليا بين 15 و20 دولارا فقط.
وبشر بأنه يجري حاليا العمل على وضع سلم رواتب جديد يتناسب مع الظروف، وأنه قد يطرأ زيادة في الرواتب تصل إلى 400 بالمئة في الشهر المقبل، مما سيساهم في تحسين المستوى المعيشي بشكل عام.
** تعزيز الوحدة الوطنية
وحول التطلعات لمستقبل سوريا، قال محافظ دمشق إن الإدارة الجديدة تعمل في عموم المحافظات المحررة لإعادة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا.
ولفت إلى أنهم يسعون لرسم مستقبل سوريا من خلال خطط لكل وزارة ومؤسسة للنهوض بالبلاد خلال المرحلة الانتقالية.
وأكد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية، قائلا إن “سوريا كانت فسيفساء جميلة عمل النظام السابق على تمزيقها إلى طوائف متفرقة”.
ولفت إلى أنهم يسعون الآن لاستعادة سوريا ككيان موحد، “حيث يحتاج البلد إلى تعزيز التلاحم المجتمعي”، مؤكدا بهذا الصدد وجود تغييرات إيجابية طرأت على سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
وقال إن “الجميع فرح بالتحرير (من قبضة النظام السابق) وكأنه هو المنتصر، وهذا ما يميز سوريا بأنها يد واحدة”.
وأضاف: “الشعب السوري بالعموم عند فرحه في الانتصار تبنى العمل، وما ذاقه السوريون في الماضي ولد أمل لديهم يعزز من النشاط والقدرة الإنتاجية والثقافية والمعرفية والاجتماعية بكافة الصعد”.
وتابع: “نعمل الآن على تقوية هذه الروابط (بين أطياف الشعب) وتناغم المجتمع للوصول إلى نتائج أفضل”.
** الحريات الاجتماعية
وفيما يتعلق بالحريات الاجتماعية، أكد المحافظ دعمها، وأوضح أن الأمر سيكون محكوم بالقانون والدستور في المرحلة القادمة.
وأكد أن الإدارة الجديدة تسعى لتحقيق مساواة بين جميع الشرائح الاجتماعية، سواء كانوا نساء أو رجالا، ومن مختلف الطوائف والأقليات.
وقال: “الجميع الآن متساوٍ في الحقوق، وما يجمعنا هو القانون الذي ينظم حياتنا”.
** إخوة الشعبين التركي والسوري
محافظ دمشق تطرق إلى زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى دمشق وجبل قاسيون برفقة قائد الإدارة السورية أحمد الشرع في 22 ديسمبر الجاري.
وقال بهذا الخصوص: “قبل الحديث عن رمزية جبل قاسيون ومعناه لدى الشعب السوري وسكان دمشق على وجه الخصوص، يجب الإشارة إلى اللقاء الطيب الذي جمع القيادة السورية الجديدة بالوفد التركي”.
واعتبر أن هذا اللقاء يعكس توافقا واضحا بين تركيا وسوريا، ويعزز الآمال بمستقبل مشرق للشعبين الشقيقين.
وأضاف: “الشعب السوري بالعموم ينظر إلى جبل قاسيون على أنه جبل أشم، وجبل ذو تاريخ يُنظر من خلاله لمستقبل سوريا”.
وتابع أن هذا الجبل “يعد معلما من معالم الهوية السورية التاريخية، ولحضارة عمرها أكثر من 7 آلاف عام”، واستطرد: “الجبل والشعب السوري بقيا، بينما ذهب النظام السابق البائد”.
** رسالة إلى الشعب التركي
وأرسل مروان رسالة للشعب التركي قال فيها: “الشعبان السوري والتركي شقيقان وأخوان، منذ بداية الثورة كنا يدا واحدة، والشعب التركي قدم الكثير من الدعم للشعب السوري، ونحن لا ننسى فضل أهل الفضل، وسنبقى متحابين”.
واختتم المحافظ حديثه بالقول: “تركيا بالنسبة لنا حليف استراتيجي اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا. الأتراك حلفاء وشركاء لنا ونحن متعاونون مع القيادة الحالية (في تركيا) ومرتبطون معا بمستقبل جيد”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات