إسطنبول / محمد شيخ يوسف / الأناضول
– من داخل تركيا وفي العالم العربي جاءت استجابة لصرخات المنكوبين واستكمالا للجهود الرسمية
– ركزت على توفير المستلزمات وأهمها التبرع بالدم والملابس والمواد الغذائية إضافة للتبرع المادي وتوفير الدعم النفس
– تم تنظيم حملات لتنظيم التطوع للمساهمة في عمليات البحث عن الناجين والضحايا، وتأمين التواصل لمعرفة مصير المفقودين
تفاعلت الجاليات والشعوب العربية مع سلسلة الزلازل التي ضربت جنوب تركيا وطالت الشمال السوري الإثنين، حيث أُطلقت مبادرات متنوعة شملت تبرعات عينية ومادية وتبرّعًا بالدم، في تجسيد للإخوّة التركية العربية.
المبادرات العربية الشعبية جاءت للتضامن مع منكوبي الزلازل في كل من تركيا وسوريا، استجابةً لصرخات المنكوبين واستكمالاً للجهود الرسمية بهدف إغاثتهم.
كذلك، أُطلقت مبادرات شعبية عربية من قبل عدد من الجهات حاولت أن تخفف من آلام المصابين، وأن تكون شمعة مضيئة في الأيام المظلمة التي تمر بها المنطقة وفي واحدة من أسوأ الكوارث التي تشهدها.
وفجر الإثنين، ضرب زلزال تركيا وسوريا بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية، ما خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
** “رد الجميل إلى تركيا”
قرابة 40 جمعية وجالية عربية في تركيا، أصدرت بيانًا مشتركًا وصل الأناضول نسخة منه، أعلنت فيه “تضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب الشعبين التركي والسوري في محنتهم ومصابهم الأليم”.
ودعت “كافة المنتسبين إليها لتقديم كافة أنواع الدعم بالتبرع المادي والعيني للجهات الرسمية والمنظمات، وتنظيم قوافل إغاثة لإنقاذ العالقين وإسعاف المصابين وإيواء المشرّدين وتخفيف آثار الزلزال المدمّر”.
وأعلنت المنظمات جاهزية المتطوّعين فيها “للمشاركة مع كافة مؤسسات المجتمع التركي في تخفيف آلام الزلزال في المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا”، وعبّرت عن ذلك بالقول إنه “حق الوفاء ورد الجميل لتركيا وشعبها الكريم”.
ومن الجهات الموقّعة على البيان المشترك، جاليات سورية ومصرية ويمنية وتونسية وفلسطينية، إضافة إلى مختلف المنظمات بنشاطاتها المتنوعة.
** تبرّع بالدم
التبرع بالدم واحد من أهم المجالات التي شاركت بها الجاليات العربية، حيث سُجّل إقبال كثيف للتبرع من خلال الهلال الأحمر التركي، ترافق مع تنظيم من قبل المؤسسات التابعة لهذه الجاليات.
وفي هذا الإطار، نظّم البيت المصري التركي حملة تبرّع بالدم تحت عنوان “الدم التركي والمصري واحد” من أجل دعم الشعب التركي الشقيق، بحسب ما نشر عبر منصته، فيما أعلن اتحاد الجاليات العربية تنظيمه حملة أخرى للتبرع بالدماء.
** تطوّع للإنقاذ
ولم تكتفِ الجاليات العربية بالتبرع بالدم عن بُعد، بل عملت على تنظيم حملة لجمع متطوّعين للذهاب إلى المناطق المنكوبة والمساهمة في عمليات الإنقاذ، بحسب ما أعلنت عبر منصاتها المختلفة.
محمد أبو طاقية، الناطق باسم حملة “فلسطين معكم” التي نظمت في تركيا للتبرّع بالدماء، قال للأناضول إن “الحملة قائمة على عشرات مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية الموجودة في تركيا وفي كل الشتات الفلسطيني”.
وأفاد أنها “تهدف إلى أن تعبّر عن رسائل الدعم والإسناد للشعبين التركي والسوري وخصوصًا في تركيا حيث تعرضت أكثر من 10 ولايات لكارثة بكل معنى الكلمة”.
منذ اللحظات الأولى للزلزال، يقول أبو طاقية، “انطلقت هذه الحملة لتشارك وتنسّق مع الجهات المختصة من منظمة أفاد أو الهلال الأحمر التركي وغيرها”.
ويتابع: “في إطار الحملة، نشط المتطوعون ضمن محاولات التواصل والوصول إلى المنكوبين ودعم التعرّف على المفقودين، إضافةً إلى تنظيم حملات تبرعات مادية وعينية لإسناد المتضرّرين والنازحين، وحملات للتبرع بالدم”.
وتحدث عن الحملة قائلاً: “نحن الآن في نقطة تبرع بالدم والعشرات من أبناء الجالية الفلسطينية هنا بناءً على دعوة وتنسيق الدعوة للتبرع بالدم من أجل ضحايا الزلزال المدمّر، وكانت هناك حملة للتواصل تعبّر عن التضامن الكامل مع الشعب التركي الشقيق ومع الدولة”.
** جهود المنظمات العربية
المنظمات أيضاً كان لها دور بالتبرّع لتركيا وسوريا، منها حملة المنتدى السوري لجمع التبرعات لدعم ضحايا الزلزال في سوريا، وكذلك حملة من قبل فريق اللمّة السورية للاستجابة الطارئة، وجمعية “أيزا” للمدارس الدولية في تركيا، التي نظمت حملة تبرعات عينية للمحافظات المنكوبة.
فريق “مُلهم” التطوّعي السوري، المعروف بنشاطاته الواسعة في جنوب تركيا وشمال سوريا، أطلق حملة أيضًا تستهدف الإغاثة في المناطق المنكوبة في البلدين.
وقال مدير فريق ملهم، عاطف نعنوع للأناضول: “أطلقنا حملة من مكتب إسطنبول لأن مكاتب سوريا كانت تحت الصدمة بشكل كامل، لم نكن نعرف حجم الكارثة بداية، ولم نكن نتوقع أن هناك أبنية مهدّمة ومنكوبين تحت الأنقاض”.
وأضاف: “كان هناك تفاعل جيد مع الحملة من كل أنحاء العالم، وخاصة على منصة إنستغرام بما أن فريق ملهم لديه منصة لجمع التبرعات جمعت أكثر من مليون ونصف المليون دولار”.
وفي حديثه شدّد نعنوع على أن “الوضع أكثر من كارثي، نحاول أن ننقل الصورة ونساعد الناس، والمشافي بحاجة إلى موادّ طبية وأغطية ومواد غذائية للجرحى في مناطق كاملة بحاجة إلى إخلاء”.
وحول خطواتهم الإغاثية أضاف: “نسعى لتجهيز حافلات للنقل سواء أكان في تركيا بمناطق أنطاكيا بحاجة إلى إخلاء ومواد غذائية، أو بالنسبة للشمال السوري من خلال إعداد مشافٍ وإخلاء ونقل”.
وتحدث عن وجود “تفاعل كبير من كل الناس، والتبرعات تأتي من كل مكان في العالم، نحاول المساعدة قدر الإمكان بكل شيء، مثل النقل وتوفير الغذاء والدواء والبطانيات”.
** مبادرات مختلفة
منصّة “بوكس توغو” ومقرّها في لبنان، أعلنت عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي تنظيمها حملة تبرّع للمناطق المنكوبة عبر جمع صناديق غذائية جاهزة من المتبرعين وإيصالها للمنكوبين.
بدورها، المدوّنة الفلسطينية المقيمة في الإمارات سلام قطناني، أعلنت عبر صفحتها في إنستغرام، عن “جلسة للدعم النفسي للمتضرّرين”.
وقالت قطناني: “أصدقائي المحتاجين للدعم النفسي في هذا الوقت، لنحاول مساعدة المتضررين وعائلاتهم سأستضيف المعالجة النفسية ميس سمهوري للحديث عن ما بعد الصدمة والإسعافات الأولية”.
أما شركة بيلدين رانسكي لتقييم حالة المباني ومقرّها الأردن، فعرضت تقديم الاستشارات للشقوق في المنازل كفريق هندسي، واضعةً لهذا الهدف رقمًا هاتفيًا بخدمة المتضررين لتلقي طلب إرسال رسائل لتقديم الاستشارات اللازمة.
من جهتها، أعلنت منظمة “المعونة الإسلامية Muslim Aid” ومقرّها لندن، أنها “موجودة على الأرض وعلى استعداد للمساعدة في تركيا وسوريا”، ودعت للتبرّع بالدم “لإنقاذ الأرواح”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات