إسطنبول/ الأناضول
– خوري توفي في مستشفى ببيروت عن 76 عاما بعد معاناة جراء مشكلات صحية في الأمعاء.
– أعماله تناولت معاناة اللبناني والفلسطيني من الحرب الأهلية إلى حياة الفلسطيني في بلاد اللجوء.
– عمل بالتدريس والصحافة وحظيت إنتاجاته الأدبية الغزيرة بتقدير عالمي واسع وتُرجمت بعض أعمال للغات عديدة.
– كتب من على سرير المستشفى أن غزة وفلسطين هما النموذج الذي يتعلم منه كل يوم حب الحياة.
توفي الكاتب والناقد الأدبي اللبناني إلياس خوري، الأحد، عن 76 عاما، كان خلالها أحد أبرز المفكرين المناصرين للقضية الفلسطينية.
وقال مقربون من خوري إنه توفي في العاصمة بيروت؛ بعد معاناة جراء مشكلات صحية في الأمعاء استدعت مكوثه في مستشفى للمعالجة أشهرا طويلة.
وفي رواياته، تناول خوري معاناة اللبناني والفلسطيني من الحرب الأهلية إلى حياة الفلسطيني في بلاد اللجوء واختبارات الغربة والنزوح، وفق صحيفة “النهار” اللبنانية.
ولد خوري في بيروت عام 1948، واستمر في الكتابة حتى آخر أسابيع من حياته، وقدم خلال مسيرته الطويلة إنتاجات أدبية غزيرة حظيت بتقدير عالمي واسع.
بدأ خوري، المولود لعائلة مسيحية أرثوذكسية في منطقة الأشرفية ببيروت، في الثامنة من عمره الاهتمام بالقراءة، وتأثر خصوصا بأعمال الروائي اللبناني جرجي زيدان وروايات من الأدب العربي والروسي الكلاسيكي.
حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1966 من ثانوية الراعي الصالح ببيروت، وفي 1967 سافر خوري (19 عاما آنذاك) إلى الأردن وزار مخيّما للاجئين الفلسطينيين.
ودرس التاريخ في الجامعة اللبنانية وتخرج منها عام 1971، ثم حصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس.
الحرب والمنفى
ومنذ شبابه، أظهر خوري تأييدا للقضية الفلسطينية والمقاومة، لاسيما عندما كان مقر منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت، قبل الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وتزخر أعماله بموضوعات متنوعة مرتبطة بالقضية الفلسطينية، تشمل الذاكرة والحرب والمنفى، وتُرجمت إلى لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والعبرية.
ومن أبرز مؤلفاته “أبواب المدينة” و”مجمع الأسرار” و”الوجوه البيضاء” و”رائحة الصابون” و”رحلة غاندي الصغير”، غير أن أشهر رواياته هي “باب الشمس” الصادرة عام 1998.
وتتمحور “باب الشمس” حول نكبة الفلسطينيين وتهجيرهم قسيرا عن أراضيهم أثناء قيام “دولة” إسرائيل عام 1948 على أراض فلسطينية محتلة.
وحُوّلت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي من إخراج المصري يسري نصر الله.
وفي 2013 شيد ناشطون فلسطينيون مخيما سموه “قرية باب الشمس” على أراض خاصة مملوكة لفلسطينيين؛ احتجاجا على توسع إسرائيل في بناء مستوطنات وعمليات التهجير القسري بالضفة الغربية المحتلة.
أكاديمي وصحفي
وعمل خوري أيضا في السلك الأكاديمي، إذ درّس في جامعات بالولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية، وكان أستاذا زائرا للأدب العربي الحديث والأدب المقارن بجامعة نيويورك في 2006.
وبالإضافة إلى القضية الفلسطينية، تناول خوري الحرب الأهلية اللبنانية (1975 – 1990) في أعمال عديدة، بينها “الجبل الصغير” في سبعينات القرن العشرين.
ولخوري دراسات نقدية ومجموعات قصصية متنوعة، ونال خلال مسيرته الطويلة جوائز عربية وعالمية عديدة، بينها جائزة سلطان بن علي العويس عام 2007.
وكانت له تجربة صحفية طويلة، إذ ترأس بين عامي 1975 و1979 تحرير مجلة “شؤون فلسطينية”، بالتعاون مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
كما كان مدير تحرير مجلة “الكرمل” عامي 1981و1982، ومدير تحرير القسم الثقافي بصحيفة السفير بين 1983 و1990، ورئيس تحرير الملحق الثقافي لصحيفة النهار.
عام من الألم
ورغم دخوله المستشفى ومعاناته مع المرض، استمر خوري في الكتابة حتى الأسابيع الاخيرة من حياته، وكان آخر مقال منشور له في صحيفة “القدس العربي” يوم 19 أغسطس/ آب الماضي.
ومن على سريره في المستشفى كتب مقالا في يوليو/ تموز الماضي بعنوان “عام من الألم” نشرته الصحيفة نفسها.
واستذكر معاناته من “وجع لا سابق له”، وكتب “غزة وفلسطين تُضربان بشكل وحشي منذ ما يقارب العام أيضا، وهما صامدتان لا تتزحزحان. إنهما النموذج الذي أتعلم منه كل يوم حب الحياة”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا على غزة، أسفرت عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وبموازاة هذه الحرب، صعّد الجيش الإسرائيلي ومستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية؛ ما أدى إجمالا إلى مقتل 703 فلسطينيين، بينهم 159 طفلا، وجرح نحو 5 آلاف و 700 واعتقال أكثر من 10 آلاف، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات