إسطنبول/ الأناضول
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، إن “هناك من يريد اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق” في الشرق الأوسط.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في الرياض، عقده لافروف على هامش اجتماع الحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا على مستوى وزراء الخارجية، نشر تفاصيله موقع “روسيا اليوم”.
وفي وقت سابق الاثنين، انعقدت بالرياض الدورة 161 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي وبحثت “مستجدات العمل الخليجي المشترك، وتطورات القضايا السياسية إقليمياً ودوليا”.
وعلى هامش الدورة، انعقد الاجتماع المشترك للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وكل من روسيا والهند والبرازيل، وناقش التطورات في قطاع غزة والتصعيد بالمنطقة.
وفي مؤتمره الصحفي، قال لافروف: “نعمل مع جميع الأطراف، وكل القوى الفلسطينية، ومع إسرائيل، وإيران، واليمن، ذلك أن الأزمة الفلسطينية تطورت إلى صراعات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وكذلك في البحر الأحمر، بالتالي هناك من يرغب في إثارة حرب إقليمية أوسع، وهو ما يجب التصدي له”.
ووسط مخاوف متزايدة من انزلاق المنطقة لحرب شاملة، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وبدعم أمريكي، حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال.
– إسرائيل والشروط التعجيزية
وأشار لافروف إلى أن “الخطة الثلاثية التي قدمها (الرئيس الأمريكي جو) بايدن يتم تجاهلها من قبل إسرائيل، وعندما يعمل الوسطاء الخارجيون وبينهم مصر وقطر، ويقدمون شروط ومبادرات عقلانية، تقوم السلطات الإسرائيلية بتقديم شروط تعجيزية في المقابل”.
وبوساطة مصر وقطر، وإشراف الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، يفاقم من تعثرها إصرار نتنياهو على استمرار احتلال ممر نتساريم الذي يقسّم قطاع غزة إلى شمال وجنوب وكذلك معبر رفح وممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وهو ما ترفضه حماس.
ومرارا، قالت حماس إن نتنياهو تراجع عما تم الاتفاق عليه في 2 يوليو/ تموز الماضي، بناء على مقترح أعلنه الرئيس الأمريكي بايدن، وتدعو الوسطاء إلى إلزام إسرائيل بهذا الاتفاق ووضع آلية للبدء في تنفيذه.
وفي إسرائيل، يتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى، نتنياهو منذ أشهر بعرقلة إبرام اتفاق مع حماس؛ خشية انهيار ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه، ويطالبونه بالاستقالة.
– فلسطين والهيمنة الأمريكية
وفي السياق، شدد لافروف على ضرورة “وقف إطلاق النار فورا” في قطاع غزة، موضحا أن “جذور المشكلة هي عدم تسوية الصراع على مدى 80 عاما، وعدم السماح بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وزاد: “كان لدينا محاولات للحصول على قرارات بهذا الشأن إلا أن عرقلة الولايات المتحدة والدول الغربية لعمل الرباعية الدولية دائما ما كان يقف في الطريق”.
وتشكّلت اللجنة الرباعية الدولية لدعم عملية السلام عام 2002، وتضم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا.
وأضاف: “الولايات المتحدة تسعى إلى التأكيد على هيمنتها على الشرق الأوسط، وهو نهج فاشل، تأكدنا من فشله بالحديث مع شركائنا وأصدقائنا العرب، والمبادرات التي قدمتها روسيا تم عرقلتها من قبل الولايات المتحدة”.
– لقاءات الوحدة الفلسطينية
وبشأن الحوار الفلسطيني الوطني، قال لافروف: “دعونا جميع الأطراف الفلسطينية إلى موسكو، إيمانا منا بأن الوحدة الفلسطينية لا يصنعها سوى الفلسطينيون أنفسهم”.
واستكمل: “وتم إصدار بيان مشترك من جميع الأطراف الفلسطينية: فتح وحماس والجهاد الإسلامي كي ينضموا تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، لكن البيان لم يتم تنفيذه حتى الآن”.
ولفت إلى أن الصين “دعت ممثلي حماس وفتح، وجرت لقاءات تهدف إلى نفس ما نهدف إليه وهي توحيد الصف الفلسطيني استنادا إلى الوثيقة التي تم التوقيع عليها في موسكو، والتي أكدت استعداد القوى الفلسطينية توحيد صفوفها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية”.
وقبل نحو شهرين، وقّع ممثلون عن 14 فصيلا فلسطينيا على رأسهم فتح وحماس رسميا على إعلان بكين بشأن إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية” بعد جلسات حوارية استمرت من 21 إلى 23 يوليو/ تموز الماضي تلبية لدعوة من الصين.
وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومات تشكلها حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس.
وعلى مدى سنوات طويلة عقدت لقاءات عدة بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ويعد لقاء بكين في يوليو الماضي الثالث هذا العام بعد لقاء مماثل ببكين في أبريل/ نيسان، وبموسكو في فبراير/ شباط الماضي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات