غزة / محمد ماجد / الأناضول
رغم أن قطاع غزة منطقة تنعدم فيها مقومات الحياة الآدمية جراء الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرا، يرفض الفلسطينيون مخططات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية لتهجيرهم من القطاع والاستيلاء عليه، معربين عن تمسكهم بأرضهم.
ووصف الفلسطينيون قرار ترامب في تصريحات للأناضول بأنه “ظالم وفاشل”، مشددين على صمودهم وتشبثهم بأرضهم.
ومساء الثلاثاء، قال ترامب في مؤتمر صحفي إنه يدعم فكرة “التوطين الدائم” لفلسطينيي غزة في مناطق أخرى، فيما تلاها بتصريح صادم تحدث فيه عن عزم بلاده الاستيلاء على القطاع.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني المنصرم يروج ترامب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
** صامدون بأرضنا
الفلسطينية نهى الإفرنجي تحدثت عن المعاناة التي عاشتها أثناء الحرب، قائلة: “عشنا ظروفا صعبة، نزحنا واحترقت منازلنا، لكننا رفضنا الرحيل وسنبقى في غزة”.
وأضافت الإفرنجي (44 عاما): “ترامب يتحدث عن تهجيرنا، لكننا نرفض ذلك وسنبقى هنا حتى الموت لن نتركها (غزة) لأحد”.
** عشنا الإبادة ونرفض التهجير
وقالت سيدة أخرى فضلت عدم نشر اسمها: “نحن هنا نقول لترامب وجميع الدول، لن تكون هناك هجرة طوعية ولا قسرية، متمسكون بالوطن، سوف نثبت أولادنا وأزواجنا على أرض الوطن”.
وأضافت: “سنبني الوطن مرة أخرى، عشنا 15 شهرا من المجاعة والقتل والإبادة بكل أنواع الأسلحة، لكننا ثابتون”.
** قرار ظالم وفاشل
وفي أحد مدارس النزوح، وصف أبو أحمد بدر (45 عاما)، قرار ترامب بأنه “ظالم”، مضيفا بالقول: “لن نقبله”.
وقال: “نحن في أرضنا ولن نغادرها”، موضحا أن لا مصر ولا الأردن بديلان لفلسطين، مؤكدا بقاءه على أرضه.
أما أم العبد قريناوي (38 عاما)، التي عانت من النزوح القسري، طالبت الدول العربية والإسلامية بالوقوف بجانب الفلسطينيين ضد محاولات التهجير.
بدورها، وصفت أم أحمد عمار (43 عاما) قرار ترامب بأنه “فاشل”، مشيرة إلى أن غزة وطنها رغم الظروف الصعبة.
وأضافت: “صامدون فيها (غزة)، وسنظل فيها مهما حصل، مرابطين فيها”.
وقالت أم مصطفى أبو شرخ (55 عاما): “نحن لا نرحل، باقون في غزة، هُجّرنا من بلادنا عام 1948 وننتظر العودة إليها”.
وأشارت إلى أنها مهما تعرضت للموت والتشرد ستظل صامدة بغزة، وتساءلت: “إلى أين تريدون تهجيرنا؟ كما أنتم باقون في أوطانكم، نحن كذلك في وطننا وسنبقى فيه”.
وفي العام 1948 أُعلن قيام دولة إسرائيل على غالبية أرض فلسطين التاريخية، بعد تهجير قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
** انتهاك خطير
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه الشديد لتصريح ترامب الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال: “لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقودا طويلة.. هذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “وفا”.
وأضاف عباس أن مواطني بلاده لن يتنازلوا عن أرضهم وحقوقهم ومقدساتهم، “وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967”.
وطالب عباس، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن الدولي “بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف”.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم خلال الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات