إسطنبول/ الأناضول
قال القس الفلسطيني منذر إسحاق، الجمعة، إن “اللامبالاة” حيال الإبادة الإسرائيلية في غزة تعد “خيانة للإنسانية”، داعيا إلى محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في القطاع.
جاء ذلك في رسالة وجهها القس إسحاق، عبر مقطع فيديو بثه على حسابه بمنصة “إكس”، من داخل كنيسة الميلاد الانجيلية اللوثرية في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بمناسبة أعياد الميلاد.
وقال القس: “مرت 440 يوما من القصف المستمر والتجويع في غزة، حيث قتل وجرح عشرات آلاف ونزحوا إلى الأبد”.
وأضاف: “حل علينا عيد ميلاد آخر ومازالت الإبادة مستمرة” منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
واستهجن “سماح صانعو القرار (في العالم) باستمرار الابادة، ورؤيتهم بأن الفلسطينيين لا يحتاجون إلى مساعدة”.
وعادة ما كانت تُنظم في بيت لحم حفلات إنارة شجرة الميلاد، وتشهد المدينة حفلات ومسيرات كشفية وطقوسا وأسواقا، لكن تلك المظاهر غائبة للعام الثاني على التوالي نتيجة استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأكد القس إسحاق، أنه “يجب علينا الاستمرار في الحديث عن غزة والأماكن التي يمارس فيها الاضطهاد والقتل الممنهج حتى يتوقف”.
وأضاف: “اللامبالاة خيانة للإنسانية، ويجب علينا الحرص على محاسبة مرتكبي جرائم الحرب”.
وشدد القس إسحاق، أن “لا يمكن القبول بالفرار من المحاسبة”.
وتابع: “إذا قبلنا بعدم محاسبة مجرمي الحرب، فيزيدون من جرائمهم، وبدلا من نيل جزائهم على جرائمهم، يتم التصفيق لهم في الكونغرس ويُدافع عنهم في البرلمان الأوروبي”.
وفي 24 يوليو/ تموز الماضي، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خطابا أمام الكونغرس الأمريكي استمر نحو ساعة، تخلله تصفيق حار ولفترات طويلة أثناء الخطاب.
وفي خطابه بالكونغرس، زعم نتنياهو، أن إسرائيل “لم تقتل أي مدني تقريبا” بمدينة رفح جنوبي غزة.
وانتقد القس الفلسطيني، تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والتي تحدث فيها عن إطلاق الأسرى الإسرائيليين في غزة، متجاهلا الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وعلى منصته “تروث سوشال”، قال ترامب، في 3 ديسمبر/ كانون الأول الجاري: “إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير/ كانون الثاني 2025، وهو التاريخ الذي أتولى فيه بفخر منصبي كرئيس للولايات المتحدة، فسيكون هناك جحيم سيدفع الشرق الأوسط ثمنه باهظا”.
وتعليقا على تصريحات ترامب، قال القس إسحاق: ” أليس الوضع في غزة جحيم الآن، وجحيم لمدة 16 عاما قبل 7 أكتوبر”.
وأضاف: “بالتأكيد ترامب لم يكن يتحدث عن الأسرى الفلسطينيين”.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية الأربعاء، عن “تقدم ملموس أحرزته فرق التفاوض في تضييق الفجوات (بين إسرائيل وحماس)، وأن تفاصيل المرحلة الأولى من الصفقة وصلت إلى مراحلها النهائية”.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى أكثر من مرة، جراء إصرار نتنياهو على “استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الإبادة بغزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات