بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول
تدير شقيقتان توأمان لبنانيتان مبادرة إنسانية باسم “تياب (ثياب) العيد” في محاولة لتخفيف الأعباء عن أسر فقيرة في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية يمر بها البلد.
ومنذ عام 2019، يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية (الليرة) مقابل الدولار، فضلا عن شحّ في المواد الاستهلاكية وأبرزها الوقود والأدوية، إلى جانب هبوط حاد في القدرة الشرائية.
وأطلقت الصحفية شيرين والمحامية دارين قباني المبادرة قبل 8 سنوات عبر “فيسبوك”، بدعوة الميسورين إلى التبرع بما تفيض به خزائن ملابسهم خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
وحظيت المبادرة باستجابة واسعة من لبنانيين في داخل وخارج البلد، ما حفزّ الشقيقتين على استئجار محل وسط العاصمة بيروت، مما سهَّل على المحتاجين استلام التبرعات.
التبرع بملابسنا
من محلهما، الذي أطلقت عليه اسما باللهجة اللبنانية “تياب العيد”، قالت دارين للأناضول: “شقيقتي شيرين وهي صحافية وأنا أعمل كمحامية بدأنا منذ 8 سنوات بجمع ملابسنا لتوزيعها إلى الناس المحتاجة”.
وأضافت: عندما وضعنا بوست على الفايسبوك لمن لديه ملابس يريد التبرع بها، فكنّا نذهب لجمعها تمهيدا لتوزيعها على المحتاجين.
وبالنسبة للاستجابة، قالت: “لاقت مبادرتنا إقبالا ورغبة كبيرة عند الناس التي وثقت بنا للتبّرع ومساعدة من يحتاج في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان”.
وتابعت: بعد جمع ملابس بكميات كبيرة، وبعد فترة، قمنا باستئجار محل في بيروت وتحديدا منطقة سليم سلام، وتم توزيع الثياب في شهر رمضان الكريم، حيث أسمينا المحل بـ “تياب العيد”، ومن هنا بدأت رحلة المحل الإنسانية واستمرت إلى يومنا الحالي”.
وأردفت أنه “بسبب ثقة الناس بهما طلبوا منهما عدم إقفال المحل والاستمرار بتوزيع المساعدات على المحتاجين على مدار السنة، وليس فقط بالعيد، لأن أي مساعدة لطفل بالنسبة له عيد”.
وبشأن نوعية التبرعات، أفادت دارين بأنها “قد تكون ثياب مستعملة ونظيفة وأيضا قد تكون جديدة، وبعد أزمة (جائحة) كورونا نظمنا عملية استلام المحتاجين للمساعدات عبر مواعيد مسبقة أو نرسلها إلى منازلهم”.
متبرعون أصبحوا محتاجين
دارين قالت إنه “منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان، وخاصة بعد انفجار المرفأ (في بيروت 4 أغسطس/ آب 2020)، الكثير من المتبرعين أصبحوا محتاجين نتيجة للضغوطات الاقتصادية عليهم”.
وزادت: “مع الأزمة الاقتصادية بدأت الحاجة أكثر فأكثر تظهر لدى الكثير من الناس ولم يعد المحل فقط مخصص للملابس، بل أيضا أصبح مكانا لاستقبال وتوزيع الأدوية الحليب والخبز والحفاضات والكتب والشنط (الحقائب) المدرسية والخضار، وكلّ ما يتبرّع به الناس يذهب إلى الناس”.
ملابس جديدة من تركيا
وعن التبرعات من خارج لبنان، قالت دارين: “تلقينا الكثير من المساعدات من متبرعين من تركيا من مغتربين وغيرهم، وخاصة الملابس الجديدة وأيضا من السعودية والإمارات”.
وتابعت: “الكثير من المغتربين من جميع الدول العربية وأيضا من أوروبا وأمريكا، حيث أرسلوا لنا ملابس للرجال”.
واستطردت دارين: أمنيتنا توسيع المبادرة، ولكن مع الأوضاع الصعبة في لبنان تكفلنا أنا وشقيقتي بالمحل ومصاريفه، ولن نقفله مع الأمل ان تتحسن الظروف.
وأوضحت أنه “في ظل الغياب التام للدولة أصبحت المبادرات الإنسانية تقوم بدور الدولة، لذلك نرى أن الجميع يعمل لمساعدة الآخر بأي طريقة وأصبحت المنافسة بفعل الخير”.
ولفتت إلى أن مبادرتهما فازت بجائزة أهم مبادرة خيرية في 2017 من شركة DHL للشحن وجائزة 30 ألف يورو، كما فازت في الإمارات بلقب “مبادرة أهل العزم”، وتبرعت شركات غذائية كبرى كثيرة بمنتجات للمبادرة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات