بيروت / وسيم سيف الدين / الأناضول
قالت الرئاسة اللبنانية، الجمعة، إنها “غير معنية” ببعض ما صدر عن مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، بشأن بدء “عصر نهاية إرهاب حزب الله بهزيمته على يد إسرائيل”.
وفي وقت سابق الجمعة، قالت أورتاغوس في تصريحات للصحفيين عقب لقائها الرئيس اللبناني جوزاف عون بقصر الرئاسة في بعبدا شرق العاصمة بيروت: “لم أشهد يوما هذا القدر من الحماسة في الولايات المتحدة ومن الجالية اللبنانية بالعالم بشأن مستقبل هذا البلد”.
واعتبرت أن “ذلك يعود، إلى حد كبير، لهزيمة حزب الله على يد إسرائيل”، وفق تعبيرها.
ووجّهت الشكر الى الشعب اللبناني والرئيس عون ورئيس الوزراء المكلّف نواف سلام، وإلى جميع أفراد الحكومة الملتزمين بإنهاء الفساد، وبإجراء إصلاحات، والتأكد من أن “حزب الله ليس جزءا من هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال، ويظل منزوع السلاح ومهزوما عسكريا”، وفق مفرداتها.
وأضافت: “بالتأكيد لا أخشى حزب الله، ولست خائفة لأنهم هزموا عسكريا، لقد وضعنا خطوطا حمراء واضحة في الولايات المتحدة، ولن يُسمح لهم بترهيب الشعب اللبناني، بما في ذلك أن يكونوا جزءا من الحكومة. بدأ عصر نهاية إرهاب حزب الله في لبنان والعالم، انتهى الأمر”، بحسب زعمها.
وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قالت أورتاغوس إن “الولايات المتحدة ملتزمة بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في 18 فبراير/ شباط (الجاري) كان هذا جزءا من المفاوضات التي أجريتها مع شريكي إريك تريغر في مجلس الأمن القومي، ومع الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية”.
ورأت أن “هذا يبدأ بالضغط الذي يفرضه الرئيس دونالد ترامب الآن على إيران، لمنعها من تمويل وكلائها الإرهابيين في المنطقة”، وفق الوصف الذي تطلقه بلادها على “حزب الله” في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن وغيرهما من التشكيلات الإقليمية التي تتهم طهران بدعمها وتسليحها.
وتابعت أورتاغوس: “سنعمل أيضا على التأكد من أن إيران لن تتمكن من الحصول على سلاح نووي، ولن تتمكن من نشر الفوضى وإلحاق الأذى بهذا البلد (لبنان) وفي العديد من الدول الأخرى في المنطقة، وهو ما سُمح لها بفعله لعقود، لكن هذا الأمر ينتهي مع الرئيس ترامب”، وفق قولها.
ولاحقا، أصدر المكتب الإعلامي في الرئاسة اللبنانية بيانا قال فيه إن “بعض ما صدر عن أورتاغوس من القصر الرئاسي يعبّر عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنيّة به”.
فيما لم يصدر تعليق فوري من “حزب الله” على تصريحات أورتاغوس.
وخلال لقائهما اليوم، أكدت المسؤولة الأمريكية للرئيس عون التزام بلادها بدعم لبنان وشعبه، وفق بيان سابق لرئاسة الجمهورية.
وبحسب البيان، نقلت أورتاغوس في مستهل اللقاء، تهاني ترامب لعون بمناسبة انتخابه، و”تمنياته له بالتوفيق في قيادة البلاد في هذا الظرف الصعب الذي يجتازه لبنان”.
وشددت على “التزام الولايات المتحدة بتوطيد العلاقات الوثيقة مع لبنان، مثنية على أهمية الصداقة والشراكة القائمة بين الشعبين الأمريكي واللبناني”.
ووفق البيان ذاته، قال عون للمسؤولة الأمريكية، إن “الاستقرار الدائم في الجنوب رهن بإنجاز الانسحاب الإسرائيلي وتطبيق القرار 1701، وإطلاق الأسرى اللبنانيين كجزء من اتفاق 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي”.
وأضاف: “المناطق المحررة تحتاج إلى خطة شاملة لإعادة الإعمار وتوفير الحد الأدنى من أسباب العيش للأهالي العائدين”.
وأشار عون إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية يجب أن تتوقف وكذلك قتل الأبرياء والعسكريين وتدمير المنازل وجرف وإحراق الأراضي الزراعية، لافتا إلى أن إطلاق الأسرى اللبنانيين جزء لا يتجزّأ من الاتفاق.
وأكد أن “الجيش اللبناني جاهز للانتشار في القرى والبلدات التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية التي يجب أن تنجز هذا الانسحاب ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري”.
وتعدّ زيارة أورتاغوس هي الأولى لأرفع مسؤول أمريكي الى لبنان منذ تولي عون الرئاسة في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي، في إطار جولة في الشرق الأوسط تشمل أيضا إسرائيل، وربما الأردن، وفق مراسل الأناضول.
وتأتي الزيارة فيما لا يزال تشكيل حكومة جديدة برئاسة المكلف بها سلام عالقا بسبب خلافات سياسية.
ووفقًا لمراقبين، يصرّ “حزب الله” و”حركة أمل” الشيعيان على تولي وزارة المالية، كما حدث في الحكومات الأربع السابقة، بينما تطالب كتل نيابية أخرى بتمثيل واسع في الحكومة.
وتعتبر وزارة المالية في لبنان ذات أهمية محورية، إذ يتطلب القانون تمرير معظم القرارات الحكومية عبر ثلاث توقيعات أساسية: رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ووزير المالية.
وبعد فراغ رئاسي تجاوز عامين نتيجة خلافات سياسية، انتخب البرلمان اللبناني في 9 يناير الماضي عون رئيسا للبلاد، بحصوله على دعم 99 نائبا من أصل 128.
وبعد أيام من انتخابه، استدعى عون القاضي سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد نيله 84 صوتا في البرلمان.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات