زين خليل/ الأناضول
– رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في مؤتمر صحفي إن منظومة تطبيق القانون “تخترع الجرائم”
– هاجم الصحفيين حينما سألوه عن سبب رفضه وقف العدوان على غزة مقابل صفقة شاملة مع حركة حماس
– جدد تمسكه بالبقاء في محور فيلادلفيا وادعى أن احتلال الجولان “يضمن أمن إسرائيل”
قبل ساعات من الإدلاء بشهادته في محاكمته بقضايا فساد، هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منظومة تطبيق القانون في إسرائيل، معتبرا أنها “لم تجد جرائم فاخترعتها”، وأعلن في ذات الوقت تمسكه باحتلال هضبة الجولان السورية، وسط غارات مستمرة تشنها تل أبيب على سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده نتنياهو مساء الاثنين في مكتبه بالقدس الغربية، عشية بدء جلسات شهادته في محاكمته، وبعد رفض المحكمة المختصة محاولات عدة لتأجيل نظرها بالقضية.
ومن المقرر أن يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بدءا من غد الثلاثاء أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للإدلاء بدفاعه عن التهم المنسوبة إليه من النيابة العامة بالرشوة والاحتيال وإساءة الثقة، وتطلب المحكمة من نتنياهو المثول أمامها 3 مرات أسبوعيا ولساعات عدة حتى انتهاء دفاعه.
وستُجرى المحاكمة في ظل قيود أمنية مشددة في قاعة محصنة تحت الأرض في تل أبيب، بموجب توصيات جهاز الأمن العام (الشاباك).
ومستغلا سقوط نظام الأسد وانشغال المعارضة السورية بترتيب الأوضاع الانتقالية، ادعى نتنياهو أن “مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد جزءًا لا يتجزأ من دولة إسرائيل”.
ووسط اعتداءات وغارات بقنابل ثقيلة طالت مناطق متفرقة من سوريا بينها العاصمة دمشق، استغلت إسرائيل إسقاط فصائل المعارضة السورية لنظام الأسد، ووسعت رقعة احتلالها لمرتفعات الجولان السورية عبر احتلال المنطقة الحدودية العازلة مع سوريا، ليعلن نتنياهو صراحة في بيان بالعبرية احتلال المنطقة، بينما وصف الأمر في بيان بالإنجليزية بأنه “وجود مؤقت”.
وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في محافظتي حلب وإدلب اللتين سيطرت عليهما الفصائل، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.
** مهاجمة القضاء
وبشأن المحاكمة، قال نتنياهو: “سمعت في وسائل الإعلام أنهم يقولون إنني أريد التهرب من المحاكمة لكنني أنتظر هذا اليوم لتقديم الحقيقة”.
وهاجم نتنياهو منظومة تطبيق القانون في إسرائيل، معتبرا أنها “لم تجد جرائم فاخترعتها”.
وقال: “غدا سأتحدث. أنا لا أطالب ولم أطالب بحقوق خاصة، لكنني أتوقع أنني لن أحصل على أي حقوق أقل. من غير المعتاد الإدلاء بشهادتي 3 مرات في الأسبوع، فمن الممكن الموازنة بين احتياجات الدولة والقانون”.
وفي وقت سابق مساء الاثنين، رفضت المحكمة المركزية في تل أبيب (وسط)، طلب 12 وزيرا تأجيل شهادة نتنياهو في محاكمته بقضايا فساد.
وسبق لنتنياهو أن طلب مرتين تأجيل مثوله أمام المحكمة، ولكنها رفضت طلبه ووافقت فقط على تأجيل مؤقت من 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري إلى غد الثلاثاء.
** احتلال الجولان
ومتطرقا إلى الوضع في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، قال نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي: “تم بالأمس فتح فصل دراماتيكي في تاريخ الشرق الأوسط، حرفيا”.
ومضى بقوله: “استثمرت إيران الملايين في سوريا لكن في لحظة ذهب كل شيء إلى الهاوية. لقد طورت سوريا العداء والكراهية ضدنا”.
وتابع: “أقول لأجيال المستوطنين الذين تشبثوا اليوم بالجولان إنهم جميعا يدركون أهمية وجودنا هناك. السيطرة هناك تضمن أمننا”.
وشاكرا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على اعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان عام 2019، ادعى نتنياهو أن مرتفعات الجولان “ستظل إلى الأبد جزءًا لا يتجزأ من دولة إسرائيل”.
وأعلنت تل أبيب، الأحد، انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، وانتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ 1967.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الاثنين، إن قوات الجيش توغلت بريا في المنطقة العازلة مع سوريا، مع استمرار تنفيذ هجمات جوية واسعة بقنابل ثقيلة على مواقع في المنطقة بزعم وجود أسلحة لجيش النظام السابق.
** استمرار الإبادة
وخاطب نتنياهو الإسرائيليين بقوله: “أطلب منكم فقط أن تفكروا فيما كان سيحدث لو استمعنا لمن قال إن الحرب يجب أن تتوقف، لم نكن لنقضي على السنوار (زعيم حركة حماس السابق يحيى)، ولما دخلنا رفح (جنوب قطاع غزة)، ولما قضينا على نصر الله (الأمين العام السابق لحزب الله حسن)، ولما كشفنا إيران في ضعفها”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 150 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
واعتبر نتنياهو اغتيال حسن نصر الله في غارة إسرائيلية أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي “نقطة تحول في انهيار المحور الإيراني”.
ورغم استمرار الغارات الإسرائيلية العنيفة على عدة مناطق بسوريا منذ يومين، زعم نتنياهو أنه يريد “رؤية سوريا مختلفة بعد سقوط نظام الأسد”.
وهدد بالقول: “سنقطع يد كل من يحاول الإضرار بنا”، زاعما أن “النصر المطلق الذي تم الاستهزاء به أصبح حقيقة اليوم”.
وأضاف: “بعد سقوط النظام في دمشق، أصبحت حركة حماس أكثر عزلة من أي وقت مضى، حيث تفككت الساحات ولن تحصل على مساعدة بعد الآن من حزب الله وإيران ونظام الأسد”.
** أكاذيب نتنياهو
ورغم تعنته المستمر الذي أفشل عدة مرات صفقات لتبادل الأسرى ووقف الإبادة بغزة، تحدث نتنياهو مدعيا عن “تقدم معين في مفاوضات التوصل إلى صفقة”.
وعندما سألته الصحفية بالقناة “12” العبرية الخاصة يولان كوهين عن سبب عدم إيقافه للحرب في غزة مقابل صفقة شاملة مع حركة حماس، تجنب نتنياهو السؤال بمهاجمة الصحفية.
ومخاطبا الصحفية، قال نتنياهو: “استمري في نشر هذه الأكاذيب القائلة بأن هناك صفقة وأنا أوقفتها! هناك معارضون سياسيون من داخل المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) يبثون تلك الأكاذيب (..) لكن لم تكن هناك صفقة ومن حال دون ذلك هي حماس فقط”.
بيد أن “حماس” أكدت مرارا استعدادها لإبرام اتفاق، بل ووافقت بالفعل في مايو/ أيار الماضي على مقترح طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكن نتنياهو تراجع عنه بإصراره على استمرار الحرب وعدم سحب الجيش من غزة.
وردا على سؤال وجهته صحيفة “يسرائيل هيوم” حول محور فلاديلفيا جنوبي قطاع غزة، قال نتنياهو: “أهمية المحور لم تتغير، وبالنسبة لي ما يجب أن يكون هو قدرتنا على منع تهريب الأموال والأسلحة. محور فيلادلفيا يجب أن يظل تحت سيطرتنا”.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، جراء إصرار نتنياهو على “استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع)”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات