القدس/ الأناضول
– الوزيران المستقيلان من مجلس الحرب الشريكان بحزب “معسكر الدولة” اتهما نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه السياسية الخاصة والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة
– انسحاب “معسكر الدولة” لا يعني تفكيك الحكومة فحين انضم إليها كان نتنياهو مدعوما بالفعل من 64 نائبا ما يخول لحكومته الاستمرار في السلطة طالما تحظى بثقة 61 نائبا على الأقل
– الاستقالة تمثل انفراجة للوزيرين من اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش إيتمار بن غفير، والأخير سارع إلى دعوة نتنياهو لضمه إلى مجلس الحرب
– خطوة غانتس وآيزنكوت من شأنها أن تزيد من تحشيد وضغوط المعارضة والشارع على نتنياهو باتجاه إبرام اتفاق مع حماس ورحيل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة
أعلن الوزيران في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس وغادي آيزنكوت، مساء الأحد، انسحابهما من حكومة الطوارئ برئاسة بنيامين نتنياهو، مع دعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة “في أسرع وقت ممكن”.
وهذه أحدث تداعيات حرب إسرائيل المتواصلة على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ والتي خلفت أكثر من 121 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
واتهم غانتس وآيزنكوت، الشريكان في حزب “معسكر الدولة” (12 نائبا من أصل 120 بالكنيست)، نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه السياسية الخاصة.
الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني #غانتس يعلن استقالته من حكومة الطوارئ الإسرائيلية برئاسة #نتنياهو https://t.co/0CkYOQC6DD pic.twitter.com/0YQkDdr2to
— Anadolu العربية (@aa_arabic) June 9, 2024
كما اتهماه بالفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على غزة، ولاسيما القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى من القطاع.
وقال غانتس، المرشح الأبرز لتشكيل الحكومة المقبلة، خلال مؤتمر صحفي: “بقلب مثقل؛ أعلن رسميا انسحابي من حكومة الطوارئ”.
وأضاف: “نتنياهو يحول دون تحقيق نصر حقيقي. الاعتبارات السياسية في حكومة نتنياهو تعرقل القرارات الاستراتيجية في حرب غزة”.
وتابع غانتس، رئيس الأركان الأسبق (2011-2015): “لا بد من تحديد موعد متفق عليه للانتخابات (مبكرة) في أسرع وقت ممكن”.
ويتمسك نتنياهو بالاستمرار في منصبه، ويرفض دعوات متصاعدة منذ أشهر لإجراء انتخابات مبكرة؛ بزعم أن من شأنها “شلّ الدولة” وتجميد مفاوضات تبادل الأسرى لفترة قد تصل إلى 8 أشهر.
ومتفقا مع غانتس، قال آيزنكوت، رئيس الأركان السابق (2015-2019) : “شهدنا مؤخرا أن القرارات التي اتخذها نتنياهو ليست بالضرورة بدافع مصلحة البلاد”.
وتابع، في رسالة استقالة أرسلها إلى نتنياهو، أن مجلس الوزراء “لم يتخذ قرارات حاسمة مطلوبة لتحقيق أهداف الحرب”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
مصير الحكومة
وانسحاب “معسكر الدولة” لا يعني تفكيك الحكومة، فحين انضم إليها كان نتنياهو مدعوما بالفعل من 64 نائبا، ما يخول لحكومته الاستمرار في السلطة طالما تحظى بثقة 61 نائبا على الأقل.
وانضم غانتس وآيزنكوت إلى حكومة نتنياهو إثر اندلاع الحرب على غزة، وباتت تُسمى حكومة الطوارئ، وعلى إثرها جرى تشكيل حكومة أو مجلس الحرب المصغر.
وأمهل غانتس، في 19 مايو الماضي، نتنياهو حتى 8 يونيو/حزيران الجاري، لوضع استراتيجية واضحة للحرب على غزة وما بعدها، وإلا فإنه سيستقيل من الحكومة. وهو ما لم يحدث.
ـ فرصة لبن غفير وسموتريتش
ويمثل انسحاب غانتس وآيزنكوت من الحكومة انفراجة لحزبي “القوة اليهودية”، برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، و”الصهيونية الدينية” بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وكثيرا ما أعرب الحزبان، وهما من اليمين المتطرف، عن عدم راضهما عن كون قرارات الحرب بيد حكومة حرب لا تضم ممثلين عنهما.
وفي أكثر من مناسبة، دعا بن غفير وسموتريتش، وهما من أشد الداعمين لاستمرار الحرب على غزة، إلى الانضمام لحكومة الحرب أو على أقل تقدير حلها.
وتتهم المعارضة نتنياهو بالخضوع لبن غفير وسموتريتش، اللذين يرفضان إبرام اتفاق مع حماس لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهددا مرارا بالاستقالة وإسقاط الحكومة.
وتقدر تل أبيب وجود 120 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز بسجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وبينما وصف سموتريتش الاستقالة بـ”خطوة غير مسؤولة”، تحّين بن غفير الفرصة، فسارع إلى دعوة نتنياهو، عبر منصة “إكس” مساء الأحد، إلى ضمه لمجلس الحرب.
وقال بن غفير: “وجهت طلبا إلى رئيس الوزراء أطالب فيه بالانضمام إلى مجلس الحرب، حان الوقت لاتخاذ قرارات شجاعة وتحقيق ردع حقيقي وتحقيق الأمن لسكان الجنوب (على حدود غزة) والشمال (على حدود لبنان) وإسرائيل ككل”.
لكن نقلا عن مقربين من نتنياهو لم تسمهم، قالت المحللة الحزبية بصحيفة “معاريف” العبرية آنا بارسكي، إن انسحاب غانتس وآيزنكوت، سيدفع نتنياهو، إلى حل مجلس وزراء الحرب.
ـ تحشيد المعارضة
من شأن استقالة غانتس وآيزنكوت أن تزيد من تحشيد المعارضة ضد نتنياهو، ما يعني زيادة ضغوط المعارضة والشارع (احتجاجات أهالي الأسرى) عليه باتجاه إبرام اتفاق مع حماس.
وفي الأشهر الماضية، دعت المعارضة الإسرائيلية، برئاسة زعيم حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد، غانتس وآيزنكوت إلى الانسحاب من الحكومة.
وتريد المعارضة أن ينضم غانتس وآيزنكوت إلى صفوفها، في محاولة لإسقاط الحكومة، والدفع باتجاه إجراء انتخابات مبكرة.
ومُرحبًا بالاستقالة، قال لابيد، إن إن قرار غانتس وآيزنكوت الخروج من الحكومة “الفاشلة” أمر “مهم وصائب”.
واعتبر أن الوقت حان لإقالة هذه “الحكومة المتطرفة”، وتشكيل “حكومة عاقلة تعيد الأمن والمخطوفين، وتستعيد مكانة إسرائيل الدولية”.
كما قال زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، إن إعلان الاستقالة “جيد وحتى لو جاء متأخر، والوقت حان لتشكيل ائتلاف صهيوني”.
ومنتقدا استقالة غانتس، قال نتنياهو، عبر منصة إكس: “تخوض إسرائيل حربا وجودية على عدة جبهات، يا بيني (غانتس)، هذا ليس الوقت المناسب للتخلي عن الحملة، بل هذا الوقت المناسب لتوحيد القوى”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات