القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
** زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، لصحيفة “معاريف”:
– نتنياهو يمثل فشلا ذريعا وعندما يرحل لن تحمل اسمه حتى نافورة، ولا أحد من قادة العالم يصدقه أو يريد التعاون معه
– يوجد أناس مجانين تماما في الحكومة، وتطرف بن غفير وسموتريتش يجرنا لعوالم الجنون ويفتت الحكومة من الداخل
أعرب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الخميس، عن اعتقاده بأن انتخابات مبكرة ستجري خلال العام الجاري 2024، وتوقع رحيل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
لابيد قال في مقابلة مع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية: “أعتقد أنه في عام 2024 سنكون في حملة انتخابية”، في إشارة إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وجرت آخر انتخابات نهاية 2022، وتم على إثرها تشكيل الحكومة الحالية برئاسة نتنياهو التي تبقى بموجب القانون لمدة 4 سنوات، ما لم يتم حل الكنيست أو حجب الثقة عن الحكومة.
وتتهم المعارضة وعائلات أسرى إسرائيليين نتنياهو باتباع سياسات تخدم مصالحه الشخصية، ولاسيما الاستمرار في منصبه، والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على القطاع، ولاسيما القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى.
ومنذ أشهر، يرفض نتنياهو دعوات لاستقالة حكومته الائتلافية وإجراء انتخابات مبكرة؛ بزعم أن من شأن ذلك “شلّ الدولة وتجميد مفاوضات تبادل الأسرى لمدة قد تصل إلى 8 أشهر”.
وأضاف لابيد: “إذا انهار الأمن الشخصي خلال عام واحد، وانهارت السياسة الخارجية، ووقع الاقتصاد في مأزق، فستسقط الحكومة أيضا في نهاية المطاف”.
وشدد على أن “نتنياهو يمثل فشلا ذريعا، أعتقد أنه ما زال لا يدرك حقا ما حدث”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تشن إسرائيل حربا على غزة خلفت نحو 123 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وعن إمكانية سجن نتنياهو بسبب اتهامات الفساد المالي الموجهة إليه، قال لابيد: “لا أؤيد تعامل النظام السياسي مع مسألة (احتمال) العفو عن نتنياهو”.
وأردف: “ولهذا السبب بدأنا النضال للحفاظ على استقلالية القضاء (في مواجهة ما تسميها الحكومة تشريعات لإصلاح القضاء)، وليس من حق ولا من المناسب أن يتدخل النظام السياسي في ذلك”.
لابيد استدرك: “ليست لدي أي رغبة أو فرحة لرؤيته (نتنياهو) في السجن، لكن الشيء الرئيسي هو أن يرحل”.
واستطرد: “عندما يرحل لن تحمل اسمه حتى نافورة، ناهيك عن شارع أو قاعة ثقافية، لن نتذكره إلا في 7 أكتوبر، وهو أكبر فشل منذ حرب التحرير”، في إشارة إلى إقامة “دولة” إسرائيل في 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
وحول عواقب استمرار نتنياهو في منصبه، قال لابيد: “وجوده في منصبه يسبب ضررا لا يمكن إصلاحه”.
وزاد: “أنا أتحدث مع قادة العالم، لا أحد يصدقه ولا أحد يريد التعاون معه. لقد فقدت المؤسسة الأمنية والاقتصاديون الثقة به، لكنه لا يهتم ويستمر”.
وتابع: “نتنياهو يطلق وعودا لكن الكذب أسلوب حياة بالنسبة له.. لقد فقد هو وهذه الحكومة كل القدرة على إدارة البلد”.
وبخصوص توحيد المعارضة، قال: “اليوم أنا الشخص الأكثر خبرة في المعارضة، وسنحاول توحيد الكتلة بأكملها من خلفنا، وهذا يشمل أي شخص وكل مَن يهتم لأمر البلد”.
وأضاف: “مهمتنا الرئيسية هي الإطاحة بهذه الحكومة السيئة”.
مجانين في الحكومة
وفي مقابلة أخرى مع موقع “واينت” الإخباري، قال لابيد الخميس: “هذه الحكومة هي الأكثر اختلالا على الإطلاق، فهي تخلق انقسامات”.
وتابع: “يوجد أناس مجانين تماما (في الحكومة). تطرف (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش يجرنا إلى عوالم الجنون ويفتت الحكومة من الداخل”.
وتتهم المعارضة نتنياهو بالرضوخ لبن غفير وسموتريتش اللذين يهددان بإسقاط الحكومة في حال أبرمت صفقة لتبادل الأسرى مع حماس تنص على إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالتوتر مع الولايات المتحدة بسبب تأخر تسليم تل أبيب أسلحة، قال لابيد: “نتنياهو يلوم (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، الذي ساعدنا على نطاق غير مسبوق. هذا جنون سياسي لتملق القاعدة (اليمينية الانتخابية)”.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، تقدم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل دعما قويا على المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات