طولكرم/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
– الأناضول تنقل شهادات متضررين من عدوان عسكري إسرائيلي متواصل لليوم الـ24 على المخيم شمالي الضفة
– رأفت داوود: الجيش الإسرائيلي يدمر كل شيء في المخيم وأجبرني على النزوح من بيتي منذ 15 يوما.
– إبراهيم الضميري: كنا نعيش في بيوتنا واليوم نحن في مراكز الإيواء ننتظر الدعم والتبرع من أهل الخير لكي نمضي يومنا.
– حسين الشيخ علي ناشط مجتمعي وأحد النازحين: المخيم لن يكون صالحا للسكن وإسرائيل تسعى لإزالة المخيمات باعتبارها رمزا للعودة وحاضنة شعبية للمقاومة لكن شعبنا لم يتخل عن وطنه منذ النكبة.
لليوم الـ24 يواصل الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، عدوانه الدموي المدمر على مخيم طولكرم للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة، مع استمراره في هدم منازل فلسطينية وشق طرقات.
ورصد مراسل الأناضول، صباح الأربعاء، استمرار عمليات هدم تنفذها آليات عسكرية ضخمة، وعائلات فلسطينية تمكنت، برفقة فرق من جمعية الهلال الأحمر، من إخراج قليل من مقتنياتها من منازلها قبيل بدء إسرائيل في هدمها.
وقال فلسطينيون، في أحاديث منفصلة للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي يواصل تحويل المخيم إلى دمار، حتى أصبح بيئة طاردة للسكن.
ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي خلّف عدوان الجيش الإسرائيلي على شمال الضفة 56 قتيلا فلسطينيا وفق وزارة الصحة، إلى جانب نزوح آلاف آخرين، ودمار واسع في ممتلكات ومنازل وبنية تحتية.
** نزوح قسري
وقال الفلسطيني رأفت داوود للأناضول إنه أُجبر على النزوح من بيته منذ 15 يوما، بعد أن اقتحمته قوة إسرائيلية عند الساعة الثانية ليلا.
وشدد على أن “الوضع سيء للغاية، الشوارع مدمرة، كل شيء في المخيم مدمر”.
ومنذ بدء العدوان الراهن لم يتمكن داوود من الوصول إلى والديه في المخيم.
وتابع: “هذا اليوم الـ 24 لم التق بوالدي العجوزين، للآن هم في المخيم لم أستطيع الوصول إليهم أو تزويدهم بالدواء والاحتياجات”.
وأردف أن “الجيش يعمل على تدمير كل شيء في المخيم، لا نعرف مصيرنا، نعتقد أن المخيم سيكون غير صالح للسكن”.
** العودة والمقاومة
“الوضع سيء للغاية”.. هكذا بدأ إبراهيم الضميري، أحد النازحين من مخيم طولكرم، حديثه للأناضول.
وأضاف: “كنا نعيش في بيوتنا معززين مكرمين، اليوم نحن في مراكز الإيواء ننتظر الدعم والتبرع من أهل الخير لكي نمضي يومنا”.
واستطرد: “نتمنى أن تنتهي المأساة ونعود للمخيم”.
أما حسين الشيخ علي، وهو ناشط مجتمعي في مخيم طولكرم وأحد النازحين، فقال إن “المخطط الإسرائيلي يهدف إلى إزالة المخيمات (الخاصة باللاجئين) باعتبارها عنوان رئيسي ورمز للعودة”.
وزاد بأن “المخيم يشهد عملية تخريب وتدمير واسعة، نعتقد أنه لن يكون صالح للسكن جراء التفجيرات وعمليات الهدم والتخريب”.
وزاد بأن “بيوت هُدمت. هذه معاناة صعبة، هدم ذكريات جمعت الناس مع أحبتهم مع أجدادهم”.
وعن هدم الجيش الإسرائيلي لمنزله، قال علي: “أقف هنا في مقابل المخيم ولا أجرؤ على النظر إلى أطلال المنزل”.
وأفاد بأن “ما يجري (هو) تهجير للسكان ونقلهم إلى ضواحي المدينة، ويبدو لن تكون هناك عودة في المنظور القريب”.
و”إسرائيل تسعى لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة وجعل المخيم بيئة طاردة للسكان”، لكن “الاحتلال واهم. شعبنا منذ النكبة عام 1948 لم يتخلى عن وطنه”، كما أكد علي.
وتابع: “شيء محزن وجريمة ما يجري، ذرفت الدموع على بيتي وذكرياتي”.
واستدرك: “ولكن نحن نتعامل مع الوطن ليس منزل (…) حتى لو سكنا بيوتا ووطنا غير وطننا فإن فلسطين وأرضنا تسكن فينا. نحن غير كل العالم”.
وختم بأن “العدو الغاشم ليس قادرا أن يصل لقناعة أنه من صعب أن يرمي هذا الشعب الراية وينكسر”.
والثلاثاء، قال نائب محافظ طولكرم فيصل سلامة للأناضول إن السلطات الإسرائيلية تعمل على تغيير جغرافية المخيم وشرق طرقات لتسهيل عملياتها العسكرية لبسط سيطرتها على المخيم.
وأفاد سلامة، وهو أيضا رئيس اللجنة الشعبية للمخيم، بتدمير الجيش الإسرائيلي 50 منزلا و280 محلا تجاريا منذ بدء عدوانه الراهن.
وأشار إلى أن المخطط الإسرائيلي في مخيم طولكرم يشبه إلى حد كبير ما جرى ويجري في مخيم جنين.
ومنذ بدء الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 917 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي ، بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات