غزة/ حسني نديم/ الأناضول
– الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على القطاع التي أعادت مشاهد النزوح والتهجير
– يرى الفلسطينيون أن هذه الحرب وقعها أشد من نكبة عام 1948
– يتمسكون في غزة بأرضهم ويرفضون فكرة التهجير ويتمنون أن ينتهي كابوس الحرب
في الذكرى الـ76 لنكبة 1948، عادت مشاهد نزوح الفلسطينيين من مدن قطاع غزة، والتي كان آخرها النزوح من مدينة رفح جنوبًا، وهم يحملون ما استطاعوا من أمتعتهم جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكثر من 7 أشهر، ذكريات النكبة.
وظلت تفاصيل النكبة عالقة في أذهان الآباء والأجداد من الفلسطينيين وعصية على النسيان وتوارثتها الأجيال، لكن المشاهد اليوم أقسى وأفظع، فإسرائيل تشن اليوم حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
ومع استمرار الحرب واشتداد حدة القصف والمعارك على الأرض، اضطر الفلسطينيون في قطاع غزة إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق يزعم الجيش الإسرائيلي أنها “آمنة”، لكنها لم تنج أيضاً من صواريخه.
ومنذ بداية الحرب، نزح نحو مليونين من سكان قطاع غزة البالغ تعدادهم نحو 2.4 مليون نسمة، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية في مختلف المدن والمناطق، هربًا من الصواريخ والنيران الإسرائيلية.
** مشاهد النزوح
وتشبه مشاهد نزوح الفلسطينيين سيرًا على الأقدام وهم يحملون أمتعتهم وأبناؤهم الصغار، مشاهد التهجير في نكبة عام 1948، بحثاً عن الأمان في مناطق أخرى.
ولجأ النازحون الفلسطينيون إلى استخدام عربات الكارو التي تجرها الحيوانات في عمليات نقل الأمتعة والأغطية والأطعمة من أماكن سكناهم إلى مناطق النزوح الجديدة في ظل ندرة المواصلات جراء عدم توفر الوقود بشكل كاف في القطاع.
واضطر الكثير من النازحين إلى نصب خيامٍ من مواد ومعدات بسيطة من الخشب وأكياس النايلون على الأرصفة وعلى جانبي الطريق وفي الأزقة.
وتركز تواجد النازحين في مناطق تعاني من ضعف البنية التحتية، ناهيك عن ضغط العدد الهائل من القادمين، وسط شح في الأدوية والمواد الأساسية وحتى مياه الشرب.
وسجلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، آلاف الإصابات بالالتهابات الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي، محذرة من تفشي الأمراض المعدية وسط النازحين.
** حياة بدائية
وقالت الفلسطينية نائلة البارودي، النازحة من مدينة غزة: “هجرتنا إسرائيل من مدينة غزة إلى جنوبي القطاع في رفح في بداية الحرب وها نحن اليوم نهجر مرة أخرى إلى مدينة دير البلح وسط القطاع واليوم نعيش حياة بدائية في خيمة صغيرة على شاطئ البحر”.
وتضيف البارودي لمراسل الأناضول: “تكررت مشاهد النكبة والتهجير القسري الآن بعد 76 عاماً، أين نذهب؟! إما أن نعود إلى غزة أو نعود إلى غزة لا خيار ثانٍ أمامنا لن نقبل بالتهجير من فلسطين ولا بأي شكل”.
وتابعت: “بيتنا مكون من 3 طوابق دمرته إسرائيل بالكامل فقلنا كله فداء للوطن ولكن هذا لن يدفعنا للهجرة. نأمل أن ينتهي هذا الكابوس وتتوقف الحرب ونعود إلى مدينتنا”.
ولا تزال البارودي تحتفظ بمفتاح منزلها رغم تدميره من قبل الجيش الإسرائيلي.
ومنذ النكبة ظلت مفاتيح البيوت القديمة التي يحتفظ بها الفلسطينيون رمزاً للأمل في العودة، إلا أن المهجرين الجدد في هذه الحرب ربما لم يسعف الوقت بعضهم لحمل مفاتيح منازلهم التي تحول كثير منها إلى أطلال.
و”النكبة” مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم بتاريخ 15 مايو/ أيار عام 1948.
وبلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم 14.63 مليون نسمة في نهاية العام 2023، بزيادة بلغت 10 أضعاف عدد الفلسطينيين منذ أحداث نكبة 1948، وفق جهاز الإحصاء الفلسطيني.
** لا ملاذ آمن
أما المسنة أم زكي البيطار التي تعيش حاليا في خيمة في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوبًا، فتقول لمراسل الأناضول: “لا ملاذ آمن نذهب إليه مع أبنائي وأطفالهم بعد أن نزحنا ثلاث مرات، وهذه هي الأخيرة”.
وتضيف السيدة، التي تبلغ من العمر 69 عاما: “إن فكر الإسرائيليون في تهجيرنا إلى سيناء بإرسال الدبابات وإجبارنا على ذلك لن نقبل ولن يتكرر مشهد التهجير الى خارج فلسطين”.
وتعبر عن مخاوفها من أن يكون هذا السيناريو نكبة ثانية بلا عودة إلى غزة.
وتقول إن “الدول العربية في عام 1948 أكدت لأهلنا في مدينة يافا (بفلسطين التاريخية) وأماكن أخرى أن عودتهم ستكون مسألة أيام لكن مر 76 عاما على التهجير ولم نعد بعد”.
ورغم التحذيرات الدولية المتصاعدة تجاه توسيع العمليات العسكرية في رفح، دعا الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، إلى تهجير سكان أحياء في قلب المدينة بشكل فوري، ليوسع بذلك عملياته التي بدأت في السادس من مايو الجاري، شرقي المدينة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات