الجزائر/ عباس ميموني/ الأناضول
عبرت مجموعة “إيه 3 بلس” في مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، عن قلقها البالغ إزاء التوغلات الإسرائيلية الأخيرة بأجزاء أراضي سوريا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع، نيابة عن أعضاء المجموعة خلال اجتماع لمجلس الأمن خصص لبحث الأوضاع الإنسانية بسوريا.
وتضم مجموعة “إيه 3 بلس” الدول الإفريقية الثلاث التي تشغل مقاعد غير دائمة بمجلس الأمن، وهي حاليا الجزائر وسيراليون وموزمبيق، إلى جانب دولة غيانا من منطقة البحر الكاريبي، التي تربطها علاقات تضامن تاريخية بالقارة السمراء.
وقال بن جامع، في كلمته: “ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء أعمال قوات الاحتلال الإسرائيلي في مرتفعات الجولان السورية المحتلة وتوغلاتها بأجزاء أخرى من سوريا”.
وأضاف: “لا تزال مجموعة (إيه 3 بلس) متمسكة بمبادئها المتمثلة في وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامتها الإقليمية”.
وفي السياق ذاته، شدد مندوب الجزائر قائلا: “نحن نرفض رفضا قاطعا أي محاولات لتقسيم سوريا، أو ضم أي جزء من أراضيها، أو انتهاك سيادتها وسلامتها الإقليمية بأي طريقة أخرى”.
ومستغلة إطاحة الفصائل السورية بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كثفت إسرائيل في الفترة الأخيرة هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية بأنحاء متفرقة من البلاد، في انتهاك صارخ لسيادتها.
كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
وتعكس تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الأخيرة بشأن سوريا غضبا من تولي الإدارة الجديدة لزمام الأمور فيها بعد إسقاط نظام الأسد، الذي تشير تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إلى أن إسرائيل لم ترغب يوما بسقوطه و”كانت ترى فيه لاعبا مفيدا”.
وخلال الاجتماع ذاته لمجلس الأمن الذي ترأسته الجزائر، الأربعاء، اعتبر بن جامع، أن سوريا “تقف حاليا على مفترق طرق محوري بعد أن عانى شعبها لسنوات”.
ولفت إلى أن شعب سوريا “يطمح الآن إلى بناء مستقبل تزدهر فيه سوريا الموحدة، التي تحتضن جميع مواطنيها، بغض النظر عن خلفياتهم”.
ودعا مندوب الجزائر، إلى ضرورة الحفاظ على الدعم الثابت لعملية سياسية شاملة في سوريا “يقودها السوريون، وتتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وقال: “بعد 14 عاما من الصراع المدمر يستحق الشعب السوري الدعم والتضامن الكامل من المجتمع الدولي”.
والقرار 2254 أصدرته الأمم المتحدة عام 2015، ويعرب عن الدعم لعملية سياسية بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة، وتقيم حكما ذا مصداقية يشمل الجميع، ولا يقوم على الطائفية، ويحدد جدولا زمنيا وعملية لصياغة دستور جديد.
بن جامع، لفت في المقابل إلى أن الوضع الإنساني في سوريا “لا يزال كارثيا ويتطلب اهتماما عاجلا”.
وأشار إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا “تسببت في نزوح أكثر من 664 ألف شخص حديثا”، على حد قوله، ما يتوجب “تعزيز الجهود لتسهيل عودتهم الآمنة والكريمة”.
وتابع مخاطبا السوريين: “لقد حان الوقت لإسكات البنادق والعمل معا من أجل مستقبل أكثر إشراقا لبلدكم”.
يذكر أن الإدارة التي تشكلت في سوريا بعد إسقاط نظام الأسد تؤكد على أن البلاد في عهدها الجديد ستضمن كرامة وحرية مواطنيها، مع تمثيل عادل لجميع الأطياف والأعراق.
لكنها توعّدت بتقديم المتورطين بقتل وتعذيب آلاف السوريين خلال حكم النظام المخلوع إلى العدالة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات