إسطنبول / محمد شيخ يوسف / الأناضول
** رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز في قمة البوسفور بإسطنبول:
– لست بحاجة لتذكيركم والمجتمع الدولي بأن عدوان إسرائيل على الشعب الفلسطيني بغزة والضفة دخل عامه الثاني
– هناك عشرات آلاف الشهداء والمصابين جراء حرب الإبادة والمجازر بغزة والضفة الغربية ولبنان
– يجب وضع خارطة طريق بأهداف واضحة تعيد التعاون وتعزز المصالح المشتركة بعيدا عن الهيمنة والسيطرة
– العلاقات الأردنية التركية متينة، وثمة عمل متواصل بين البلدين لتحقيق مستقبل آمن ومستقر لدول المنطقة وشعوبها
مذكرا بحرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، تساءل رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز مستنكرا، الخميس، عن كيفية تحقيق تنمية بالعالم في ظل “وجود دول خارجة على القانون الدولي” و”تعتاش على الحروب والصراعات”.
الفايز ألقى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية بالدورة 15 لقمة البوسفور، التي تعقدها منظمة العمل الدولية في إسطنبول تحت عنوان “بناء الجسور نحو المستقبل والسلام والتكنولوجيا والاستدامة”، وتستمر يومين وتضم جلسات عدة بمشاركة عربية ودولية.
وقال الفايز: “اليوم هناك تساؤلات حول كيفية تحقيق طموحاتنا والأهداف التي نسعى إليها وتنشدها الأمم المتحدة في خططها وأهدافها الرامية لتحقيق التنمية المستدامة”.
وتساءل: “كيف يمكن تحقيق ذلك في ظل الصراعات التي يشهدها عالمنا، وفي ظل وجود دول خارجة على القانون الدولي، ودول تهدد السلم العالمي، وتعتاش على الحروب والصراعات”.
ولفت إلى “الحديث حول بناء الجسور بين المجتمعات، والسعي نحو إحداث التنمية المستدامة، وتجاوز الصراعات والأزمات التي تعصف بعالمنا والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لخدمة قضايا التنمية”.
وقال في هذا الإطار إن “الوصول للتنمية المستدامة والمنشودة أصبح يحظى بالاهتمام الكبير باعتبارها خط الدفاع الأول في مواجهة تحديات الجوع والفقر والبطالة واللجوء، ومواجهة قضايا التطرف والإرهاب، وتداعيات التغيير المناخي”.
و”في ظل ما نشهد من تطور تكنولوجي بات ضروريا تعزيز الابتكار وتوفير الإمكانيات اللازمة للبحث العلمي والاستغلال الأمثل للتكنولوجيا الحديثة”، كما أضاف الفايز.
وأوضح أن هذه الجهود ترمي لـ”تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتسخيرها كأداء استباقية واستشرافية لمنع حدوث الأزمات، وتمكين صناع القرار من اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع الضرر على المجتمعات الهشة، والتصدي للتحديات المعيقة للتنمية”.
التنمية المنشودة
وبالنسبة لأهداف التنمية المنشودة، قال الفايز إنها “تتطلب تبني استراتيجيات تعزز القدرات على تحقيق التنمية والتنوع الاقتصادي، وتركز على الاستدامة والاستغلال الأمثل للتكنولوجيا”.
و”بذات الوقت تسهم (هذه الاستراتيجيات) في تنفيذ إصلاحات، وتعمل على استثمار الأمثل لرؤساء المال البشري، وبناء قاعدة اقتصادية قوية ومستدامة”، وفق الفايز.
وحول آلية تنفيذ ذلك، أكد “ضرورة وضع خارطة طريق بأهداف واضحة تعيد التعاون بين الجميع، خاصة بين دول الشمال والجنوب على قاعدة الاحترام المتبادل والتعاون متعدد الجوانب، وتعزز المصالح المشتركة بعيدا عن الهيمنة والسيطرة، وتسهم في تقليص الفجوة الرقمية والتنموية بينهما”.
وأردف: “كما علينا أن ندرك بأن طريقنا نحو معالجة تحدياتنا يتطلب تجاوز خلافاتنا وتعزيز تضامننا، والبناء على القواسم الثقافية والحضارية، والقيم المشتركة التي تجمع شعوبنا”.
وشدد أيضا على ضرورة “بناء سبل التعاون على مختلف المستويات، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية بمختلف القطاعات، ودعم المبادرات المتعلقة بمواجهة التحديات المرتبطة بالمتغيرات الجيوسياسية العالمية”.
الإبادة الجماعية
وبشأن الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، قال الفايز للحضور: “لست بحاجة لتذكيركم وتذكير المجتمع الدولي بأن العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة دخل عامه الثاني”.
وتابع: “وهناك عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين الذين قضوا جراء حرب الإبادة والمجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في غزة، صعّد الجيش والمستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 779 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و300، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
وبعد قصف متبادل مع “حزب الله” اندلع غداة بدء حرب الإبادة على غزة، تشن إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي حربا شاملة على لبنان، ما أسفر إجمالا عن 3 آلاف و50 قتيلا و13 ألفا و658 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.
الفايز قال إنه “عن قصد وسابق إصرار تنافس العديد من الدول الحقيقة التي تؤكد أنه عندما يحل السلام والأمن فقط تستطيع التغلب على الصراعات والتحديات، وترسيخ مبادئ سيادة القانون، وتجاوز مشكلات وتحديات التغير المناخي والتنمية المستدامة، والحد من مشكلتي الفقر والبطالة، وتقليص فجوة المعرفة والتكنولوجيا بين الدول والشعوب”.
وأشاد الفايز بالعلاقات الأردنية التركية بقوله إنها “علاقات متينة تقوم على الاحترام وتحقيق المصالح المشتركة للطرفين”.
وزاد بأن “هناك عمل متواصل بين البلدين الصديقين لتحقيق مستقبل آمن ومستقر لدول المنطقة وشعوبها، كما أن علاقاتنا الثنائية تتسم بالتطور والنمو في جميع المجالات”.
وختم بالقول: “أعبر عن شكري وتقديري للمشرفين والقائمين على المؤتمر، وأتوجه بالشكر أيضا للحكومة التركية لاستضافة أعمال القمة، وتقديم التسهيلات اللازمة لإنجاحها”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات