زين خليل/ الاناضول
طالبت عائلة أحد الأسيرين الإسرائيليين، اللذين بثت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس مقطع فيديو لهما من الأسر، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتدخل لإطلاق سراحه فورا.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن عائلة “ألكانا بوحبوط” وافقت على نشر الفيديو في الإعلام العبري.
وفي وقت سابق الاثنين، نشرت كتائب القسام تسجيلا مصورا يحذر فيه الأسيران من أن تجدد الإبادة الإسرائيلية في غزة ستؤدي إلى مقتلهم.
وفي الفيديو الذي حمل عنوان “أخبرهم يا أوهاد”، تحدث الأسيران ألكانا بوحبوط ويوسف حاييم أوحانا عن أوضاعهما النفسية والصحية والأمنية، ودعيا زملاءهم الذين أفرج عنهم ضمن صفقات تبادل إلى التحرك والحديث عن معاناتهما.
** العائلة تتوسل
وذكرت عائلة بوحبوط في بيان: “535 يوما وألكانا يعيش في جحيم مستمر. نراه في حالة صعبة، فقد الكثير من وزنه بسبب الجوع المستمر، ويعاني من مشاكل جلدية وتنفسية، ولم يرَ ضوء الشمس منذ ما يقارب عامًا ونصف”.
واعتبرت أن “الفيديو هو دليل إضافي على أن ألكانا يجب أن يعود فورا إلى منزله وعائلته وزوجته رفاكا وابنه رام ديفيد”.
وأضافت: “نتوجه ونتوسل إلى رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ورئيس الولايات المتحدة: نرجوكم، تخيلوا أنه ابنكم الذي ينتظر رؤية ضوء النهار، يسمع قصف الجيش الإسرائيلي، ويعيش في خوف دائم على حياته”.
وتابعت العائلة: “كل يوم، يسأل رام عن حال أبيه. متى يمكننا أن نقول له إنه سيعود. هذا الطفل أيضا يعيش في نفق مظلم وفي الأسر (..).
“الفيديو هو إشارة حياة، لكننا نريد ألكانا حيًا في المنزل وعودة الجميع. حان الوقت لإنهاء المعاناة، ليس فقط لعائلات المختطفين، بل أيضا معاناة الشعب كله الذي يريدهم في البيت”، أضافت العائلة.
** حكومة قاسية
من جانبه، قال زعيم حزب “الديمقراطيون” الإسرائيلي يائير غولان في منشور على “إكس” مساء الاثنين، إن “الفيديو الذي نشرته حماس، حيث يظهر ألكانا بوحبوط ويوسف حاييم أوحانا، هو تذكير مؤلم بأن لدينا حكومة قاسية، سيئة ومهملة”.
وأضاف غولان: “59 من إخوتنا وأخواتنا لا يزالون في غزة، في خطر على حياتهم، أما هم (الحكومة) فمنشغلون بالبقاء السياسي، وبنهب المال العام وبتدمير الدولة”.
أما الأسير يوسف الذي يحمل الرقم “21”، فقال في مقطع الفيديو، إنهم “رأوا الموت” أمام أعينهم بعد استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.
وحذّر قائلا: “هذه الهجمات ستؤدي إلى نهايتنا جميعا”، مضيفا: “نحن من طلبنا وتوسلنا (إلى آسرينا) من أجل أن يسمع صوتنا”.
كما أشار إلى أنهم يعانون من قلة الطعام والشراب والدواء جراء إغلاق إسرائيل للمعابر منذ بداية مارس/آذار الجاري.
وتابع: “مع بدء الصفقة وفتح المعابر، اهتم مقاتلو حماس بأمرنا، فتحسّن وضعنا وشعرنا بالراحة، وتخلّصنا من الجوع وتمكّنا من استنشاق الهواء النقي. لكننا تلقينا ضربة قاسية في 18 من الشهر الجاري بعد تجدّد الحرب على غزة”.
وتقدّر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
** تعتيم الحقائق
الأسير ألكانا الذي ظهر في الفيديو ويحمل الرقم “22”، دعا زملاءه الأسرى الذين أفرج عنهم ضمن صفقة وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي، للتحرك والحديث عن معاناتهم في الأسر.
وقال منتقدا تكميم الحكومة الإسرائيلية للأفواه: “اسمحوا لهم بالحديث، ودعوا الحقيقة تخرج للعلن، كفى تكميما للأفواه يا حكومة، كفى كفى كفى، على الأسرى المفرج عنهم وكانوا معنا أن يخرجوا للحديث وشرح أوضاعنا”.
ونهاية 1 مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل، والذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية منه.
وأراد نتنياهو – المطلوب للعدالة الدولية – إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين من غزة، دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل، بينما تمسكت “حماس” ببدء المرحلة الثانية.
ووجّه ألكانا رسالة إلى الأسير السابق لدى حماس “أوهاد بن عمي”، وقال: “أنت كنت معنا في الأسر، وتعرف أحوالنا وما نعاني منه، أخبر الجميع، واشرح لهم كم هو صعب البقاء هنا دون عائلاتنا”.
وأوهاد، أحد الأسرى الذين أُطلق سراحهم خلال المرحلة الأولى من صفقة التبادل التي حملت اسم “طوفان الأقصى”، حيث بدأت عمليات الإفراج في 19 يناير الماضي، بالتزامن مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأضاف الأسير رقم 22: “كنت أتأمل أن أخرج بعد أسابيع إلى زوجتي وابني وعائلتي”.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية، في 18 مارس الجاري، قتلت إسرائيل حتى السبت، 730 فلسطينيا وأصابت 1367 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة.
ويمثل هذا التصعيد، الذي قالت تل أبيب إنه يجري بتنسيق كامل مع واشنطن، أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي امتنعت إسرائيل عن تنفيذ مرحلته الثانية بعد انتهاء الأولى مطلع مارس الجاري.
ورغم التزام حركة “حماس” ببنود الاتفاق، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، رفض بدء المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 163 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات