غزة/ الأناضول
على مدى 6 أيام، مرّت سيدة فلسطينية بكابوس لم تتخيله أبدًا، بعد توغّل الجيش الإسرائيلي في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة شمالي القطاع وقصفه منزلها.
تلك الأيام، شهدت استمرار الجيش الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم، حيث تم تنفيذ عمليات قتل واعتقال للشبان، ما ترك النساء والأطفال مشرّدين في الشوارع بلا مأوى.
وبعدما أجبرهن الجيش الإسرائيلي على النزوح باتجاه الجنوب، قطعت السيدة ونساء أخريات مسافات طويلة، قبل أن تصادفهن عربة يجرّها حمار، ساعدتهن على الانتقال من وسط القطاع إلى جنوبه.
بسبب المجازر التي شهدتها على يد الجيش الإسرائيلي وما فعله في محيط مستشفى الشفاء، تحمل المسنّة الغزية معها في رحلة النزوح الاضطراري عبئاً ثقيلاً من الألم والهموم.
بدموع رافقتها صرخات الألم لهذه الحال، تحدثت السيدة طوال الطريق للأناضول، عن مأساة عائلتها، حيث قتل عدد من أفرادها واعتقل آخرون، والبعض الآخر لا يزالون تحت الركام جراء قصف منزلهم.
وعلى مدار الأيام الماضية، لم تتمكن السيدة الغزية وعائلتها من الحصول على المياه والطعام، وكانوا يقضون أيامًا عجافًا لم يسبق لهم أن شهدوا مثيلا لها.
وقالت السيدة للأناضول، أثناء مرورها عبر شارع الرشيد المخصص للنزوح إلى مناطق الجنوب: “دخل علينا الجيش منذ 6 أيام، قصفوا الدار فوق رؤوسنا واعتقلوا الشبان وأطلقوا النار على أولادنا”.
وأضافت المسنة، مفضلة عدم الكشف عن اسمها: “الجيش الإسرائيلي اعتقل الشبان وتركنا في الشارع، نحن لا ننتمي إلى حركة حماس ولا حركة فتح، ما يحصل حرام”.
وتابعت: “نحن نبحث عن لقمة العيش، ما هو ذنبنا مما يحصل في قطاع غزة؟ نريد الأمن، وغير الأمن لا نريد شيئا آخرا”.
وأشارت المسنة الفلسطينية، إلى أن منطقتهم لا يوجد فيها أي عناصر للمقاومة، لكن الجيش دخل عليها ودمر المنازل واعتقل الشباب وقتل آخرين.
وأوضحت أنه بعد 6 أيام من الحصار والقصف، قتل الجيش الإسرائيلي ابنها، وأصاب آخرا، وقتل حفيدتها، وأصيبت زوجة ابنها.
وتساءلت عن مكان توجهها في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها، حيث أنها لا تعرف أحدًا في مناطق جنوب قطاع غزة.
وعلى مدار أسبوع، نسف الجيش الإسرائيلي منازل المواطنين وأحرق أخرى في محيط مستشفى الشفاء، مما أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين وإجبار مئات على النزوح إلى مناطق جنوب قطاع غزة رغم أنها ليست آمنة من القصف هي أيضا.
ويواصل الجيش الإسرائيلي اقتحام مستشفى الشفاء منذ نحو أسبوع، الذي كان يضم آلاف المرضى والنازحين، وينفذ حملة اعتقالات واسعة وعمليات قتل بصفوف النازحين ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، ما خلف مئات القتلى والجرحى.
وهذه المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعدات طبية ومولد الكهرباء.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات