غزة/ محمد أبو دون/ الأناضول
غمرت المياه شوارع ومنازل مواطنين في قطاع غزة، منذ ليل الأحد، بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت لعدة ساعات متواصلة، في وقت اتهمت فيه سلطات الدفاع المدني إسرائيل بفتح سدود على الحدود الشرقية للقطاع.
وبدأ منخفض جوي بالتأثير على الأراضي الفلسطينية، السبت، ويتوقع أن يصل لذروته الإثنين.
وأفاد مراسل الأناضول بأن عدداً من المنازل والشوارع في مدينتي دير البلح وخانيونس وسط وجنوبي قطاع غزة غُمرت بالمياه ما أدى لأضرار بالممتلكات وتعطيل حركة السير.
وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي عشرات الصور والفيديوهات تظهر غرق منازل المواطنين وتضررها بشكل واضح.
وناشد مواطنون الجهات المختصة لإنقاذهم من منازلهم المغمورة بالمياه، بحسب مراسل الأناضول.
** 70 مهمة إنقاذ
وقال الناطق باسم جهاز “الدفاع المدني” في غزة محمود بصل، إن “الطواقم المختصة تعاملت منذ الليلة الماضية (السبت) حتى صباح الأحد مع 70 مهمة عمل شملت إنقاذ مواطنين وسحب مياه وفتح طرق وغيرها”.
وأوضح بصل للأناضول أن “السبب الرئيسي للأزمة وحالات الغرق هو فتح سلطات الاحتلال الإسرائيلي لعدد من السدود على الحدود الشرقية للقطاع، إضافة لاستمرار هطول الأمطار لساعات متواصلة”.
بينما لم يصدر عن السلطات الإسرائيلية تعليق حول الاتهامات حتى الساعة 08:35 (ت.غ).
وذكر أن قطاع غزة “يعاني من تهالك بالبنية التحتية وضعف الأجهزة والمعدات اللازمة، ولا يمتلك القدرة الكافية لإدارة الأوضاع بالحالة الطبيعية، فكيف الأمر خلال الأزمات”.
ودعا مسؤول الدفاع المدني الجهات الدولية المختصة بالتدخل العاجل “لتوفير المعدات اللازمة لقطاع غزة، لاسيما المضخات الكبيرة التي ستمكن الجهات المسؤولة من توفير مصارف أسرع وأفضل لمياه الأمطار”.
** حالة استثنائية
من جانبه، قال رئيس بلدية دير البلح (وسط القطاع) ذياب الجرو إن ما شهدته المدينة ليل السبت “يعد حالة استثنائية لم تحصل منذ عشرات السنين”.
وذكر الجرو للأناضول، أن “الاحتلال الإسرائيلي هو المتسبب الأساسي بتلك الأزمة، بعدما فتح السدود بشكل مفاجئ وضخ كميات مهولة من المياه أدت لانهيار بعض السواتر التي صمموها سابقاً لمنع اندفاع المياه”.
وأوضح أنهم “فتحوا منذ الساعات الأولى لبدء الأزمة مدرسة واحدة لإيواء المتضررين وتوجه لها نحو 20 مواطناً بينهم نساء وأطفال هرباً من المطر والبرد”.
وطالب الجرو “الجهات الداعمة بضرورة توفير المنح والتمويل اللازم بشكل عاجل لأجل إعادة تأهيل السدود شرقي القطاع، وتجهيزها لاستيعاب كميات المياه الضخمة التي يدفع بها الاحتلال”.
وتداول رواد منصات التواصل فيديوهات تظهر كميات كبيرة من الأمطار تندفع ناحية أراضي ومنازل المواطنين في غزة بعد فتح السلطات الإسرائيلية السدود شرقي القطاع.
وتتسبب إسرائيل مع كل شتاء بإغراق الأراضي الزراعية قرب الحدود الشرقية للقطاع، جرّاء فتحها لسدود تجميع مياه الأمطار، الأمر الذي يكبّد المزارعين خسائر كبيرة.
وتقيم إسرائيل عدة سدود للاستفادة من مياه الأمطار، لكنها تقدم على فتح السدود حينما تتجمع كميات زائدة من المياه.
** أضرار صعبة
ومن منطقة خانيونس جنوبي القطاع، قال الشاب إبراهيم المصري “إن المنطقة شهدت كارثة بمعنى الكلمة”.
وأشار المصري للأناضول إلى أنه “شاهد بعينه عددا من منازل المواطنين تغرق بالمياه وسط صراخ الأطفال ومطالبات النجدة”.
وأضاف أن “هناك عدد من المنازل المتهالكة أصلا بالمنطقة التي يسكنها غربي المحافظة، الأمر الذي جعل الأضرار أبلغ وأصعب”.
وأعلنت اللجنة الحكومية التي تُدير قطاع غزة (تتبع لحركة حماس)، السبت، أنها “بدأت مع ساعات المنخفض الأولى المتابعة الميدانية مع جهات الاختصاص”.
وقالت في بيان: “أعطينا توجيهات واضحة لكافة جهات الاختصاص للعمل السريع والتخفيف من تداعيات هذه الحالة الجوية على المواطنين المتضررين”.
وتفرض إسرائيل على غزة منذ يونيو/ حزيران 2007، حصاراً يشمل قيودا على حركة المواطنين والبضائع من وإلى القطاع، كما تمنع دخول المعدات والأجهزة اللازمة لتطوير وتأهيل البنية التحتية، بحسب تقارير رسمية وحقوقية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات