الرباط/ الأناضول
احتفى مواطنون مغاربة بالعثور على مدرس شاب، الثلاثاء، بعد يومين من البحث عنه في جبل بضواحي تونفيت في إقليم ميدلت غربي المملكة.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي أشاد نشطاء بجهود إنقاذ عبد الوافي الفضمي (27 عاما) وهو مدرس لمادة الفلسفة في إحدى مدارس المرحلة الثانوية، بالرغم من البرد الشديد في إقليم ميدلت، والتي انخرط فيها مواطنون إلى جانب السلطات.
وقال المدير الإقليمي للتعليم في ميدلت عدي رمشون للقناة التلفزيونية الثانية (حكومية) إن الفضمي أصيب بكسر في رجله وفي يديه، إضافة إلى إصابة على مستوى رأسه.
رمشون أوضح أن الإصابة في رأسه كانت سببا في سقوطه مغشيا عليه، بعد ارتطامه أثناء انزلاقه في جبل “معسكر” الذي شهد تساقطات ثلجية بداية هذا الشتاء.
وأضاف أن “الفضمي” تحمل يومين كاملين من البرد والوحدة والإصابات بالكسور بفضل بنيته الجسمانية، فهو معروف بمزاولته الرياضة ومتعود على الصعود إلى الجبل نفسه.
وأفاد بأن “الأستاذ (كان في رحلة كشفية) صعد يوم الأحد في حدود منتصف النهار لوحده إلى جبال معسكر، والتي تبعد قرابة ساعتين من الزمن عن مركز (بلدة) تونفيت”.
وأردف: “وأثناء نزوله وفي طريق العودة قرابة الساعة 17 (16:00 ت.غ.) انزلق وسقط من علو يصل إلى 10 أمتار تقريبا وتسبب ارتطام رأسه بالأرض في فقدان وعيه، وعند استفاقته وجد نفسه غير قادر على الحركة، فيما بقي هاتفه خارج التغطية بسبب غياب الشبكة”.
وفي تدوينة على صفحته بـ”فيسبوك”، أشاد الأكاديمي المغربي خالد البكاري بمتطوعين أنقذا “الفضمي”، وهما عبد العزيز الناصري وعبد العزيز أوموح، ونشر صورة لأحدهما.
البكاري قال: “هذان المتطوعان لا يعرفان بعضهما، والتقيا صدفة أثناء البحث ليلا، ولا معرفة لهما أو علاقة بالأستاذ المختفي، ومع ذلك تعهدا على عدم الرجوع إلا بعد العثور عليه”.
وتابع: “حين عثرا عليه في وضعية حرجة مع اقتراب الصباح بعد ليلة قضياها في البحث في درجة حرارة منخفضة جدا، حاولا الاتصال بالسلطات والوقاية المدنية دون جدوى بسبب ضعف تغطية شبكة الهاتف بالمنطقة”.
“تطوع الناصري للصعود إلى أعلى، حيث تمكن من ربط الاتصال بأخيه، الذي اتصل بدوره بالوقاية المدنية التي حضرت لنقل الأستاذ للمستشفى.. بمثل هذه القيم تبنى الأوطان”، بحسب البكاري.
وعلى “تويتر”، أشاد حساب باسم فاتحة تيفاتي بالجهود التي أفضت إلى العثور على المدرس، معربةً عن شكرها لـ”الفرق الأمنية والمتطوعين الشجعان من أبناء المنطقة”.
وخلال اليومين الماضيين، استأثرت قصة “الفضمي” باهتمام كبير لدى الرأي العام المغربي، لاسيما وأنها أعادت إلى الأذهان حادث الطفل ريان (5 سنوات) الذي جذب اهتمام العالم خلال محاولات إنقاذه.
وفي فبراير/ شباط 2022، شيع آلاف المغاربة جثمان ريان الذي توفي بعد أن ظل عالقا أكثر من 100 ساعة في بئر جاف بعمق 32 مترا سقط داخله في قريته شمالي المغرب.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات